أكد خبراء عسكريون، وسياسيون مصريون، أن جيش الاحتلال لن يكون قادراً على الاستمرار في العدوان على غزة طويلاً، نظراً للخسائر الفادحة التي تعرض لها، والفشل في تحقيق أي هدف من أهداف العدوان، والمفاجآت التي فجرتها المقاومة. وشددوا على قدرة المقاومة على مواصلة إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة على الرغم من تصعيد عمليات العدوان.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عادل سليمان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "ما قام به جيش الاحتلال في حي الشجاعية من عملية قصف للمدنيين بالطائرات والمدفعية، كردّ على العمليات التي قامت بها المقاومة خلف خطوط تمركز قوات الاحتلال، لا يمثل أي نصر للعدو الصهيوني بالمعايير العسكرية".
وأكد سليمان أنه "وفقاً لمعايير حرب العصابات، التي تواجه فيها فصائل مقاومة جيشاً منظماً، فإن حركة "حماس" وفصائل المقاومة في غزة تعدّ متقدمة بشكل كبير على العدو الصهيوني".
واعتبر أنه "في هذا النوع من المعارك، يكون النجاح فيها بقدرة المقاومة على منع العدو من تحقيق أي أهداف، في حين لا يمثل استهداف المدنيين أي نصر للعدو".
وأكد سليمان أن "جيش الاحتلال لن يكون بمقدوره الاستمرار في الحرب نظراً لعدم قدرة الحكومة الإسرائيلية على مواجهة الرأي العام الداخلي، نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدتها إسرائيل.
واستبعد سليمان أن "يتم استهداف أي مصالح للكيان الصهيوني أو داعميه خارج الحدود الفلسطينية، في ظل المناخ السائد". وقال إن "هذا الأسلوب كان يستخدم في السابق، ولكن الآليات تغيرت في الوقت الراهن، ولا سيما في ظل موقف بعض دول الجوار من القضية الفلسطينية".
من جهته، شدد المحلل والباحث السياسي حمزة أبو شنب، المقرب من حركة "حماس"، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "المقاومة الفلسطينية تملك ما يمكنها من الاستمرار في مواجهة إسرائيل في العملية العسكرية الدائرة في القطاع". ولفت إلى أن "فصائل المقاومة استطاعت المحافظة على إطلاق الصواريخ بشكل يومي من دون توقف منذ بدء العمليات على الرغم من تحليق الطيران الإسرائيلي المستمر".
وأكد أبو شنب أن "(حماس) قامت بتجهيز شبكة إنفاق داخل القطاع ستجعل من أي نقطة يتقدم فيها العدو الصهيوني جحيماً بالنسبة له، إضافة إلى أن (كتائب القسام) بات لديها من التخصصات مثلها مثل الجيوش النظامية، فبات لديها سلاح مدفعية، ومشاة وقوات نخبة".
وأشار إلى أن "الحركة باتت أقوى مما يتصور الكيان الصهيوني، وقادرة على الاستمرار لفترة طويلة".
وحول إمكان قبول "حماس" بحل لا يفضي إلى إنهاء الحصار على القطاع بشكل كامل، قال أبو شنب إن "العزلة السياسية التي كان يحاول البعض فرضها على الحركة في بداية العملية قد انكسرت بفضل جهود دولتي قطر وتركيا".