خامنئي يوضح استراتيجية طهران تجاه بايدن: لا للتفاوض حول الصواريخ أو تغيير السياسات الإقليمية
وضح المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، في كلمة متلفزة له اليوم الجمعة، ملامح استراتيجية بلاده تجاه الملفات الخلافية العالقة مع الغرب، أي الاتفاق النووي والعقوبات الأميركية وبرنامج إيران الصاروخي، وسياساتها الإقليمية، وذلك قبل نحو أسبوعين من استلام الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، ووسط توقعات باحتمال عودته إلى الاتفاق النووي، وفي ظل تصاعد الدعوات الأميركية (من بايدن وفريقه) والأوروبية أخيرا لضرورة إخضاع ملفي الصواريخ والحضور الإقليمي للنقاش والتفاوض.
وحول الاتفاق النووي، أشاد خامنئي برفع الحكومة الإيرانية قبل أيام نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة، مؤكدا أن سياسة بلاده حول الاتفاق "واضحة"، مشددا على أنها مبنية على "الالتزام مقابل الالتزام".
وقال إن طهران "تعود إلى تعهداتها النووية في حال عودتهم إلى التزاماتهم"، معلقا على احتمالات عودة الإدارة الأميركية المقبلة للاتفاق النووي بالقول إن "لسنا مصرين أو مستعجلين لعودة أميركا إلى الاتفاق النووي .... قضيتنا ليست عودتها إلى الاتفاق وإنما مطلبنا الأساسي هو رفع العقوبات" الأميركية المفروضة على إيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018.
وأكد أن "العودة إلى الاتفاق النووي سيكون لها مغزى إذا رُفعت معها العقوبات"، معتبرا أنها "من دون رفع العقوبات ستكون أمراً مضراً بنا".
وشدد على أنه "من واجب أميركا رفع جميع العقوبات فورا"، واصفا إياها بأنها "جريمة وخيانة"، لكنه في الوقت ذاته، دعا الحكومة الإيرانية إلى التخطيط بناء على فرضية عدم رفع العقوبات لإدارة اقتصاد البلاد، ومعتبرا أن ذلك "أمرا ممكنا حيث إن إيران لديها قدرات وطاقات داخلية كبيرة وفق الاقتصاد المقاوم".
كما قال إن العقوبات الأميركية "بدأت تفقد فاعليتها بالتدرج"، داعيا إلى عدم الرهان على العلاقات مع الولايات المتحدة، وقال إن "أولئك الذين يتصورون أن العلاقة مع أميركا تؤدي إلى تحسن أوضاع إيران، فعليهم أن ينظروا إلى إيران قبل الثورة عندما كانت علاقاتها جيدة مع أميركا".
كما أشار إلى أوضاع دول في المنطقة تتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأميركية، داعيا إلى الاعتماد على القدرات الداخلية.
وبشأن السياسات الإقليمية الإيرانية، أكد خامنئي أن بلاده لن تغير هذه السياسات معتبراً أنه "من واجب الجمهورية الإسلامية تعزيز قدرات أصدقائها وأنصارها في المنطقة"، قبل أن يضيف "حضورنا الإقليمي أمر محسوم وسيستمر".
كما أكد أن طهران لن تسمح بإضعاف الموالين لها وحلفائها في المنطقة، معتبرا أن سياساتها الإقليمية "تجلب الاستقرار وتزيل عوامل الفوضى وعدم الاستقرار".
وفي تعليق غير مباشر على الدعوات الأميركية والأوروبية لإخضاع برنامج إيران الصاروخي للتفاوض، شدد المرشد الإيراني على أن بلاده "لن تساوم" على قدراتها الدفاعية، مستذكرا بما حصل معها خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، "حيث كانت تقصف طائرات ميغ 29 العراقية طهران من دون أن نستطيع أن نفعل شيئا".
لكنه تحدث عن تعاظم القدرات الدفاعية الإيرانية خلال العقود التي تلت قيام الثورة الإسلامية عام 1979، مشيرا في السياق إلى قصف الحرس الثوري الإيراني قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق ردا على اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" السابق بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في ضربة جوية في بغداد مطلع العام 2020.
واستدرك قائلا "اليوم قدراتنا الدفاعية وصلت إلى مستوى أجبرت أعداءنا على أن يحسبوا الحساب لها".
كما أعلن خامنئي، حظر استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية المضادة لفيروس كورونا، مشككا في جدوى هذه اللقاحات والنوايا الأميركية والبريطانية، ومتهما واشنطن ولندن بأنها تريد "تجربتها على الشعوب الأخرى".
وأضاف "إذا تمكن الأميركيون من إنتاج اللقاح لما حدثت هذه الفضيحة، فقبل أيام خلال 24 ساعة توفي 4 آلاف" أميركي.