أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية لجميع المواطنين القاطنين في غرب البلاد، بأن أرتالا عسكرية تحركت، اليوم الاثنين، "مكلفة بمهام تمشيط جبال ووديان مناطق الجنوب".
ووجهت الوزارة خطابها للمواطنين من سكان المنطقة الممتدة من مدينة مصراتة شرقا إلى طرابلس غربا، ومنها إلى الجنوب الليبي حتى منطقة الشويرف، مرورا بمدن بترهونة وبني وليد وغريان، لطمأنتهم بشأن تحرك هذه الأرتال، مؤكدة أنها مفارز عسكرية من قوة مكافحة الإرهاب وكتيبتي: 301 و166 تحركت بأوامر وتعليمات رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي (التابعة لحكومة الوحدة الوطنية).
وأهابت الوزارة بالمواطنين "عدم الانجرار وراء الشائعات المغرضة، والتي يسعى من يبثها عبر مواقع التواصل إلى نشر القلاقل وتأجيج الرأي العام وخلق الفوضى في البلاد"، وفق نص البيان.
ولم تحدد الوزارة المناطق الجنوبية المستهدفة بـ"مهام التمشيط"، وما إذا كان هذا التحرك على علاقة بالاشتباكات التي شهدتها المنطقة الحدودية الليبية التشادية الأيام الماضية في منطقة مناجم الذهب بين عدد من المجموعات المسلحة التشادية، أو على علاقة ببيانها، الخميس الماضي، الذي اتهمت فيه المدير السابق لإدارة الاستخبارات العسكرية أسامة الجويلي، بالتحشيد العسكري حول العاصمة طرابلس، خصوصا وأن المنطقة التي حددتها، في بيانها اليوم، تعد من ضمن نفود الجويلي، الذي لا يزال يتولى منصب آمر المنطقة العسكرية الغربية، وينحدر من منطقة الزنتان الجبلية.
قيادة حفتر تعلن عن عملية عسكرية في الجنوب الليبي
وفي سياق آخر، أعلن آمر إدارة التوجيه المعنوي، بقيادة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اللواء خالد المحجوب، اليوم الإثنين، عن إطلاق عملية عسكرية برية مدعومة بغطاء جوي في جميع مناطق الجنوب الليبي، مشيرا إلى أن العملية بدأت، فجر اليوم الاثنين، واستهدفت "عددا من عناصر تنظيم داعش".
وفيما قال المحجوب، عبر صفحته على "فيسبوك"، إن قيادة حفتر "لن تسمح بوجود هذه التنظيمات في بلادنا"، أوضح أن العملية بدأت، فجر اليوم، "بعد أن رصدت وحدات الاستطلاع وبمساندة القوات الجوية مواقع تمركز بعض فلول التنظيم الإرهابي"، وأكدت معلومات أولية بوجود بعض عناصر التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أنهم "فروا باتجاه حدود تشاد والنيجر وحققت العملية أهدافها المرسومة".
ولم تعلن قيادة حفتر من جانبها أيضا عن موقفها من الاشتباكات التي دارت بين المجموعات التشادية في منطقة مناجم الذهب على الحدود المشتركة بين ليبيا وتشاد.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم، عن وزير الدفاع التشادي اللواء داود يايا إبراهيم، بأن "نحو مائة شخص قتلوا وأصيب أربعون آخرون بجروح قبل أسبوع في اشتباكات بين عمال لمناجم الذهب في شمال تشاد".
وكانت الرئاسة التشادية قد أكدت، أمس، اتفاق رئيس المجلس العسكري الانتقالي، محمد إدريس ديبي، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، على العمل على تأمين المناطق الحدودية بين البلدين".
وأضافت الرئاسة التشادية أن الزعيمين، خلال لقاء لهما على هامش القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي في مالابو بعاصمة جمهورية غينيا الاستوائية، اتفقا أيضاً على "ضرورة تضافر الجهود من أجل وضع حد لظاهرة انتشار السلاح في المناطق الحدودية".
ونقل البيان عن المنفي تعبيره عن أسفه، حيال "الأحداث المؤسفة التي وقعت شمالي تشاد في منطقة كوري بوغودي" الواقعة على الحدود بين البلدين.
ولم يصدر عن المجلس الرئاسي أي بيان بشأن لقاء المنفي وديبي، كما لم يصدر عن الجانب الليبي أي توضيح بشأن الاشتباكات التي اندلعت بين المجموعات المسلحة التشادية على الحدود المشتركة، إلا أن المتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية، محمد حمودة، أكد في تصريحات تلفزيونية الجمعة الماضية، أن هذه الاشتباكات "لم تندلع داخل الأراضي الليبية".