أكدت حركة حماس، اليوم الأربعاء، أن سماح قيادة الاحتلال للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى والمساس بقدسيته في ما تسمى بمسيرات الأعلام في 29 من الشهر الجاري "تجاوز للخطوط الحمراء، سيجعلها تتحمل الأثمان الباهظة لسلوكياتها العنصرية المتطرفة"، فيما ألقت الرئاسة الفلسطينية المسؤولية على الاحتلال في حال تفجرت الأوضاع في القدس.
ونقل الموقع الإلكتروني للحركة عن الناطق باسمها فوزي برهوم قوله إن "على حكومة الاحتلال أن تفهم رسائل المقاومة الفلسطينية جيدا، بعيدا عن عقلية الإرهاب والتطرف التي جبلت عليها".
وحذر برهوم حكومة الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء، والذي من شأنه إشعال الساحة وتفجير الأوضاع، داعيًا الوسطاء وصناع القرار في المنطقة إلى الضغط على حكومة الاحتلال وكبح جماحها وسحب صواعق التفجير، مؤكدًا أن أي تطورات في المشهد مرتبطة بسلوكه في الميدان.
وأكد أنّ الشعب الفلسطيني في كل ساحات الوطن مستمر في مواجهة كل مخططات الاحتلال وبكل قوة، مشيراً إلى أن المقاومة لن تتخلى عن واجبها في حماية الشعب الفلسطيني ومقدساته، وجاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات.
وكانت مصادر فلسطينية موثوقة قد أكدت لـ"العربي الجديد"، قبل أيام، أنّ فصائل المقاومة في قطاع غزة رفعت منذ أيام حالة التأهب خشية من "غدر إسرائيلي"، ولمتابعة التطورات المتوقعة في نهاية هذا الشهر في المسجد الأقصى، بعد سماح المستوى الأمني والسياسي في دولة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين بإقامة مسيرة الأعلام.
الرئاسة الفلسطينية تحمل الاحتلال مسؤولية تفجير الأوضاع
من جانبها، حملت الرئاسة الفلسطينية، مساء اليوم الأربعاء، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع، اثر السماح بتنظيم مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس.
واكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح صحافي، أن الشعب الفلسطيني وقيادته قادرون على حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، كما فعلوا في قضية البوابات وصفقة القرن وأفشلوها.
وقال أبو ردينة إنه جراء استمرار التحدي والاستفزاز الإسرائيليين، والإصرار على القيام بما يسمى "مسيرة الأعلام"، فإنه حان الوقت لتصبح القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية راية للجميع فلسطينيا وعربيا، لمواجهة هذه الاعتداءات المتواصلة من قبل الاحتلال ومتطرفيه المزعزعة للاستقرار.
وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي، والإدارة الأميركية على وجه التحديد، باتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الاستفزازات الإسرائيلية، مطالبا أيضا الإدارة الأميركية بإزالة الغموض في العلاقات الفلسطينية – الأميركية من خلال العمل على تنفيذ أقوالها وأن تحافظ على مصداقيتها وعلى الشرعية الدولية والقانون الدولي.
و"مسيرة الأعلام" هي التي أشعلت في العام الماضي شرارة معركة "سيف القدس" التي استمرت 11 يوماً وشهدت خلالها غزة واحدة من أعنف المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، إذ أمطرت المقاومة الأراضي المحتلة بنحو 4300 صاروخ، فيما نفذت إسرائيل هجمات عنيفة ضد المدنيين والبنية التحتية والمنازل والعمارات السكنية في القطاع.