خالد مشعل: المقاومة الفلسطينية تستعيد عافيتها ووجود الكيان يجعل المنطقة بركاناً

08 أكتوبر 2024
خالد مشعل في المقابلة من الدوحة، 8 أكتوبر 2024 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- خالد مشعل يؤكد على قدرة حماس على النهوض واستعادة قوتها رغم الخسائر، مشيراً إلى استمرار تجنيد المقاتلين وتصنيع الأسلحة، واعتبار المواجهات مع الاحتلال جزءاً من صراع طويل الأمد منذ النكبة.
- سامي أبو زهري يشدد على ضرورة توسيع جبهات الاشتباك مع الاحتلال لوقف الإبادة في غزة، مشيراً إلى أن عملية "طوفان الأقصى" أظهرت قدرة المقاومة رغم ضعف الإمكانات، وأن القضية الفلسطينية استعادت حيويتها.
- أبو زهري ينتقد الموقف الغربي الداعم للاحتلال، داعياً إلى الاعتماد على الذات ومؤكداً على صمود غزة، مع توجيه رسائل للأمتين العربية والإسلامية لدعم غزة والتحرك الشعبي لمساندة القضية الفلسطينية.

تعهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج خالد مشعل بأن تنهض حركة المقاومة الفلسطينية وتستعيد عافيتها "مثل المارد الفلسطيني والعنقاء الفلسطينية" على الرغم من الخسائر التي تكبدتها خلال عام من الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إن حماس تواصل تجنيد المقاتلين وتصنيع الأسلحة.

ومع مرور عام على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حماس مع الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته، وصف مشعل المواجهات مع الاحتلال بأنها جولة من صراع أوسع ممتد منذ 76 عاماً ويضرب بجذوره إلى النكبة الفلسطينية حينما ظهرت إسرائيل خلال حرب عام 1948 واحتلالها الأراضي الفلسطينية.

وقال مشعل (68 عاماً) في مقابلة مع "رويترز" بثتها اليوم الثلاثاء: "التاريخ الفلسطيني عبارة عن جولات ومحطات"، مضيفاً: "بتيجي (تأتي) محطة نفقد فيها شهداء ونفقد جزءاً من مقدراتنا العسكرية ثم المارد الفلسطيني والعنقاء الفلسطينية تستعيد العافية بفضل الله تعالى". ونجا مشعل من محاولة الاحتلال الإسرائيلي اغتياله عام 1997 بعد حقنه بالسم، وكان زعيماً لحركة حماس من عام 1996 وحتى 2017 عندما حلّ إسماعيل هنية محله. واستشهد هنية في هجوم إسرائيلي استهدفه في العاصمة الإيرانية طهران في يوليو/ تموز الماضي.

ورغم اعترافه بأن القدرات القتالية لحماس شهدت تراجعاً خلال عام من المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، فقد قال إن الحركة لا تزال قادرة على نصب أكمنة وخوض مواجهات مع قوات الاحتلال. وقال مشعل: "القوة العسكرية لحماس موجودة، وحماس أعادت التموضع في كل المواقع القتالية في غزة، وما زالت توقع جيش العدو في كمائن، وفي كنترول (سيطرة) على إدارة المعركة".

وأضاف: "طبعاً سقط لنا شهداء من القادة والمجاهدين، أكيد فقدنا جزءاً من ذخيرتنا وسلاحنا، لكن ما زالت حماس تجند شباباً وتصنع جزءاً مهماً من ذخيرتها وسلاحها". ولا يزال مشعل يتمتع بنفوذ داخل حماس، التي يترأسها حالياً يحيى السنوار، بالنظر لما قام به من دور محوري في قيادتها على مدى ثلاثة عقود تقريباً، ويُنظَر إليه الآن على نطاق واسع باعتباره الواجهة الدبلوماسية للحركة.

وفي تعليق له، قال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية جوست هيلترمان: "بشكل عام، أود أن أقول إن حماس لا تزال نشطة وتعمل... وربما تعود في وقت ما بغزة". وقال خالد مشعل: "لازم العالم يدرك أن وجود هذا الكيان في قلب المنطقة يعني أنه سيكون هناك بركان قابل للانفجار في كل لحظة... صاعق بس بينتظر شوية حرارة أو ضغط حتى ينفجر".

أبو زهري: توسيع الجبهات ضرورة لوقف الإبادة

من جهة أخرى، قال القيادي بحركة حماس، سامي أبو زهري، إنه لا مجال لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين بقطاع غزة إلا بتوسيع مساحات الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن ذلك أصبح ضرورياً لإسناد القطاع. وتحدث أبو زهري، خلال مقابلة مع وكالة "الأناضول"، عن عملية "طوفان الأقصى" وقال: "بالنسبة إلينا نحن الفلسطينيين، ذكرى طوفان الأقصى ذكرى مجيدة، لأن العالم رأى في ذلك اليوم قدرة المقاومة -رغم ضعف إمكاناتها- في إسقاط أهمّ فرقة في جيش الاحتلال (فرقة غزة) بكل إمكاناتها".

وأكد أن "توسيع جبهات الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي أصبح ضرورياً، أولاً لإسناد غزة وللضغط على الاحتلال لوقف جرائم حرب الإبادة والانسحاب من القطاع". وأضاف: "ثانياً لمواجهة هذا التوسع الصهيوني، عملياً الاحتلال أعلن أنه سيضرب في كل مكان، وهو بدأ يضرب في لبنان واليمن، وقبل ذلك اغتال قائد الحركة الشهيد إسماعيل هنية في قلب إيران".

