جيش الاحتلال يضغط لعدم تغيير مسار "مسيرة الأعلام": سيفسر على أنه ضعف إسرائيلي

26 مايو 2022
خريطة مسار "مسيرة الأعلام" تظهر مرورها بباب العامود(احمد الغربلي/فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن قادة الجيش والاستخبارات والشرطة في تل أبيب يضغطون على حكومة نفتالي بينت، لعدم تغيير مسار "مسيرة الأعلام" في آخر لحظة.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنّ القادة العسكريين والأمنيين في تل أبيب يحذرون من أنّ تغيير مسار المسيرة في آخر لحظة "سيفسر على أنه ضعف إسرائيلي".

وكانت الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس، قد حذرتا، أمس الأربعاء، من أنّ سماح السلطات الإسرائيلية للمستوطنين والمتطرفين اليهود باقتحام المسجد الأقصى عبر ما تسمى "مسيرة الأعلام"، الأحد المقبل، سيفجّر الأوضاع، وحمّلتا إسرائيل المسؤولية كاملة عن التصعيد.

يأتي ذلك بينما رفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في صفوفها، واستدعت قوات احتياط لتأمين مسيرة الأعلام، حيث نشر المتحدث باسم شرطة الاحتلال خريطة لمسار هذ المسيرة ويظهر مرورها في باب العامود بالبلدة القديمة من القدس المحتلة.

وتشير التقديرات السائدة لدى المؤسسة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية إلى أنّ حركة "حماس" غير معنية بتصعيد.

وحول ذلك، عقّبت "يديعوت أحرنوت" على هذه التقديرات، مشيرة إلى أنّ هذه المؤسسة (العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية) قدمت التقدير ذاته عشية حرب مايو/أيار 2021 وتبين أنها غير محقة.

ونقلت الصحيفة عن الأوساط العسكرية والأمنية الإسرائيلية تقديرها أنّ محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، هو الذي سيقرر في النهاية طابع الرد الذي ستنفذه الحركة، لافتة إلى أنّ الضيف هو الذي أمر بإطلاق الصواريخ على القدس في مايو 2021.

وبحسب الصحيفة، فإنّ أحد القاة الأمنيين الذين شاركوا في الاستشارات التي أجرتها الحكومة الإسرائيلية عشية مسيرة الأعلام قد أوصى بأن يتم "الرد بقسوة" في حال عمدت حركة حماس إلى تفجير الأوضاع.

ولفتت إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت يتبنى أيضاً موقفاً متشدداً ويصرّ على عدم تغيير مسار المسيرة، على اعتبار أنّ مثل هذه الخطوة ستمس بسيادة إسرائيل على المدينة المحتلة.

وفي السياق، تتأهب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لمواجهة فرص التصعيد في أعقاب تنظيم "مسيرة الأعلام".

وقد ذكرت الإذاعة العبرية أنّ جيش الاحتلال نشر بطاريات منظومة "القبة الحديدية" في منطقة "غلاف غزة" خشية إطلاق الصواريخ من القطاع على العمق الإسرائيلي في أعقاب تنظيم المسيرة.

 
إلى جانب ذلك، كثف الاحتلال التواجد العسكري على طول الخط الفاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل لإحباط محاولات تسلل يمكن أن ينفذها أشخاص يخططون لتنفيذ عمليات.

في المقابل، حذر أودي ديكل، أحد كبار الباحثين في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، من تداعيات "مسيرة الأعلام"، قائلاً إنها يمكن أن تفضي إلى انفجار الأوضاع في المنطقة بأسرها.

وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية، قال ديكل: "مرور مسيرة الأعلام في باب العامود، والحي الإسلامي والبلدة القديمة، خطأٌ كبيرٌ، وسيؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة"، مشدداً على أنّ "الصراع على السيادة في القدس لن ينتهي يوم مسيرة الأعلام أو غيرها بل هو مستمر".

وأضاف: "كان يكفي أن تمر مسيرة الأعلام في شارع يافا وصولاً إلى ساحة البراق، ولا تدخل إلى الحي الإسلامي".