أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم السبت، في كلمته بمناسبة ذكرى وفاة مؤسس الثورة الإسلامية، آية الله روح الله الخميني، أن "الأعداء يراهنون على الاحتجاجات الشعبية وتأليب الشارع للإضرار بالبلاد"، قائلاً إنهم يسعون لوضع الشعب في مواجهة النظام الحاكم.
وأكد خامنئي في الوقت ذاته أن "الأعداء واهمون ومخطئون في حساباتهم إذا ما تصوروا أن بإمكانهم وضع الشعب الإيراني في مواجهة الجمهورية الإسلامية"، عازياً ما وصفه بأنه "حسابات خاطئة" إلى "دور المستشارين الإيرانيين الخونة في الخارج"، وقال: "في الداخل أيضاً هناك سذج يصدقون ذلك ويكررونه".
وأشار المرشد الإيراني إلى أنه "أحياناً نسمع من وسائل الإعلام والكتابات على الإنترنت أن الشعب بات غير مؤمن بالعلماء (رجال الدين) والدين"، مضيفاً أن "هذا خاطئ بالكامل، والشعب اليوم مقبل على الثورة، والدين أكثر من بداية الثورة"، مستشهداً في هذا السياق بمسيرات "يوم القدس العالمي" و"التشييع المليوني" لقائد فيلق القدس الإيراني السابق الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة في ضربة جوية يوم الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 بالقرب من مطار بغداد.
وعلى خلفية الأزمة الاقتصادية وتدهور معيشة الإيرانيين، شهدت إيران خلال السنوات مظاهرات واحتجاجات، كان أوسعها في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 من جراء رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، وخلفت هذه الاحتجاجات أكثر من 200 قتيل وعشرات الإصابات والاعتقالات.
وخلال الشهر الماضي، أيضاً بعد رفع الحكومة أسعار سلع أساسية وبسبب الغلاء، شهدت مدن إيرانية في جنوب غرب البلاد تجمعات احتجاجية، لكنها كانت أقل زخماً من احتجاجات 2019، فضلاً عن تجمعات احتجاجية شهدتها مدن إيرانية، وتحديداً في محافظة خوزستان خلال الأسبوعين الأخيرين، احتجاجاً على حادثة انهيار برج "متروبل" في مدينة عبادان بالمحافظة، التي أدت إلى مقتل 38 إيرانياً، وسط اتهامات للسلطات المحلية بالتسبب في وقوعها لوجود فساد ومخالفات بناء كبيرة، لم تعالجها، وسمحت بافتتاح البرج.
وتخللت الاحتجاجات التي اندلعت بدوافع اقتصادية خلال الأعوام الأخيرة، في بعض الحالات، شعارات سياسية، منها هتافات ضد المسؤولين الإيرانيين، وأخرى داعمة لـ"الملكية" (النظام البهلوي السابق). وعادة ما تتهم السلطات الإيرانية جهات خارجية و"أنصار الملكية" بالوقوف وراء هذه التظاهرات، متهمة إياها بـ"حرفها" عن مسارها وتأليب الشارع على الجمهورية الإسلامية.
مهاجمة الغرب
وفي سياق سرده تاريخ الجمهورية الإسلامية وسيرة مؤسسها، هاجم المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، الغرب وثقافته وسياساته بقسوة، قائلاً إن الغربيين نهبوا العالم لـ3 قرون، متهماً إياهم بـ"ارتكاب جرائم كبيرة" في مختلف القارات.
واتهم خامنئي الولايات المتحدة وأوروبا بممارسة ازدواجية المعايير والإبادة والعبودية، مضيفاً أن "الغربيين يحاولون وضع قانون لحقوق الإنسان لنا، وهذا خداع". ووصف من يحاكي الثقافة الغربية بأنهم "رجعيون"، داعياً الشارع الإيراني إلى "عدم السماح للأعداء بتشويه الثورة وعدم الالتفات إلى الرجعيين في الداخل".
وشدد خامنئي على "عدم السماح لمن يصور البلاد على أنها في مأزق"، قائلاً إن "البعض في العالم الافتراضي يروجون لذلك، ولا أعلم ما اذا كان فعلهم هذا نابعاً من الجهل أو بسبب تقاضيهم المال". وأكد أن "البلاد لا ولن تعيش مأزقاً. هذا حدث أيضاً في عهد الإمام الخميني، والبعض في الصحف تحدثوا عن المأزق"، لكنه قال: "إنكم أنتم في المأزق".
ودعا المرشد الإيراني أنصار الثورة إلى "الحذر من الحرب النفسية للعدو"، مضيفاً: "لا تسمحوا لمعادي الثورة والأعداء بإزالة الهوية عن ثورتكم، ولا تسمحوا لهم بقلب حقائقها".
تطورات الناقلتين
وفي سياق حديثه عن "الحرب النفسية" للغرب ضد بلاده، أشار المرشد الإيراني الأعلى إلى حادث احتجاز إيران ناقلتي نفط يونانيتين في الخليج، قائلاً: "إنهم سرقوا نفطنا على شواطئ اليونان، ثم ردّ أبطالنا الفدائيون على ذلك واحتجزوا ناقلات نفط للعدو، لكنهم يتهمون إيران بالقرصنة". وتساءل خامنئي: "مَن السارق؟ أنتم سرقتم نفطنا، ونحن استرجعناه، وهذا ليس سرقة".
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن، يوم 27 مايو/أيار الماضي، في بيان، أن "القوات البحرية التابعة للحرس الثوري احتجزت ناقلتين يونانيتين لارتكابهما انتهاكات في مياه الخليج".
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية، في تقرير من ميناء بندر عباس الإيراني المطل على الخليج، أن الناقلتين اليونانيتين تحملان 1.8 مليون برميل من النفط ومنتجات نفطية، مشيرة إلى أن الشحنتين باتتا تحت سيطرة إيران، وسُحبتا إلى شواطئها. وجاءت الخطوة الإيرانية رداً على احتجاز اليونان ناقلة نفط كانت تحت العلم الإيراني، في وقت سابق، ومصادرة واشنطن شحنتها النفطية، تطبيقاً للعقوبات على إيران.