وتابع أبو زهري: "هو (الاحتلال) يهدد إيران حتى قبل إطلاق الصواريخ الإيرانية (مطلع أكتوبر الجاري)، ولذلك فإن توسيع مساحة الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني هو الموقف الوحيد والأساسي بمواجهة هذا الجنون الصهيوني".

وتعليقاً على مرور عام على "طوفان الأقصى" والإبادة بحق الشعب الفلسطيني، قال أبو زهري: "بعد مرور عام نعتبر أن الاحتلال الصهيوني فشل في غزة". المسؤول بالحركة أفاد بأن "القضية الفلسطينية عادت من جديد بحيوية وفاعلية، وهذا ما كنا نهدف إليه من خلال هذه المعركة (طوفان الأقصى)، نحن أمام معركة واضح أنها طويلة وقاسية وصعبة".

وقال: "لكن لا خيار أمامنا إلا أن نخوضها من أجل تحرير أرضنا واستعادة فلسطين"، لافتاً إلى أن "كل الدول في العالم تنعم الأمن والاستقلال إلا فلسطين، ولم يعد مقبولاً لنا أن تبقى أرض فلسطين محتلة إلى ما لا نهاية". وأضاف: "هذه المعركة إلى جانب أهدافها باستعادة حضور القضية الفلسطينية، تهدف إلى وضع فلسطين على طريق التحرير، ونعتقد أننا بدأنا في ذلك، والتحدي الأصعب أمامنا هو ما تعرض له شعبنا الفلسطيني".

وحذّر من أن "الاحتلال يحاول استغلال توسعة الحرب في لبنان وغيره من المناطق لممارسة تصفية وإبادة واسعة، خصوصاً في مناطق شمال قطاع غزة والضغط على أهلنا للخروج من هناك". وحول المواقف الدولية قال أبو زهري: "ندرك سلفاً أننا نعاني من انحياز غربي لصالح الاحتلال الصهيوني ضد قضيتنا وشعبنا، ولكن لم نكن نتوقع أننا أمام مجتمع لا يزال يعيش روح الصليبية القديمة، وحالة توحش غير معقولة وغير متوقعة".

وأضاف: "الغرب بقياداته ونخبه أثبت أنه عالم متوحش يكره هذه المنطقة ويكره المسلمين، ويهدف فقط إلى خدمة الصهيونية وتمكينها وتثبيتها في المنطقة لخدمة مصالحه". وقال أبو زهري: "نحن لا نعادي أحداً، ولا نخوض حروباً دينية، لكننا بالمقابل نتعرض لحروب دينية من هذه القيادات والنخب الغربية، أمتنا يجب أن تستنهض دورها وأن تدرك أنه ما لم تستنهض فإنها، أمةً وحكاماً، الجميع سيدفع ثمن، لأن الاحتلال أعلن نفسه بوضوح أنه يهدف إلى أن يضرب في كل مكان من هذه المنطقة".

الموقف الأميركي

وعن الموقف الأميركي الداعم للإبادة الجماعية في غزة وعدم وضع حد لها قال: "التعويل والرهان على أي تغيير في الموقف الأميركي والغربي هو رهان فاشل". وزاد: "القيادات الغربية تصطف إلى جانب الاحتلال، وهي شريكة في العدوان، يجب أن يتوقف الرهان على هذا الأطراف الغربية، وعلينا أن نعتمد على ذاتنا".

وأردف: "نحن في غزة صامدون، ولن نستسلم لهذا الاحتلال، لكن اليوم إذا نجحت غزة في الصمود وعدم تمكين الاحتلال من تحقيق أهدافه، نعتقد أن الاحتلال سيقفز للأمام، وسيضرب في كل مكان يستطيع أن يصل إليه". ووجه أبو زهري رسالة لأهل غزة قائلاً: "عين الحركة عليكم، قضيتكم على طاولة الحرب، لجأنا للتفاوض منذ شهور طويلة من أجل وقف هذا العدوان والجرائم، كل ما هو معروض علينا لا يؤدي إلى تحقيق الهدف".

وأضاف: "ما يريده (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بإيجاز أعطوني أسراي حتى أكمل بعد ذلك ذبح أهل غزة، ولذلك لم نذهب لإبرام أي اتفاق، ولن نذهب لإبرام أي اتفاق لا يلبي شروطنا بوقف العدوان وقفاً كاملاً، وانسحاب شامل من قطاع غزة، وتحقيق بقية المطالب ذات الصلة".

ووجه أبو زهري رسائله للأمتين العربية والإسلامية بقوله: "عليهم واجب كبير في إسناد غزة، كل بإمكاناته وظروفه وموقعه، المهم الوقوف إلى جانب غزة، لا يعقل أن يخرج الطلبة في كل الجامعات الغربية بينما لا يخرج طلبة الأمة الإسلامية في جامعات". وأضاف: "لا يعقل أن يخرج الغرب في شوارع أوروبا وأميركا، بينما لا نجد إلا القليل الذين يخرجون في شوارع الأمة، لا يعقل أن تبقى الجبهات المفتوحة فقط في لبنان واليمن والعراق".

(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)