استمع إلى الملخص
- رفضت حركة حماس التصور المصري بسبب المدى الزمني والضمانات، مطالبة بانسحاب كامل والعودة لما قبل 7 أكتوبر 2023، وسط تعويل أميركي على تراجع موقف المقاومة بعد استشهاد قائدها.
- تسعى القاهرة للحصول على معلومات حول المحتجزين الإسرائيليين في غزة لدعم موقف كامالا هاريس في الانتخابات الأميركية، بينما زار وزير الخارجية الأميركي المنطقة لدفع نحو وقف إطلاق النار.
مقترح مصر يتضمن انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً على مدى زمني طويل
قيادة حركة حماس أبدت رفضاً مبدئياً لهذا الطرح
تتكتم قيادة حماس على المعلومات الخاصة بمصير وموقف الأسرى
تشهد القاهرة نشاطاً على صعيد مباحثات الوضع في المنطقة، وقطاع غزة ولبنان تحديداً، فقبل وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، أمس الاثنين، زار رئيس جهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) الإسرائيلي، رونين بار، القاهرة أول من أمس الأحد، حيث التقى رئيس جهاز المخابرات العامة المصري، اللواء حسن رشاد، وبدت زيارته "للتعارف". لكن معلومات تفيد بأن هناك تصوّراً طرحه المسؤولون المصريون لتحريك ملف التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، "يتضمن انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً على مدى زمني طويل نسبياً". والدور المصري هنا يأتي بتنسيق أميركي، ومعني في المقام الأول بتحريك المفاوضات المعطلة، عبر مقترح بخطوط عريضة تنطلق حولها المفاوضات. ويقوم المقترح، بالأساس، على طرح هذا الانسحاب الإسرائيلي من غزة، على أن يكون مداه الزمني أطول مما تضمنته مقترحات جرى التباحث بشأنها في جولات التفاوض السابقة. ووفقاً لهذا التصور المصري المقترح لاستطلاع رأي الأطراف بشأنه، يبدأ الانسحاب من جنوب القطاع باتجاه الشمال.
التصوّر المصري يتضمن انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من غزة على مدى زمني طويل نسبياً
في المقابل، أفيد بأن قيادة حركة حماس أبدت رفضاً مبدئياً لهذا الطرح، بسبب المدى الزمني المقترح، والضمانات الخاصة بالتزام إسرائيل بأي تفاهمات مستقبلية. وجاء رد الحركة "متمسكاً بانسحاب كامل من القطاع، والعودة لما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023"، ومشدداً على أن "حجم التضحيات التي قدمتها غزّة، لا يمكن معها القبول باتفاق من شأنه العودة إلى الوراء".
تعويل على تراجع موقف المقاومة في غزة
يأتي النشاط الأميركي لمحاولة تحريك ملف المفاوضات، على وقع استشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار، يوم الخميس الماضي، إذ تعول الإدارة الأميركية على تراجع في موقف المقاومة، كما تعول تل أبيب على تقديم "حماس" تنازلات إزاء نزيف القياديين الذي واجهته، وطاول رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وخليفته يحيى السنوار، ومن قبلهما نائب رئيس المكتب صالح العاروري.
سعت القاهرة، بناء على مطلب أميركي، إلى الحصول على معلومات بشأن وضع المحتجزين الإسرائيليين في غزة
إلى ذلك، أفادت معلومات بأن القاهرة سعت، بناء على مطلب أميركي، إلى الحصول على معلومات بشأن وضع المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة، في محاولة لبث رسائل طمأنة وتعزيز موقف المرشّحة الديمقراطية للانتخابات الأميركية كامالا هاريس، قبيل التصويت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، حسين هريدي، لـ"العربي الجديد" إن "بلينكن سيأتي إلى المنطقة لأنه يريد الإفراج عن كل الرهائن قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن"، مؤكداً أنه "لن يقدم شيئاً في مقابل ذلك سوى الوعود الواهية المكررة، لا أكثر ولا أقل".
الزيارة الـ11 لبلينكن
وتتكتم قيادة حركة حماس على المعلومات الخاصة بمصير وموقف الأسرى وكذلك أعداد الأحياء منهم وحالتهم الصحية، معتبرة أن أي كلمة أو معلومة في هذا السياق يجب أن تكون بثمن وجزءاً من عملية التفاوض حول وقف إطلاق النار.
في الإطار، بحث رئيس "الشاباك" رونين بار في القاهرة، أمس الأول الأحد، مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصري، اللواء حسن رشاد، إلى جانب تحريك المفاوضات بشأن الأسرى، مقترحات بشأن تصور جديد لشكل المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة، يتضمن تعديلات توصف بـ"غير القليلة" على وضع المنطقة قبيل 7 أكتوبر 2023. وتتضمن التصورات الإسرائيلية تعديل موقع معبر رفح البري، وإقامة أبراج مراقبة ثابتة بممر صلاح الدين (فيلادلفي)، إضافة إلى منفذ بحري بالقرب من الحدود المصرية.
وتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الاثنين، إلى إسرائيل، ويغادر بعدها إلى دول عربية، في زيارته الحادية عشرة للمنطقة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، في محاولة جديدة للدفع نحو وقف لإطلاق النار في غزّة، عقب استشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الجولة يتوقع أن تستمر حتى الجمعة، وسيبحث خلالها بلينكن في "أهمية إنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني". و"سيواصل المناقشات بشأن التخطيط لفترة ما بعد الصراع، ويؤكد على الحاجة إلى رسم مسار جديد إلى الأمام يمكّن الفلسطينيين من إعادة بناء حياتهم وتحقيق تطلعاتهم". وجاء في البيان أن بلينكن سيؤكد "ضرورة توصيل المزيد من الغذاء والدواء وغير ذلك من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة".