استمع إلى الملخص
- تركز العمليات العسكرية على تطهير المناطق الشمالية باستخدام وسائل قتالية متقدمة، مع إقامة قاعدة لوجستية في جباليا، لمنع حركة حماس من إعادة بناء نفسها.
- أكد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل لا تسعى للسيطرة على غزة، لكنها ستحتفظ بحرية العمل الأمني الكامل بعد القضاء على قدرات حماس.
جيش الاحتلال سبيقي شمال قطاع غزة "منطقةً مقسّمة ومخففة من السكان"
يحقق جيش الاحتلال الجزء الأكثر أهمية من منظوره في "خطة الجنرالات"
كاتس: لن نسمح بالعودة إلى الوضع الذي كان قبل السابع من أكتوبر
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة لليوم 438، ويطبّق "خطة الجنرالات"، إذ أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، بأنه يتجه لعدم السماح لسكان جباليا، شمالي القطاع، بالعودة إلى منازلهم، واعتبار محيطها منطقة عازلة، إلا في حال إبرام صفقة تنص على غير ذلك. واعتبرت الصحيفة أنّ "جنود لواء جفعاتي حققوا سلسلة من الإنجازات في قلب مخيم جباليا للاجئين، وفي البلدة نفسها وبلدة بيت حانون، في سلسلة من العمليات التي اعتقلوا أو قتلوا فيها مئات المقاومين في شمال القطاع".
وتقدّر الفرقة 162، التي تقود العمليات المكثّفة التي دخلت شهرها الثالث، في المنطقة، بأنه ما زال هناك حوالي 100 مقاوم يتحصنون في النواة الصلبة لمخيم اللاجئين أو في البلدتين المجاورتين، في بيت لاهيا وبيت حانون، فيما هجّر لواء جفعاتي، المسؤول عن تطويق البلدة الثانية من حيث الحجم في شمال القطاع، حوالي 65 ألف فلسطيني من أصل 70 ألفاً إلى منطقة مدينة غزة، جنوب جباليا، وبقي في المنطقة بضعة آلاف من المدنيين، معظمهم في مأو كبيرة مثل المدارس والعيادات.
وذكرت الصحيفة أنّ أحد الأسئلة الرئيسية المتعلّقة باليوم التالي للعمليات هو عما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيسمح لعشرات الآلاف من الغزيين بالعودة إلى منازلهم في جباليا وضواحيها، على الرغم من أن العديد منها قد دُمر أو تضرر، أم سيمنعهم من ذلك كما منع حوالي مليون فلسطيني تم إجلاؤهم إلى جنوب القطاع في ذروة العملية البرية قبل عام ولم يسمح لهم بالعودة منذ ذلك الحين، عبر محور نتساريم الذي يقسم القطاع إلى جزأين. وبحسب الجواب، فإن من المتوقّع أن يبقي جيش الاحتلال الثلث العلوي، أي أقصى جزء في شمال قطاع غزة، منطقةً مقسّمة ومخففة من السكان.
وتستعد قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال للإبقاء على ممر التقسيم الجديد، الذي تم إنشاؤه في الأشهر الأخيرة، والذي يبدأ بالقرب من السياج الحدودي، بمحاذاة كيبوتس كفار عزة، وينتهي عند شاطئ البحر، وذلك بهدف منع عودة الفلسطينيين إلى منازلهم في جباليا، وبيت حانون وبيت لاهيا، التي تطل عن قرب على مستوطنات إسرائيلية في محيط القطاع، من قبيل نتيف هعسراه، وسديروت، ومفلاسيم وإيرز.
وبهذا، يحقق جيش الاحتلال الجزء الرئيسي والأكثر أهمية من منظوره في "خطة الجنرالات" التي وضعها اللواء المتقاعد غيورا آيلاند، وتنص على التطهير المنهجي للمناطق الكبيرة في شمال قطاع غزة من "الأعداء"، الواحدة تلو الأخرى، دون إعادة الفلسطينيين إلى منازلهم، بذريعة عدم تمكين حركة حماس من إعادة بناء نفسها والتعافي. وأقام جيش الاحتلال قاعدة لوجستية أمامية ومتقدّمة لقواته في منطقة جباليا، ما قد يشير إلى نوايا مستقبلية للبقاء هناك. ووسع لواء جفعاتي استخدام وسائل قتالية آلية مثل الروبوتات، والمدرّعات المتفجرة الآلية، والجرافات التي يتم تشغيلها عن بعد، وغيرها.
كاتس: لن نسمح بالعودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر في غزة
ومع استمرار حرب الإبادة والتهجير التي تشنها دولة الاحتلال على غزة، وظهور تصريحات إسرائيلية علنية حتى من داخل الحكومة لا تخفي نواياها إزاء الاستيطان في القطاع وتهجير أهله، زعم وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنّ إسرائيل لا تريد السيطرة على غزة. وأفادت القناة 12 العبرية، مساء أمس الاثنين، بأنّ كاتس التقى مسؤولاً أميركياً كبيراً، ونقل "رسالة مفاجئة عادةً لا تُسمع خارج المناقشات التي تُجرى في الغرف المغلقة"، إذ قال كاتس عن اليوم التالي للحرب: "لا نريد أن تسيطر إسرائيل على غزة".
وأضاف كاتس: "إسرائيل لا تريد لا سيطرة عسكرية ولا حكماً مدنياً على السكان. لا توجد قرارات بشأن الاستيطان في غزة". وعن السلطة الفلسطينية، قال: "إسرائيل تحمي السلطة من إيران وحماس. يجب نقلها إلى الجانب المعتدل". ويشير ذلك، وفقاً للقناة، إلى أنه على الرغم من تصريحات السياسيين المختلفين، فإن إسرائيل مهتمة في هذا الوقت بالحفاظ على السلطة الفلسطينية.
لكن كاتس علّق صباح اليوم على ما نُشر، من خلال حسابه على منصة إكس، نافياً ذلك، وكتب: "رداً على تقارير مختلفة، موقفي بشأن غزة واضح. بعد أن نقضي على القدرات العسكرية والسلطوية لحماس في غزة، ستسيطر إسرائيل أمنياً على غزة مع حرية عمل كاملة، تماماً كما في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة). لن نسمح بأي انتظام للإرهاب ضد بلدات إسرائيلية ومواطني إسرائيل من غزة. لن نسمح بالعودة إلى الوضع الذي كان قبل السابع من أكتوبر".