حلف شمال الأطلسي يدعو الصين لإنهاء دعمها لروسيا.. وبكين ترد

11 يوليو 2024
مكان انعقاد دورة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، 10 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا الناتو الصين لوقف دعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وأكد على دعم أوكرانيا في مسارها نحو التكامل الأوروبي الأطلسي، بما في ذلك عضوية الناتو، مع تقديم 40 مليار دولار لأوكرانيا في 2025.
- أدان الناتو انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب الروسية في أوكرانيا، ودعا الدول لتجنب مساعدة روسيا، مخصصاً بالذكر بيلاروسيا وكوريا الشمالية وإيران والصين، وحثّ الصين على المشاركة في محادثات الحد من المخاطر الاستراتيجية.
- أكد الناتو على أهمية الحرب ضد الإرهاب ومنطقتي غرب البلقان والبحر الأسود للأمن، وأعلن عن جاهزية قاعدة دفاع جوي في بولندا، مع تحديد هولندا وتركيا لاستضافة القمم المقبلة.

دعا حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأربعاء، الصين إلى إنهاء دعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وذلك في بيان ختامي عقب اجتماع رؤساء دول وحكومات الحلف الأطلسي. وأفاد البيان بأن حلف الأطلسي سيواصل دعم أوكرانيا "على الطريق الذي لا رجعة فيه نحو التكامل الأوروبي الأطلسي الكامل، بما في ذلك عضوية الناتو"، وأشار إلى أن أعضاء الحلف قرروا تقديم ما لا يقل عن 40 مليار دولار من التمويل لأوكرانيا في 2025. وأكد البيان أن دعوة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا بمجرد موافقة الحلفاء واستيفاء الشروط. وأضاف: "نؤيد بشكل كامل حق أوكرانيا في اختيار ترتيباتها الأمنية وتقرير مستقبلها دون تدخل خارجي". وبشأن مستقبلها في الناتو، أوضح البيان أن أوكرانيا باتت "متكاملة سياسياً مع الحلف"، وأكد أن روسيا المسؤولة الوحيدة عن الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي يعد "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن القوات والمسؤولين الروس لا يمكن أن يظلوا دون عقاب على انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب وغيرها من انتهاكات القانون الدولي، ودعا جميع الدول إلى تجنب مساعدة روسيا في أوكرانيا بأي شكل من الأشكال، مديناً "كل من يسهل، وبالتالي يطيل، حرب روسيا على أوكرانيا"، وخص بالذكر بيلاروسيا وكوريا الشمالية وإيران والصين. ووصف البيان الصين بـ"الكفيل يقينا بتسهيل" جهود الحرب الروسية على أوكرانيا، مشيراً إلى أن بكين تواصل خلق تحديات منهجية للأمن الأوروبي الأطلسي. وحثّ البيان الصين على وقف دعمها المادي والسياسي لحرب روسيا على أوكرانيا، كما أعرب عن المخاوف بشأن التوسع السريع لقدرات الصين الفضائية وترسانتها النووية. ودعا حلف الأطلسي في بيانه الصين إلى المشاركة في محادثات الحد من المخاطر الاستراتيجية، وقال: "ندعو الصين، التي تتحمل مسؤولية خاصة في ما يتعلق بدعم أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، إلى وقف كل شكل من أشكال الدعم المادي والسياسي للمجهود الحربي الروسي".

الصين تتّهم حلف شمال الأطلسي بـ"التحريض على المواجهة"

في المقابل، طالبت بكين حلف الأطلسي بالتوقّف عن "التحريض على المواجهة". وقالت البعثة الصينية لدى الاتّحاد الأوروبي في بيان "يجب على حلف شمال الأطلسي أن يتوقف عن تضخيم ما يسمّى تهديداً صينياً، وأن يتوقّف عن التحريض على المواجهة والتنافس، وأن يساهم بشكل أكبر في السلام والاستقرار في العالم". وإذ أعربت الصين في بيانها عن "استيائها الشديد"، ندّدت بالبيان الصادر عن قادة الحلف و"المشبع بعقلية جديرة بالحرب الباردة وبخطاب عدائي" و"المليء بافتراءات".

وفي بيانها شدّدت البعثة الصينية على "أننا لم نقدم أبدًا أسلحة فتاكة لأي من طرفي النزاع، ونحن نمارس رقابة صارمة على صادرات المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، بما في ذلك الطائرات المدنية المسيّرة". وتابع البيان: "الأزمة الأوكرانية مستمرة منذ فترة طويلة. من يصبّ الزيت على النار؟ من يؤجّج النيران؟ من يحاول الاستفادة منها؟ الجواب واضح للجميع". ولم تسمّ بكين الجهة التي تتهمها، لكنّها تقصد على الأرجح الغرب وبخاصة الولايات المتحدة التي تزود أوكرانيا بالأسلحة.

حلف الأطلسي: الحرب ضد الإرهاب لا غنى عنها

وعلى صعيد آخر، ذكر البيان أن الحرب ضد الإرهاب تظل لا غنى عنها من ناحية الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي، مؤكداً أنه سيواصل التصدي "بكل حزم" للتهديدات والتحديات التي يشكلها الإرهابيون والتنظيمات الإرهابية، ولفت إلى أن منطقتي غرب البلقان والبحر الأسود لهما أهمية استراتيجية بالنسبة للحلف. وأكد البيان الالتزام الشديد للحلف بالأمن والاستقرار في المنطقتين، موضحاً أن الحوار السياسي والتعاون العملي مع غرب البلقان سيستمر في التطور من أجل دعم السلام والأمن الإقليميين.

وفي إشارة إلى اتفاقية مونترو للمضائق، أكد البيان دعم جهود أعضاء الحلف في الحفاظ على أمن منطقة البحر الأسود وسلامته واستقراره وحرية الملاحة فيه. وتسمح اتفاقية مونترو الموقعة عام 1936 بمرور السفن الحربية التابعة للدول غير المشاطئة للبحر الأسود من مضيقي الدردنيل والبوسفور، بشرط إشعار تركيا بالمرور قبل 15 يوماً، والبقاء في البحر الأسود لمدة لا تتجاوز 21 يوماً. وذكر البيان في الختام أن قمة الحلف المقبلة في 2025 ستعقد في هولندا، فيما ستعقد قمة 2026 في تركيا.

قاعدة أميركية للدفاع الجوي في بولندا

من جهة أخرى، أعلن حلف الأطلسي، الأربعاء، أن قاعدة أميركية جديدة للدفاع الجوي في شمال بولندا أصبحت جاهزة لمهمتها التي تركز على رصد واعتراض الهجمات الصاروخية الباليستية، في إطار درع صاروخي أوسع للحلف. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ على هامش قمة حلف الأطلسي في واشنطن إن جاهزية القاعدة خطوة مهمة للأمن عبر الأطلسي في مواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله الصواريخ الباليستية.

وأضاف "كتحالف دفاعي لا يمكننا تجاهل هذا التهديد. الدفاع الصاروخي عنصر أساسي في المهمة الجوهرية لحلف شمال الأطلسي المتمثلة في الدفاع الجماعي"، مشيرا إلى أن الصواريخ الباليستية استُخدمت على نطاق واسع في الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط. ووفقا للحلف، يتمركز النظام الذي يطلق عليه اسم "إيجيس آشور" في بلدة ريدجيكوفو، شمال بولندا، وهو قادر على اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.

(الأناضول، رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)