كشفت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، عن صدور أول حكم في قضية متعلقة بواقعة تخاذل ضابطين روسيين عن منع هجوم مفاجئ على أراض روسية من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، يُفترض أنه استهدف مقاطعة بيلغورود الحدودية، وأسفر عن مقتل سبعة عسكريين وتدمير 15 قطعة من المعدات.
وأصدرت المحكمة العسكرية الثانية للدائرة الغربية في موسكو حكمين بالسجن لمدة أربع سنوات بحق المقدم أناتولي بونداريف والرائد دميتري دميتراكوف، لاتهامهما من قبل إدارة التحريات العسكرية بارتكاب جريمة منصوص عليها في الجزء 2 من المادة 340 من القانون الجنائي الروسي (مخالفة لقواعد أداء الدورية القتالية لرصد وصد هجوم مفاجئ على روسيا الاتحادية).
وشملت المحاكمة في القضية الجنائية التي تسلمها قاضيها في نهاية أغسطس/ آب الماضي، ست جلسات انعقدت بنظام مغلق أمام وسائل الإعلام، وتعلقت إحداها بوضع المتهمين رهن الحبس الاحتياطي.
وعند إصدار الحكم، أقر الحاكم بأنه تم إثبات مسؤولية بونداريف ودميتراكوف، ولكنه لم يحكم عليهما بالعقوبة القصوى المنصوص عليها في المادة 340، والبالغة السجن لمدة عشر سنوات، مكتفياً بمعاقبتهما بالسجن لمدة أربع سنوات، قد أديا أكثر من عام ونصف العام منها خلال فترة التحقيق والمحاكمة، ما يعني أنه يمكنهما قريباً التقدم بطلب الإفراج المبكر المشروط.
إلا أن محامي أحدهما كشف لـ"كوميرسانت" عن أن المدانين اللذين ينفيان التهم الموجهة إليهما، سيحاولان أولاً الطعن في الحكم، رافضاً مناقشة تفاصيل القضية وما جرى خلف الأبواب الغلقة للمحكمة.
وتشير رواية التحقيق إلى أن التقصير الإجرامي للرائد دميتراكوف أسفر عن مقتل سبعة عسكريين وإصابة 43 آخرين. وعلاوة على ذلك، دمّرت القوات الأوكرانية 15 قطعة من المعدات العسكرية، وألحقت أضراراً بـ30 أخرى بقيمة 89 مليون روبل (أكثر من 950 ألف دولار وفقاً لسعر الصرف الحالي).
وفي وقت لاحق، تم توجيه تهم إلى المقدم بونداريف لتخاذله عن الرقابة على أعمال مرؤوسه، بما في ذلك في ما يتعلق بتنظيم الحماية من الضربات باستخدام الصواريخ والمدفعية.
يذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي زخرت في 27 إبريل/ نيسان 2022 بمنشورات ومقاطع فيديو وصور لانفجارات وحرائق في محيط قرية ستارايا نيليدوفكا في مقاطعة بيلغورود، الواقعة على مقربة من الحدود مع أوكرانيا. وبعد ذلك، أكد حاكم الإقليم فياتشيسلاف غلادكوف، المعلومات حول وقوع الاشتعال، ثم أفاد بإخماد "الحريق المفتوح" بمستودع الذخيرة بلا أضرار لاحقة بمبانٍ سكنية.