تعالت الدعوات من حراكات شبابية ومرجعيات دينية ووطنية في القدس المحتلة لأكبر حشد، اليوم الأحد، بهدف التصدي للمستوطنين وإفشال ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام" الاستفزازية، وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة خاصة في المسار الذي ستسلكه المسيرة من مركز القدس الغربية وصولاً إلى باب العامود وداخل أسوار المدينة المقدسة، فيما تأتي هذه الدعوات في ظل اقتحام واسع نفذه المستوطنون بحماية قوات الاحتلال والاعتداء على المرابطين.
وشرع المستوطنون، منذ مساء الجمعة، بتنظيم مسيرات استفزازية حول أبواب المسجد الأقصى وعند ساحة باب العامود بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي كمقدمة لـ"مسيرة الأعلام" التي دعا للحشد لها المستوطنون مساء اليوم الأحد.
وفي مقابل دعوات المستوطنين، دعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري في حديثه، لـ"العربي الجديد"، عموم أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوصول للقدس والاعتكاف في المسجد الأقصى لحمايته من الأخطار المحدقة، محذراً الاحتلال من التعرض للمعتكفين والمصلين في الوقت الذي يطلق العنان لمستوطنيه ويؤمن الحماية لمسيراتهم الاستفزازية في تحد سافر لمشاعر المسلمين قاطبة.
يوم العلَم الفلسطيني
كذلك دعا الحراك الشبابي الشعبي في القدس إلى اعتبار اليوم الأحد يوم العلَم الفلسطيني، ورفعه على كل بيت وساحة وشارع في القدس وصولاً إلى ساحة باب العامود في مواجهة مسيرة الأعلام التي يسعى الاحتلال إلى فرضها وتمريرها عبر باب العامود.
وأهاب الحراك بفلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى منذ فجر اليوم الأحد، كما أهاب بموطني الضفة الغربية إلى الوقوف مع القدس صفاً واحداً في يوم العلم.
وتوجه الحراك الشبابي بالتحية إلى المقاومة الباسلة في قطاع غزة، مؤكداً بأن الإرادة الشعبية تمضي يداً بيد مع المقاومة المسلحة حتى النصر والتحرير.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس قد أصدرت هي الأخرى في وقت سابق بياناً، دعت فيه المقدسيين والفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 إلى تكثيف وجودهم في ساحات وباحات المسجد الأقصى ابتداء من صباح اليوم، للتصدي لعمليات الاقتحام للجماعات الاستيطانية والتي شارك فيها أعضاء كنيست من اليمين المتطرف على رأسهم عضو الكنيست ايتمار بن غفير، الذي مُنح تصريحاً خاصاً بهذا الخصوص من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، إضافة إلى رؤساء مجلس المستوطنات وكبار الحاخامات في الضفة الغربية، وحركات يمينية متطرفة مثل "نساء من أجل الهيكل" و"طلاب من أجل الهيكل".
وحث بيان القوى الوطنية المقدسيين إلى الحضور الكثيف في ساحة باب العامود ومحيطه للتصدي للمسيرة حال وصولها، في حين حثوا التجار المقدسيين داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها على فتح محلاتهم التجارية، وعدم إغلاقها.
كما توجه البيان بالدعوة للمقدسيين لنصرة العلم الفلسطيني، كرمز من رموز السيادة في المدينة، بتكثيف رفع الأعلام الفلسطينية في كل أنحاء المدينة.
يأتي ذلك في ظل توترات شهدتها البلدة القديمة من القدس والمسجد الأقصى بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال والمستوطنين من ناحية أخرى، فيما دعت حركات وقوى وفصائل فلسطينية في الضفة الغربية للقيام بمسيرات ورفع أعلام فلسطين رداً على مسيرة الأعلام الإسرائيلية.