أعلن "الحزب الجيد" المعارض في تركيا، اليوم الخميس، أنه تقدم رسميا بطلب إلى وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري من أجل عقد لقاء مع رئيس النظام بشار الأسد في دمشق.
وقال المتحدث باسم الحزب كورشاد زورلو في تصريح للصحافيين بأنقرة، إن الحزب تقدم بشكل رسمي إلى وزارة الخارجية في دمشق بطلب لقاء الأسد وإدارته، وأنه ينتظر تلقي جواب على طلبه قبل 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وأضاف المتحدث ذاته "أرسلنا نسخة من طلبنا إلى الوزارة (وزارة الخارجية التركية) شاملة مبررات وأهداف الزيارة"، مشيراً إلى أن "الحزب الجيد ينتظر بعدما بين في طلبه المبررات والأهداف أن يصله الرد مع استكمال الجهود الدبلوماسية بحلول 15 من الشهر الجاري".
وذهب إلى أن "اللقاء سيكون هاما على صعيد مستقبل البلدين، سواء على صعيد إيجاد حل سريع لمسألة اللاجئين أو مسألة الحزام الإرهابي، ومخاوف أنقرة الأمنية"، مضيفا أن "تأسيس علاقة متوازنة وواقعية مهمة جدا للبلدين، ووفقا لهذه الحساسيات المشتركة بين البلدين يمكن تأسيس علاقات إيجابية في المستقبل".
وفي ما يتعلق بتشكيلة الوفد، ذكر زورلو بكلام زعيمة الحزب ميرال أكشنر سابقا أنها مستعدة للقاء الأسد، لكنه استدرك بالقول "إلى الآن من غير الواضح ممن يتألف الوفد الذي سيذهب إلى دمشق، وهذا الأمر بعهدة أكشنر وسيتم إعلام الرأي العام التركي بخطة الحزب لاحقا".
وختم بالقول "من الأمور الأساسية بالنسبة لنا هو وجود الجيش التركي في سورية، وأمن الجنود، ومن المهم أن تتكلل جهود الجيش هناك بالجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل نهائي للمشكلة عبر التعاون بين تركيا وسورية".
ويعتبر "الحزب الجيد" واحدا من 4 أحزاب كبيرة في البرلمان التركي، والتي يحق لها تشكيل كتلة نيابية داخل البرلمان، وهو الحليف الأبرز لأكبر أحزاب المعارضة حزب "الشعب الجمهوري"، ويشكلان معاً تحالف "الشعب" المعارض، ويقودان طاولة المعارضة السداسية.
وتعتقد الأوساط السياسية والشعبية في تركيا أن حل مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وحل مسألة التنظيمات المسلحة في جنوب البلاد، والقصد منها "وحدات الحماية" الكردية، يكون عبر الحوار مع النظام وعودة العلاقات الطبيعية بين الطرفين.
ودفع هذا الاعتقاد الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان لاتخاذ خطوات بهذا الصدد، منها بناء حوار استخباراتي بين أنقرة ودمشق، ومساع لرفع العلاقات إلى الأروقة الدبلوماسية، حيث أعلن الرئيس أردوغان عدة مرات استعداده للقاء الأسد في حال توفرت الظروف.
والجمعة الماضي نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن ثلاثة مصادر قولها إن النظام السوري يقاوم جهود وساطة تقودها روسيا لعقد قمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدما كان يبدو التقارب التركي مع نظام بشار الأسد في حكم "المستحيل" في المراحل المبكرة من قمعه الثورة السورية.
وأضافت أن مصدرين تركيين، أحدهما مسؤول كبير، قالا إن النظام السوري يرجئ الأمر فحسب، وإن الأمور تسير في طريقها نحو عقد اجتماع في نهاية المطاف بين الأسد وأردوغان.
ويتزامن ما كشف عنه "الحزب الجيد" مع زيارة وفد من روسيا إلى تركيا، اليوم الخميس، من أجل عقد لقاءات تضم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين مع نظيره التركي سادات أونال، ومن بين المواضيع المطروحة على جدول الأعمال عقد لقاءات دبلوماسية بين تركيا والنظام السوري، ومسائل سياسية وعسكرية.
وكان المرشح الرئاسي السابق، رئيس حزب "الوطن" محرم إنجه، قد قال خلال مؤتمر صحافي قبل أيام إنه "سبق وتقدم بطلب من أجل لقاء بشار الأسد"، موضحا أن طلبه لم يلق قبولا، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن ذلك.
وتعد ورقة اللاجئين السوريين والمهاجرين غير النظامين واحدة من أهم وأقوى أوراق المعارضة التركية أمام الحكومة والرئيس أردوغان وخاصة في فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وذلك لتأثيرها في الانتخابات المحلية التي جرت في العام 2019 وتمكنت المعارضة من الفوز بحكم أكبر المدن التركية وعلى رأسها أنقرة وإسطنبول.
ويتسابق السياسيون في تركيا لتحقيق تقدم في هذا الميدان، عبر تصريحات ومخاطبة الرأي العام التركي، حيث تحمل المعارضة الحكومة مسؤولية الأوضاع في سورية لسياسات حزب "العدالة والتنمية" الحاكم وقطع العلاقات مع النظام، فيما تدافع الحكومة عن مواقفها، وتحاول في الوقت نفسه حل هذه المسألة بإقامة حوار مع نظام بشار الأسد.