جيل "زد" يصوت ضد ترامب... النقيض لكل ما نمثله

01 نوفمبر 2024
خلال تجمع انتخابي لهاريس في ويسكونسن، 30 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

على مدار الأشهر الأربعة الماضية، ومنذ إعلان ترشحها لانتخابات الرئاسة، كانت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تحاول استخدام نفس الاستراتيجية التي استخدمها الرئيس جو بايدن في 2020، وهي التركيز على خطر عودة دونالد ترامب إلى السلطة مرة أخرى، والقضايا التي أثارها في فترته الرئاسية الأولى. ورغم تحذير محللين وخبراء من أن هذه الاستراتيجية ربما لن تكون ناجحة هذه المرة، إلا أنه يبدو أن هذه السياسة تؤتي ثمارها -على الأقل- بين جيل "زد" وهو الأقل من 30 عاماً.

عدد من شباب وشابات جيل "زد" من ولايات مختلفة، بعضهم يصوت لأول مرة في الانتخابات الرئاسية، اتفقت معظم آرائهم في أحاديثهم مع "العربي الجديد" على التصويت ضد ترامب الذي "لا تتناسب سياساته معهم". وتبلغ نسبة شباب جيل "زد" المؤهلين للتصويت 41 مليوناً، بزيادة قدرها ثمانية ملايين عن انتخابات 2020 النصفية (أعمارهم 18 و19 سنة الآن)، من بين إجمالي 244 مليون شخص مؤهلين للتصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتختلف شروط التصويت من ولاية إلى أخرى، حيث تلزم ولايات المقيمين فيها بضرورة التسجيل، بينما يحق التصويت للبعض في ولايات أخرى تلقائياً.

رعب من عودة ترامب

سييرا غراي: النساء يستطعن منح هاريس بطاقة الفوز

سييرا غراي، من ناشفيل في ولاية تينيسي، تبلغ من العمر 19 عاماً وصوتت لأول مرة في حياتها عبر البريد منذ نحو أسبوعين، تشعر بالرعب من احتمال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية. وتقول لـ"العربي الجديد": أشعر بالرعب لرؤية ما سيفعله ترامب لأشخاص مثلي، وأشخاص مثل عائلتي. ولذا صوت لكامالا هاريس، وهذا ما يجب أن أفعله لحماية الأشخاص الذين أهتم بهم.
أسباب متعددة تدفع غراي للقلق بشأن الانتخابات، على رأسها أنها امرأة ولديها أخت صغيرة، وأنها تهتم بالعالم والتغير المناخي، وترى أن ترامب ضد كل ما تمثله، وتقول: "لقد اخترت كامالا، ولكن لم يكن الأمر يتعلق حقاً باختيارها، وإنما كان يتعلق بعدم اختيار ترامب. إضافة إلى ذلك، فإنها تهتم، بعكس ترامب، بحقوق الإنسان والمرأة والتعليم، وحتى إن كنت غير راضية عما تفعله (هاريس) من أجل فلسطين فإنها، في كل الأحوال، ستكون أفضل للفلسطينيين من ترامب".

جيل "زد" يستطيع حسم الانتخابات لصالح هاريس

وترى غراي أن جيل "زد"، حال مشاركته بكثافة في الانتخابات، قادر على حسمها لصالح كامالا هاريس، لافتة إلى أن النساء أيضاً يستطعن منحها بطاقة الفوز. كلوي، طالبة جامعية من كارولينا الشمالية، وهي إحدى الولايات المتأرجحة التي يأمل الديمقراطيون الفوز بها، تقول لـ"العربي الجديد": أنا هنا لدعم كامالا هاريس في انتخابات 2024، وأمثل ولاية متأرجحة، وآمل أن تتحول إلى ولاية زرقاء. تبلغ كلوي 18 سنة، وهي تصوت لأول مرة في حياتها، وتؤمن أن جيل "زد" قادر على التأثير وحسم هذه الانتخابات لصالح المرشحة الديمقراطية حال مشاركته في الانتخابات. وتشير إلى أن الكثير من أصدقائها يدعمون هاريس، ويشجعون بعضهم بعضاً على التصويت لها.

مولي: صوتت لهاريس لأنها تهتم بالقضايا التي تمثلني مثل حق المرأة والحماية من الأسلحة والتغير المناخي

اختارت كلوي المرشحة الديمقراطية بسبب "الحاجة إلى إعادة البلاد إلى المسار الصحيح، وأيضاً لأنها امرأة". وتقول: "كامالا تدعم ما هو الأفضل بالنسبة لي ولعائلتي ومجتمعي. اخترت هاريس بسبب ما هو على المحك الآن، وأيضاً كونها امرأة سوداء. بالطبع، ألهمني ذلك لأن رؤية شخص يشبهني في أقوى منصب في العالم، يمنحني الأمل والدافع لمواصلة النضال بوجه الحواجز التي أواجهها ويواجهها مجتمعي، ورؤية ما يمكننا القيام به للوصول إلى البيت الأبيض".

مولي: قلقة على مستقبلي إذا فاز ترامب

مولي من ولاية ماساتشوستس، تبلغ من العمر 18 سنة، صوتت لأول مرة أيضاً عن طريق البريد لصالح هاريس. وتقول لـ"لعربي الجديد": "أنا قلقة حقاً إذا فاز ترامب بالانتخابات، قلقة بشأن مستقبلي لأنني شابة ولا أعرف كيف سيكون المستقبل إذا فاز. صوتّ لها لأنها تهتم بالقضايا التي تمثلني، مثل حق المرأة والحماية من الأسلحة والتغير المناخي، وأعتقد أنها تتمتع بنظرة أفضل تجاه المستقبل، وكان يمكنها فعل أكثر من هذا، لكن في الوقت نفسه هي أفضل بكثير من دونالد ترامب. تؤمن مولي، أيضاً، بأن جيل "زد" قادر على التأثير بشدة وحسم هذه الانتخابات لصالح المرشحة الديمقراطية.

باتريك، الذي يبلغ من العمر 29 سنة ويقيم في العاصمة الأميركية واشنطن (مقاطعة كولومبيا التي يحق لها التصويت في الانتخابات الرئاسية فقط وليس مجلسي النواب أو الشيوخ)، يقول، لـ"العربي الجديد"، إنه أدلى بصوته لصالح هاريس، لأنها مرشحة أفضل كثيراً من ترامب، ويتفق مع سياساتها في ما يخص التغير المناخي. ويعتبر باتريك أن ترامب يمثل تهديداً للولايات المتحدة، في حين أن هاريس ستساعد على البناء ولديها القدرة على الاستماع إلى الجميع، أما ترامب فلن يفعل ذلك على الإطلاق.

المساهمون