تواصل حركة "طالبان" تقدّمها، حيث سيطرت في الساعات الأخيرة على مدينة قندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان، بالإضافة إلى لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب البلاد، بعدما سمحت للجيش والمسؤولين السياسيين والإداريين بمغادرة المدينة، في أكبر انتكاسة تتعرض لها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة منذ أن بدأت الحركة هجوماً جديداً مع انسحاب القوات الأميركية.
ويعدّ انتزاع السيطرة على قندهار، المركز الاقتصادي لجنوب البلاد، خطوة مفصلية وهامة لحركة "طالبان"، لتدّعي استعادة السلطة في البلاد، بعد عقدين من الزمن. تقدّم الحركة يأتي في ظلّ مفاوضات سلام بدأت قبل عامين، وأدت إلى توقيع اتفاقية سلام بين الحركة والأميركيين في الدوحة (في 29 فبراير 2020)، تنصّ على انسحاب أميركي من البلاد، على أن تلتزم الحركة بشروط الاتفاقية.
وكانت انعقدت في الدوحة أمس، اجتماعات "الترويكا" الدولية بشأن أفغانستان (الولايات المتحدة وروسيا وباكستان والصين)، برعاية قطرية، تفاصيل إضافية في التقرير التالي:
وكانت واشنطن قد بدأت المرحلة الأخيرة من سحب قواتها من أفغانستان في مايو الماضي، على أن تستكمل في 11 سبتمبر المقبل؛ وهو التاريخ الذي هوجمت فيه الولايات المتحدة قبل عشرين عامًا، بشنّ اعتداءات بثلاث طائرات مدنية على برجي مركز التجارة الدولية في نيويورك ومقرّ وزارة الدفاع "بنتاغون"، والتي أدّت إلى شنّ حرب على أفغانستان لإسقاط حركة "طالبان".
ومع بدء المرحلة الأخيرة من الانسحاب، بدأت حركة "طالبان" في التقدّم ميدانيًا، بحسب ما تظهر الخرائط الزمنية التالية التي طوّرها "العربي الجديد"، استنادًا إلى بيانات وحدة أبحاث longwarjournal.
ويتبيّن لنا أنّ الحركة بدأت بالتوسّع أكثر في أبريل، بحيث كانت تسيطر على حوالى 77 مقاطعة، فيما كانت تسيطر القوات الحكومية على 129، وكان الطرفان يتنازعان السيطرة على 194. ثم تقدّمت الحركة في مايو لتسيطر على 86 ولاية، لتواصل التمدّد حتى بلغت قندهار فجر اليوم، ولتقبض على 242 مدينة، ولتنتزع السيطرة على حوالى ثلثي البلاد.
وبحسب رصد "لونغ وور جورنال"، فإنّ المناطق التي سقطت بيد "طالبان" أمس هي: زارنج، شبرخان، قندوز، سار إي بول، إيباك، تالوقان، بول إي خمري، فرح، فيض آباد، غازني، هيرات، قالاع يي ناو، قندهار.
اقرأ آخر التطورات الميدانية في التقرير التالي:
وتتوقّع الاستخبارات الأميركية أن تنتزع الحركة السيطرة على العاصمة كابول في أقلّ من 90 يومًا. التفاصيل في التالي:
الخريطة التالية التي صممتها "نيويورك تايمز" استنادًا إلى بيانات "لونغ وور جورنال"، أيضًا، تظهر لنا المناطق التي باتت تقع تحت سيطرة الحركة.