يعارض جيش الاحتلال الإسرائيلي إعادة الحواجز العسكرية في الشوارع التي يستخدمها الفلسطينيون والمستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، معتبراً أن خطوة من هذه القبيل من شأنها مفاقمة الوضع الأمني، دون الحد من عمليات المقاومة.
وقال موقع صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة، إن جيش الاحتلال يرفض الادعاءات "الشعبوية" التي يطلقها أعضاء في الحكومة، خاصة من حزبي "هتسيونوت هدتيت" (الصهيونية الدينية) و"عوتمسا يهوديت" (القوة اليهودية) بأن تقييد حركة الفلسطينيين في الشوارع المشتركة، من شأنه الحد من العمليات المتصاعدة، والتي أدت إلى مقتل نحو 35 مستوطناً منذ مطلع العام.
ويطالب بعض الوزراء على رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بنشر حواجز على الطرقات، عقب تنفيذ مقاومين عمليات إطلاق نار استهدفت المستوطنين في الآونة الأخيرة، "مستغلين حرية الحركة"، وتمكّنهم من الهرب في بعض الحالات.
لكن جيش الاحتلال يعتقد أنّ "الضرر سيكون أكبر من المنفعة"، إذا أعيدت الحواجز التي نُشرت في فترة الانتفاضة الثانية.
وتنتشر الحواجز بالأساس، اليوم، على طول خط التماس وبين مدن الضفة. ويرى جيش الاحتلال أنّ 98% من الفلسطينيين لا يخرجون لمواجهات ضد قواته "ولا علاقة لهم بالعمليات ويجب تعزيز هذا الوضع وعدم تقييدهم".
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، يعتقد جيش الاحتلال أن إغلاق الشوارع أمام الفلسطينيين يترك مركبات إسرائيلية فقط على هذه الطرق، وبالتالي فإنّ كل مركبة عابرة قد تتحول إلى هدف لإطلاق النار.
ونقل الموقع عن جيش الاحتلال قوله: "ربما لا يمكن تنفيذ عملية من داخل مركبة (فلسطينية) عابرة، لكن مخطط إطلاق النار سيتغيّر"، بحيث ستتم العمليات من خلف سواتر ترابية وطرق فرعية وتلال ومناطق أخرى، وسيزيد ذلك من العمليات.
ووفق جيش الاحتلال، سيدفع إغلاق الطرق المقاومين لاستغلال المنحدرات والتلال الصغيرة وأكوام التراب والأماكن الخفية لإطلاق النار ومغادرة المكان بسهولة.
كما أشار جيش الاحتلال إلى أن يقظة الجنود في الحواجز قد تتراجع مع الوقت.
وقال: "إذا لم يكن هناك إطلاق نار من مركبة عابرة، فسيكون من الجانب الآخر، من منازل الفلسطينيين. هناك 510 آلاف مستوطن يعيشون في مناطق قريبة جداً من 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية".
وعلى الرغم من تخفيف الحواجز بعد الانتفاضة الثانية إلا أن جيش الاحتلال يعتمد أساليب أخرى لتفتيش المركبات الفلسطينية أحياناً بشكل عشوائي، وينتشر في مناطق معينة، خاصة عند حدوث تصعيد أمني، كما يقوم بإغلاق سريع لبعض المناطق بعد حدوث عمليات في محاولة لإحباط ابتعاد منفذي العمليات عن المكان.
ويقتحم جيش الاحتلال العديد من البلدات الفلسطينية بشكل شبه يومي. ونفذ في الأيام الأخيرة حملات اعتقال واسعة طاولت أكثر من 100 فلسطيني.
كما نفذ اعتقالات "احترازية" بحق فلسطينيين يقول إنهم ينتمون إلى حركات المقاومة، خشية إقدامهم على تنفيذ عمليات، في ضوء العمليات الأخيرة التي أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل جنوبي الضفة، وبلدة حوارة جنوبي نابلس.