ودفعت المعارك مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى الانسحاب من القلعة الأثرية وكامل أحياء المدينة وسجنها ومطارها العسكري، ما خلّف سقوط أكثر من 300 قتيل خلال عمليات الاقتحام.
ونعت مواقع موالية لقوات النظام قائد ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ 134، بينما خسر تنظيم "داعش" أكثر من 100 قتيل من عناصره، غالبيتهم أرسلهم التنظيم للقيام بعمليات انتحارية تستهدف مواقع النظام دون أن يحققوا أي مكاسب على الأرض.
وأكدت مواقع وسائل إعلام معارضة أن قوات النظام قامت بحرق مئات المنازل في الأحياء السكنية داخل مدينة تدمر، كما قامت المليشيات الداعمة لها بنهب كامل الأثاث المنزلي بعد سيطرتها على المدينة.
وقال الناشط الإعلامي وعضو تنسيقية الثورة في تدمر، ناصر الثائر، إن الحملة العسكرية للنظام وراءها دواعٍ إعلامية، وثانياً بهدف استعادة آبار وحقول النفط الغزيرة الموجودة في المدينة وأطرافها.
وكذّب الثائر الأنباء التي تواردتها مواقع موالية عن إمكانية قيام قوات النظام بترميم سجن المدينة الذي قام تنظيم "داعش" بتفجيره بشكل كامل سابقاً.
ويتمركز التنظيم بعد طرده من المدينة في قرية السخنة، شرقي تدمر، التي تبعد نحو 70 كيلومترا، وشمالا في الجبال التي تبعد نحو 80 كيلومترا.
في المقابل، أطلق ناشطون من المدينة حملة "تدمريون ضحايا" ﻟﺘﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ ﻭﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻭﺗﻬﺪﻑ الحملة ﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭبإﻟﺤﺎﺡ إﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﺸﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
وكانت قوات النظام تمكنت بمساندة المليشيا الداعمة لها والمستشارين الروس من السيطرة الكاملة على أحياء مدينة القريتين، جنوبي شرقي حمص، في بداية الشهر الحالي.
وبعد أكثر من 150 غارة جوية ومئات الصواريخ، تمكنت القوات البرية لنظام بشار الأسد من إحكام السيطرة على التلال الغربية والمزارع الشمالية، الأمر الذي سهّل السيطرة على المدينة بعد معارك ضارية مع مقاتلي تنظيم "داعش" خسر الطرفان فيها عشرات القتلى والجرحى، وفقاً للمتحدث باسم الهيئة الإعلامية العسكرية في حمص، صقر الحمصي، الذي أضاف أن مروحيات روسية شاركت في المعارك.
ولفت الحمصي إلى أن تنظيم "داعش" انسحب باتجاه التلال الشرقية، وتمركز شمال شرق القريتين، في منطقة البارة التي تبعد عن المدينة نحو 30 كيلومترا، إذ يعتمد التنظيم حالياً على الهجمات المباغتة، خصوصاً بعد خسارته غالبية معاقله الرئيسية في الريف الشرقي لمدينة حمص.