قالت صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، إن تعاظم الخسائر التي يتكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي أفضت إلى تزايد الشكوك بشأن جدوى الحرب على غزة ما يشير إلى بداية تآكل الدعم الداخلي لها.
وفي تحليل أعده المعلق العسكري للصحيفة، عاموس هارئيل، أوضح أن تواصل العملية البرية في عمق قطاع غزة سيكون مرتبطا بتواصل "الأخبار السيئة" ممثلة في الإعلان عن مقتل المزيد من ضباط وجنود الاحتلال.
وأضاف أن ما سيقلص هامش المناورة أمام إسرائيل حقيقة أنه على الرغم من تواصل العملية البرية، فإن جيش الاحتلال ما زال يراوح مكانه وغير قادر على تحقيق إنجازات تغير من الوضع القائم في القطاع.
ونقلت الصحيفة عن قائد إحدى الكتائب العسكرية المتوغلة في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، قوله إن على الرغم من أن جيش الاحتلال قد أكمل احتلال الحي إلا أنه وجنوده يشعرون بأن مقاتلي "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، يحيطون بهم من كل جانب بسبب قدرتهم على التخفي.
وحذرت الصحيفة من أن بقاء القوات المتوغلة في منطقة ما من قطاع غزة لوقت طويل يجعلها مكشوفة أمام مقاتلي المقاومة الفلسطينية، مشيرة إلى أنه حتى عندما يتكرس انطباع لدى قيادة جيش الاحتلال بأن المواجهة ضد إحدى الكتائب العسكرية التابعة لحركة حماس قد حسمت تُفاجأ بأن مقاتلي هذه الكتيبة يواصلون القتال ومفاجأة الجيش.
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال سيقلص عملياته الهجومية في قطاع غزة الشهر القادم انطلاقا من "الاتفاق المسبق" الذي توصلت إليه إسرائيل مع الإدارة الأميركية.
وأضافت أن زيارات كبار المسؤولين الأميركيين إلى تل أبيب، والتي آخرها زيارة وزير الدفاع لويد أوستن اليوم الاثنين ستسمح بتسليط الأضواء على مستقبل الحرب على غزة، حيث لفتت الصحيفة إلى أن هناك ما يدلّ على أن تل أبيب وواشنطن اتفقتا على أن تتقلص العمليات العسكرية في قطاع غزة أواسط يناير/ كانون الثاني القادم.
شكوك في واقعية أهداف الحرب على غزة
ورجحت الصحيفة أنه حتى حلول منتصف الشهر القادم، سيحرص جيش الاحتلال على تعميق عملياته البرية ونقلها إلى مناطق أخرى في قطاع غزة.
ولم تستبعد الصحيفة أن يعمل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تحدي الأميركيين وعدم وقف العملية البرية بهدف استرضاء قواعد اليمين، رغم أنه يدرك أن الولايات المتحدة تحوز روافع ضغط كبيرة على إسرائيل، على رأسها الدعم العسكري والغطاء في الساحة الدولية.
واستدركت الصحيفة أنه حتى لو قلص جيش الاحتلال عملياته الهجومية في قطاع غزة بناء على طلب الأميركيين، فإن إسرائيل يمكن أن تتورط في "الوحل الغزي" تماما كما تورطت في لبنان عام 1982 بعد احتلال بيروت.
ويعد القاسم المشترك بين الحرب الحالية على غزة وحرب لبنان الأولى 1982، كما ترى الصحيفة، أن هناك شكوكاً في مدى واقعية أهداف الحرب وإمكانية تحقيق انتصار فيها. وأبرزت الصحيفة أنه في حال أوقف جيش الاحتلال النمط الحالي من العملية البرية وانتقل إلى تكتيكات عسكرية أكثر محدودية، فإن فرص تحقيق أهداف الحرب المعلنة والمتمثلة في القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين ستتراجع أكثر.