نفذت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملة اعتقالات واسعة، اليوم الخميس، طاولت العشرات من قاطني مخيم "الهول" شرق محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، فيما كثفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" قصفها المدفعي والصاروخي، مستهدفة مواقع عسكرية لقوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا في ريفي إدلب وحلب.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن فرقة "الكوماندوز" التابعة لـ"قسد" ومجموعات أمنية أخرى تابعة لـ"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) نفذت، صباح اليوم الخميس، حملة اعتقالات واسعة ضمن مخيم "الهول" الذي يضم عوائل من تنظيم "داعش" بريف الحسكة الشرقي، مؤكدةً أن حملة اعتقالات "قسد" و"الأسايش" تركزت في القسمين الرابع والخامس ضمن المخيم، طاولت نساءً أيضاً، بتهمة التعامل مع خلايا تنظيم "داعش".
وأشارت المصادر إلى أن فرض حظر التجول لا يزال قائماً في المخيم، في ظل وصول تعزيزات عسكرية وأمنية إلى داخل المخيم وأطرافه من قبل "قسد"، و"الأسايش"، لافتةً إلى أن "الحملة جاءت عقب هجوم خلايا التنظيم ليل الإثنين على مجموعة من "الأسايش" داخل المخيم، الأمر الذي أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة، ما أسفر عن مقتل سيدتين، وإصابة 13 آخرين، بالإضافة لمقتل فرد من التنظيم كان يحضّر لتفجير نفسه في القسم الرابع من المخيم. واعتبرت "قسد" الهجوم محاولة تمرد جديدة للتنظيم، على غرار سجن "الصناعة" في حي غويران وسط مدينة الحسكة.
إلى ذلك، أُصيب ثلاثة عناصر تابعين لـ"قسد" إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون يُرجح أنهم ضمن خلايا تتبع لتنظيم "داعش" اليوم الخميس، استهدفت سيارة عسكرية تابعة لـ"قسد" كانت تقلّ عناصر على جسر أبيض جنوب غربي محافظة الحسكة.
وجددت القوات التركية قصفها المدفعي والصاروخي اليوم الخميس، مستهدفة مواقع عسكرية تتمركز فيها مجموعات "قسد" في محيط المعلق قرب مدينة عين عيسى والطريق الدولي "إم 4" شمال محافظة الرقة، من دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
في سياق منفصل، قضى شاب مدني وجُرح آخر، وهما ينحدران من حي الشيخ مقصود، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب على طريق الكاستيلو شمال مدينة حلب، ضمن مناطق سيطرة النظام السوري.
وكان طفل يبلغ من العمر 10 سنوات قد قضى، أمس الأربعاء، إثر انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف سابق للطائرات الحربية الروسية، أثناء لعبه في أرضٍ زراعية في محيط بلدة شنان جنوب شرقي منطقة جبل الزاوية، جنوب محافظة إدلب.
وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في آخر إحصائياته الصادرة عنه اليوم الخميس، إلى أن "عدد الضحايا المدنيين ارتفع إلى 73، بينهم مواطنتان، و30 طفلاً، منذ مطلع يناير/ كانون الثاني الفائت، جراء انفجار ألغام وأجسام من مخلفات الحرب في سورية، بالإضافة إلى إصابة 83 شخصاً بينهم 3 سيدات، و49 طفلاً".
في غضون ذلك، استهدفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكّلة من عدة فصائل عاملة في (منطقة إدلب)، مواقع ومقرات عسكرية تابعة لقوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا في كلٍ من قرى وبلدات كفروما، وحنتوتين، وخربة حاس، وحزارين جنوب محافظة إدلب، وأوروم الصغرى، وجدرايا، وكفر حلب، وميزناز، غرب محافظة حلب، رداً على استهداف قوات النظام قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، ومنطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة، وبلدات ريف حلب الغربي، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
وتشهد منطقة إدلب، تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية والاستطلاع الروسية في سماء المنطقة، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متواصل من قبل قوات النظام على القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس، الأمر الذي يمنع عودة النازحين إلى المنطقة، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي، وتدني الوضع المعيشي لدى غالبية العوائل.