جيش الاحتلال يحرّض سكان غزة بعضهم على بعض: وشيتم بجيرانكم لحماس

21 مايو 2024
فلسطينيون بجانب منزل تعرّض للقصف في رفح 20 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم استراتيجية الابتزاز ضد سكان غزة، مهددًا بنشر معلومات شخصية وحساسة لإثارة الفتنة، بزعم تورطهم في التجسس لصالح حماس.
- الحملة تشمل إسقاط منشورات وتهديدات بالكشف عن معلومات عبر موقع إلكتروني، بعد حصول الجيش على إذن قانوني، رغم نفي الشاباك مشاركته.
- تكتيكات الحملة تتضمن نشر صور وتفاصيل شخصية للمستهدفين، بما في ذلك الأطفال، لزيادة الضغط وزرع الشقاق بين سكان غزة وفصائل المقاومة.

وصلت حالة الإفلاس العسكري بجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى حد ابتزاز سكان غزة بنشر تفاصيلهم الشخصية وميولهم وعلاقاتهم، إذا لم يتواصلوا معه، والتشهير بهم، وتحريض بعضهم على بعضهم، بزعم أنهم وشوا لحركة حماس عن جيرانهم.

وبدأ جيش الاحتلال، في نشر صور ومعلومات شخصية لسكان من قطاع غزة، بزعم أنهم تجسسوا على غزيين آخرين لصالح الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، مهدداً بمواصلة نشر معلومات عن كثيرين آخرين إذا لم يتواصلوا معه. ويدعي الجيش بأن المعلومات الشخصية التي نشرها، هي جزء من المواد الاستخباراتية التي استولى عليها أثناء الاجتياح البري لقطاع غزة.

وقال مصدر عسكري لصحيفة "هآرتس" التي كشفت عن الموضوع، مساء اليوم الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي حصل على إذن قانوني لاستخدام أدوات الابتزاز هذه"، وفي جوهرها "إثارة الرأي العام في قطاع غزة وإظهار أن حماس تقوم بتتبعهم".

وقيل للصحيفة إن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ليس منخرطاً في هذه المبادرة.

وأسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة الماضي، منشورات من الجو على مساجد في أماكن عدة بقطاع غزة، أثناء إقامة صلاة الجمعة، تخللت صوراً وأرقام هويات 130 رجلاً.

وبحسب زعم المصدر العسكري الذي تحدثت إليه "هآرتس" ولم تسمّه، جرى تجنيد هؤلاء الرجال في جهاز الأمن العام التابع لحماس، للتجسس على سكان قطاع غزة، وفي إطار هذا الدور أعطوا حماس معلومات شخصية عن المواطنين العاديين، مثل تفاصيل حول الميول الجنسية أو ممارسة علاقات حميمية خارج نطاق الزواج.

ومما كُتب في النشرة التي حملت اسم الكاشف ونُشرت فيها صور ظليّة: "اتصل بنا إن لم ترغب بظهور صورتك هنا.. لقد تم جمع مئات الآلاف من التقارير عنكم يا سكان غزة".

وجاء أيضاً في نشرة جيش الاحتلال: "هل تريد أن تعرف إذا تم التجسس عليك والإبلاغ عنك؟ انقر على الموقع وابحث عن رقم تعريفك وستعرف من أبلغ عنك".

وتظهر في الصفحتين الداخلتين صور لوجوه وأسماء وأرقام هويات ورمز باركود تؤدي إلى موقع إلكتروني. وفي إطار محاولة الابتزاز كتب جيش الاحتلال "عميل أجهزة الأمن العام! هل فحصت رقم هويتك الموجود في الموقع؟ قريباً سنكشف للجميع تفاصيلك الكاملة. ما زال بإمكانك إنقاذ نفسك - اتصل بنا".

وتظهر في الصفحة الأولى من النشرة صورة لوجه رجل، يزعم جيش الاحتلال أنه يسافر كثيراً إلى مصر، وله علاقة بامرأة مصرية متزوّجة يسافر زوجها غالباً إلى دول الخليج للعمل. وجاء في النصف الثاني من هذه الصفحة: "معلومات سرية تكشف: تجسس الأمن العام. هذا جزء بسيط من المعلومات التي وصلت إلينا. هكذا تجسست عليكم حركة حماس".

تنص هذه الصفحة أيضاً على أن "الأمن العام هو منظمة سرية تابعة لحماس تستخدم منذ سنوات الواشين لمتابعتك والتجسس عليك، ومن الممكن أن يكون صديقك أو جارك هو من أعطى حماس أكبر أسرارك. وسنكشف قريباً عن جميع الواشين والتقارير التي جمعوها".

وقال المصدر العسكري للصحيفة: "لم ننشر قصصاً شخصية، ولم نكشف عن تفاصيل عما يعرفونه أو ما جمعوه". ولكن بخلاف مزاعمه، فإن الأسماء الكاملة لبعض الأشخاص المستهدفين من قبل الاحتلال موجودة على الموقع.

وفي محاولات زرع الفتن بين الغزيين وحتى داخل فصائل المقاومة نفسها، يدرج الموقع أسماء سكان من غزة بزعم أنهم أعضاء في منظمات أخرى، منها على سبيل المثال، الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، قدّموا لحماس معلومات عن منظماتهم.

في محاولات زرع الفتن بين الغزيين وحتى داخل فصائل المقاومة نفسها، يدرج الموقع أسماء سكان من غزة بزعم أنهم أعضاء في منظمات أخرى

وذكرت الصحيفة أن بعض الصور لأطفال يبدو أن أعمارهم أقل من عشر سنوات، وأحدهم يبدو أنه أقل من خمس سنوات، وبعض الأسماء تظهر بدون صور.

وقال المصدر العسكري لصحيفة "هآرتس" إن الموقع "بدأ العمل في 16 مايو/أيار. وبعد يوم واحد، جرى إسقاط المنشورات المطبوعة التي تحتوي على تهديد بنشر مزيد من أسماء وتفاصيل الواشين عن المخالفات".

وزعم المصدر العسكري للصحيفة العبرية، أن المواد التي جمعها جيش الاحتلال، خلال الاجتياح البري لقطاع غزة، تسمح للجيش "بمعرفة الكثير عن حماس ونواياها".

وليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها جيش الاحتلال دق الأسافين بين سكان غزة وتأليبهم على فصائل المقاومة. وعادة ما يلجأ إلى إلقاء مناشير، وإرسال رسائل نصية عبر الهواتف، واستخدام أساليب أخرى.

المساهمون