- القاهرة تطالب تل أبيب بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة وتبحث عن بدائل لإدخال المساعدات لغزة، فيما تثير العمليات الإسرائيلية غضب القيادة المصرية.
- الإدارة الأميركية تمنح نتنياهو ضوءًا أخضر لعملية محدودة في رفح، بينما يناشد الأمين العام للأمم المتحدة بوقف التصعيد والانخراط في المحادثات الدبلوماسية لتجنب مزيد من المآسي.
مصدر مصري: تعنت إسرائيل قد يدفع القاهرة لمراجعة دورها في الوساطة
مصادر لـ"العربي الجديد": ضوء أخضر أميركي لعملية محدودة في رفح
القاهرة لتل أبيب: قد نضطر للبحث عن بدائل لإدخال المساعدات إلى غزة
قال مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، إن القاهرة أرسلت رسالة احتجاج إلى تل أبيب على توغل الجيش الإسرائيلي في معبر رفح و"محور فيلادلفيا"، بعد أن أقدمت إسرائيل على اجتياح رفح في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، محذراً من أن التعنّت الإسرائيلي قد يدفع مصر إلى مراجعة دورها في الوساطة بمفاوضات غزة خلال الفترة المقبلة.
كما دعت مصر إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين الطرفين بما يشمل محور فيلادلفيا ومعبر رفح، مشددة على أنها ستكون مضطرة للبحث عن بدائل لإدخال المساعدات لغزة بخلاف معبر رفح. وفي حين أكد المصدر نفسه أن "المشاهد التي نشرها الجيش الإسرائيلي للمحور وبوابة معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي أحدثت حالة من الغضب في القيادة المصرية"، نبه إلى أن "عودة إسرائيل للتعنت في التفاوض ستدفع مصر إلى مراجعة دورها باعتبارها وسيطاً خلال المرحلة المقبلة".
وكانت مصار خاصة قد كشفت لـ"العربي الجديد" أن اجتياح رفح ووصول آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى محور فيلادلفيا، وحتى البوابة المصرية لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني، جاء بعد إخطار الجانب المصري به، وبتنسيق أميركي كامل. وأكد مصدر غربي في القاهرة، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "الإدارة الأميركية منحت (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو ضوءاً أخضر لعملية محدودة قصيرة المدة، قد تستغرق أياماً عدة، لتحقيق صورة انتصار يمكن أن يسوّقه لدى وزراء اليمين المتطرف، قبل الموافقة على الرؤية الأميركية المطروحة، التي أعلنت حماس الموافقة عليها مساء الاثنين" الماضي.
وقال المصدر إن "مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، رتّب مع رئيس الموساد ديفيد برنيع، العملية، فيما جرى اتصال بينه وبين نتنياهو، أكد خلاله محدودية العملية"، مشدداً في الوقت ذاته على أن "الإدارة الأميركية ستتخذ قراراً بحظر نقل الذخائر والمعدات العسكرية المعلقة إلى إسرائيل، حال خالف نتنياهو الاتفاق بمحدودية العملية في رفح". وأشار إلى أنه "جرى إقناع القاهرة بالخطوة المؤقتة، مع تأكيد شكليتها، لكون ذلك سيقود إلى أن تثمر الجهود الأخيرة التي رعتها مصر بالتوصل إلى اتفاق".
من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الظرف الحالي في غزة بأنه "اللحظة الحاسمة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين ولمصير المنطقة برمتها"، مناشداً خلال إحاطة صحافية مقتضبة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، حكومة الاحتلال الإسرائيلية بوقف أي تصعيد، والانخراط بشكل بناء في المحادثات الدبلوماسية الجارية. كما ناشد الدول التي لها تأثير على إسرائيل ببذل كل ما بوسعها للمساعدة من أجل تجنب مزيد من المآسي.
وشدد غوتيريس على أن التوصل "إلى اتفاق بين حكومة إسرائيل وقيادة حماس أمر ضروري لوقف المعاناة التي لا تطاق للفلسطينيين في غزة وللرهائن وأسرهم. سيكون أمر مأساوي إذا لم تسفر أسابيع من التحركات الدبلوماسية المكثفة من أجل السلام في غزة عن وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك إطلاق سراح الرهائن، وهجوم مدمر على رفح". وأمس الاثنين أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح الصفقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وبعدها بوقت قصير بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوماً مكثفاً على معبر رفح، جنوبي قطاع غزة، وقصفت مواقع عدة في القطاع.