يواصل الجيش الصومالي تحركات عسكرية منذ أسبوع بهدف السيطرة على مناطق ومدن استراتيجية في إقليم جملدغ الفيدرالي، وقد أحرز تقدماً عسكرياً تمثّل بانتزاع حيازة مدن وبلدات من قبضة "حركة الشباب" المرتبطة بـ"تنظيم القاعدة" في إقليم مدق، شمال شرقي الصومال.
ويقود هذه الحملة الجنرال بيحي، قائد القوات المسلحة، إلى جانب عشرات من الضباط ووزير الداخلية في إقليم جلمدغ الفيدرالي، وهو ما أدى إلى تمكّن الجيش من استعادة السيطرة على مدينة بعادوين وعمارة وقرية قدقد وقيعد، وهي مناطق استراتيجية تقع بالقرب من ميناء هوبيو وسط البلاد.
وكان رئيس إقليم جلمدغ، أحمد عبدي قورقور، قد وصل إلى قرية قيعد، التي تعرضت لقصف أميركي هذا الأسبوع، لتفقد سير المعارك ضد "حركة الشباب" وتفقد آثار القصف الأميركي.
وقال وزير الداخلية في إقليم جلمدغ أحمد معلم فقي، اليوم الخميس، في تدوينة على حسابه في "فيسبوك": "بعد أسبوع من المعارك الشرسة المتواصلة ضد حركة الشباب؛ تمكّنا من السيطرة على مقرهم الرئيس في قرية قيعد".
وأشار معلم فقي إلى أن الجيش تمكن من السيطرة على هذه البلدة، واستولى على أشرطة تحوي برامج مخدرة لعقول مسلحي هذه الحركة، الذين فروا منها قبل انسحابهم من القرية.
وبحسب مسؤولين حكوميين فإن مسلحين من "حركة الشباب" استسلموا للجيش الصومالي أمس الأربعاء بعد معارك شرسة شهدها إقليم جلمدغ.
وقال وزير الإعلام في إقليم جلمدغ، أحمد شري، في تصريح لوسائل إعلام صومالية صباح اليوم، إن "المواجهات العنيفة التي تعرضت لها حركة الشباب، والحصار الخانق من جيمع، أجبر مقاتليها على الانسحاب من مدن وبلدات مهمة، بينما استسلم أخرون للجيش الصومالي".
وأضاف الوزير أن هناك مسلحين آخرين من الحركة سيسلمون أنفسهم بشكل جماعي في غضون أيام، ومن بينهم قيادات، نتيجة الضغط العسكري المتواصل منذ أسبوع على جيوب الحركة في الإقليم، مشيرا إلى أن الجيش الصومالي كبّد "حركة الشباب" خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وذلك لأول مرة منذ انتشارها في إقليم جلمدغ.
وكان مصدر حكومي قد قال الثلاثاء الماضي تعليقاً على الغارة الأميركية في جلمدغ، وهي الأولى منذ تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة: "إن الغارة استهدفت وكراً لمسلحي حركة الشباب في الإقليم، وأدت إلى مصرع ما لا يقل عن 50 مقاتلاً من بينهم ثلاث قيادات أجنبية ومصرع قيادي محلي من الحركة".
وتأتي الضربة الأميركية بعد توقف للغارات الجوية الأميركية ضد "حركة الشباب" استمر لأشهر، الأمر الذي زاد من تنقلاتها العسكرية بين المدن، وسمح لها بشن هجمات على مراكز عسكرية للجيش الصومالي، كان آخرها في منطقة وسل بإقليم مدق، حيث قتل 30 شخصاً من بينهم أفراد من الجيش الصومالي.
وبحسب مراقبين؛ فإن تحركات الجيش الصومالي ضد "حركة الشباب"، تأتي في إطار تأمين المقار الانتخابية في البلاد، حيث التحدي الأمني هو الهاجس الأكبر بالنسبة للحكومة الصومالية التي تواجه تهديدات محتملة من "حركة الشباب"، لاستهداف المجمعات الانتخابية والناخبين وشيوخ العشائر، حيث أعلنت الحركة في بيان لها استهداف المقار الانتخابية وعرقلة سير عملية تنظيم الانتخابات.