اعتدت عصابات مستوطنين إرهابيين على قرية أبو غوش شمال غربي القدس المحتلة، صباح الاثنين، للمرة الثانية خلال أقل من عام.
وتخلل الاعتداء حرق أربع سيارات وخط شعارات عنصرية على الجدران، من بينها عبارة "تدفيع الثمن 30 يوماً لقتل إداري".
وقال محمد عيسى أبو غوش، من أبناء القرية: "استيقظنا الساعة الثالثة فجراً على أصوات حرق السيارات في حي الشرفة في طرف القرية.. السيارات التي حُرقت تعود لأبناء شقيقتي".
ووصلت قوات من الشرطة الإسرائيلية إلى مكان الاعتداء، وأخذت تسجيلات لكاميرات المراقبة، فيما توافد أهالي القرية إلى المكان للاطمئنان على العائلة.
تغطية صحفية: توثيق إحراق المستوطنين لمركبات الفلسطينيين في بلدة أبو غوش بالقدس المحتلة، الليلة الماضية. pic.twitter.com/xArCAHUZBp
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 17, 2023
ويشنّ مستوطنون متطرفون يتبعون لتنظيمات إرهابية عمليات يطلقون عليها "تدفيع الثمن"، ضد الفلسطينيين في شتى أنحاء الضفة الغربية وفي القدس والداخل الفلسطيني. ولعل أكثر تلك الهجمات الإرهابية فظاعة حادثة اختطاف الفتى محمد أبو خضير وإحراقه حياً في مدينة القدس، في صيف العام 2014.
وقال أبو غوش إن أهالي القرية سينظمون حشداً جماهيرياً للاحتجاج ضد هذه العمليات الإرهابية، حيث من المقرر انضمام نشطاء يهود للاحتجاج في المركز الجماهيري بالقرية. وأضاف: "هناك شعور بعدم الأمان في القرية.. الأطفال خائفون وهم يشاهدون سيارات تحترق.. الجميع مهدد بمثل هذه الاعتداءات".
وتقع القرية، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 8 آلاف نسمة، بجوار مستوطنات إسرائيلية، وتخلو المنطقة من أي قرى فلسطينية أخرى.
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعرضت القرية لاعتداء مماثل، تخلله إحراق منزل وسيارات وإلحاق أضرار بمخازن.
صور | مستوطنون يحرقون عددا من مركبات المقدسيين في بلدة أبو غوش بالقدس المحتلة، فجر اليوم. pic.twitter.com/tbYK90uD5U
— قدس بلس (@PlusQuds) July 17, 2023
وقال أبو غوش إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت متهمين من مجموعة "تدفيع الثمن" وتنظيم "شبيبة التلال" الإرهابي، على خلفية تلك الحادثة، لكنها أطلقت سراحهم في ما بعد. وأضاف: "لا يُعقل، عندما تكون الجرائم في المجتمع اليهودي يتم إلقاء القبض عليهم. أما نحن، وعلى صعيد القرية، لا يوجد ردع. نحن نرى وكأنه لا يوجد قانون".
مستوطنون يستأنفون اقتحام الأقصى
من ناحية أخرى، استأنف مستوطنون يتقدمهم عدد من الحاخامات ورؤساء جمعيات استيطانية، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، صباح اليوم.
احتجاج ضد مشروع لبلدية الاحتلال
من جانب آخر، عبر مقدسيون عن رفضهم افتتاح مركز للـ"هاي تك" في مبنى المجمع التجاري "المول" في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة. وقالوا إن المركز يرسخ سيطرة الاحتلال على المدينة من خلال برامج ومشاريع تمولها بلدية الاحتلال لصالحها.
وسكب شبان غاضبون الزيت على مدخل المركز وفي مصعد البناية بهدف تعطيل الافتتاح.
وحضر الافتتاح إلى جانب رئيس البلدية اليميني المتشدد، وزير القدس في حكومة الاحتلال وأعضاء كنيست وعدد من كبار ضباط شرطة الاحتلال.
وقال ناشط مقدسي، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"لعربي الجديد"، إن المركز سيخدم في النهاية أهداف بلدية الاحتلال التي تواصل عمليات الهدم ومداهمة أسواق البلدة القديمة وملاحقة تجارها.
وكانت قوات من شرطة الاحتلال انتشرت في وقت سابق في محيط المبنى لتأمين الحماية لرئيس بلدية الاحتلال والوفد المرافق له.
وأكد مسؤول بالغرفة التجارية في القدس، فضّل عدم ذكر اسمه في حديث لـ"العربي الجديد"، أن اجتماعاً طارئاً سيُعقد غداً الثلاثاء، بمشاركة القوى الوطنية والإسلامية للبحث في تداعيات هذا التطور.
هجمات للمستوطنين في الضفة
على صعيد آخر، أتلف مستوطنون، اليوم الاثنين، محاصيل زراعية شرق يطا جنوبي الخليل، ورعَوا بماشيتهم في أراضي المواطنين، بحماية قوات الاحتلال.
واقتلعت قوات الاحتلال، اليوم، عشرات الأشجار المثمرة من أراضي قرية حوسان غرب بيت لحم.
من جهة أخرى، أصيب، شاب فلسطيني بجروح خطيرة، وآخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الفوار جنوبي الخليل، بينما أصيب عدد اخر بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع الاحتلال عند مدخل مخيم العروب شمالي المدينة.
إلى ذلك، أصيب شاب بجروح خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيمي عقبة جبر وعين السلطان بمدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، فيما بلغت حصيلة اعتقالات الاحتلال في الضفة 17 فلسطينياً.