خطة ألمانيا لتزويد أوكرانيا بالأسلحة لمواجهة روسيا: تبادل مع طرف ثالث لتفادي التسليم المباشر

25 ابريل 2022
تتواصل الانتقادات للمستشار أولاف شولتز رغم الإعلان عن مخطط التبادل (Getty)
+ الخط -

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، كما أعلنت دول أوروبية، مثل بريطانيا وهولندا والتشيك وفرنسا، عن توريد الدبابات والعربات المدرعة والمدافع وغيرها، فيما اقترحت ألمانيا خطة تبادل مع الدول الأخرى لتزويد كييف بالأسلحة مقابل أن تحصل على تعويض بأسلحة أخرى حديثة من ألمانيا.

وتُتهم ألمانيا بالمماطلة في تسليم الأسلحة النوعية لكييف، متذرعة بأن كل شيء يتم بالتنسيق مع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، وتجادل الحكومة في برلين بأن الجنود الأوكرانيين لا يمكنهم استخدام إلا الأسلحة المألوفة لديهم من صنع سوفييتي، فيما اقترحت خطة التبادل كمخرج بديل لهذه الأزمة.

وعن اقتراح ألمانيا مخطط "التبادل الدائري" (تبادل الأسلحة)، أوضح رئيس قسم إدارة القوات المسلحة بوزارة الدفاع الألمانية الفريق كاي رورشنايدر، عبر موقع الوزارة، أن أوكرانيا تحتاج إلى أسلحة ومعدات يمكن دمجها في النظام اللوجستي دون مزيد من التدريب الذي يستغرق وقتا طويلا، وهو ما دفع ألمانيا للتركيز على مخطط التبادل في ظل عدم امتلاك القوات الألمانية أي سلاح يمكن استخدامه مباشرة بلا تدريب.

وبحسب رورشنايدر، فإن المخطط يقوم على تزويد دول أخرى من شركاء "ناتو" أو الاتحاد الأوروبي بتسليم الأسلحة المصممة سوفييتيا إلى أوكرانيا، على أن تستلم في المقابل أنظمة الأسلحة التي يستخدمها الجيش الألماني، إضافة إلى تدريب الجنود على استخدامها وصيانتها، ويضيف قائلا: "على سبيل المثال، يستغرق تطوير كتيبة مدرعات حوالي 9 أشهر، أما في حالة أوكرانيا سيكون الهدف تمكين القوات الأوكرانية من التعامل مع الأسلحة القديمة من دون تدريب خاص".

من جهتها، أكدت وزيرة الدفاع كريستين لامبرخت، في حديث مع شبكة "أن تي في" الإخبارية، أن التبادل المزمع مع شركاء ألمانيا يشمل دبابات وعربات المشاة القتالية، مشيرة إلى أن هناك محادثات في هذا الإطار.

وبحسب ما أوردت شبكة "إيه أر دي" الإخبارية، فإن أحد الخيارات التي تعمل عليها الحكومة الألمانية هو إجراء تبادل مع سلوفينيا التي ما زالت تمتلك أسلحة ومعدات من حلف وارسو السابق، حيث ستقوم سلوفينيا، الحليف في "ناتو"، بتسليم الدبابات القتالية القديمة من طراز "تي 72" التي تعود للحقبة السوفييتية إلى أوكرانيا التي تستخدم دبابات من النماذج نفسها تحت اسم "أم 84"، على أن تعوض سلوفينيا عن ذلك ببدائل من الأسلحة الألمانية الحديثة.

وتنقل الشبكة معلومات عن دوائر حكومية طلب سلوفينيا دبابات القتال الألمانية "ليوبارد 2"، وأخرى من طراز "بوكسر" المدولبة، إضافة إلى مركبات القتال للمشاة من طراز "بوما"، مقابل تزويدها أوكرانيا بالأسلحة.

إلى ذلك، نقلت "دويتشه فيله" عن خبير الأمن والدفاع البروفسور في جامعة البوندسفير في ميونخ كارلو ماسالا قوله إنه يجري التفاوض على حل آخر مع هولندا، حيث ستزود أمستردام كييف بدبابات متطورة، على أن تدعم ألمانيا بالذخيرة والتدريب.

من جهة ثانية، أكد الخبير ماسالا أن نهج التبادل قد يخفف بعض الضغط ويصرف النظر نسبيا عن الانتقادات التي تطاول الحكومة الفيدرالية بقيادة أولاف شولتز، لكنه شدد على أن "هذا الوضع لن يدوم طويلا، لأن الأسلحة السوفييتة لدى دول أوروبا الشرقية ستنفد، وفي مرحلة ما سيطرح السؤال مجددا حول ما إذا كان علينا تدريب الأوكرانيين وتزويدهم بأنظمة الأسلحة الغربية الحديثة".

في المقابل، رفض الجنرال السابق في حلف شمال الأطلسي هانز لوثر دومروز الادعاءات التي تتحدث عن حاجة الجنود الأوكرانيين إلى تدريب مكثف لإتقان استخدام الدبابة القتالية الألمانية من نوع "مازدير"، مشيرًا إلى أن "القوات الأوكرانية ذات خبرة ولا تحتاج إلى تدريبات مكثفة لاستخدام هذه الدبابات".

وأضاف: "يمكن لأولئك الذين استخدموا الطراز السوفييتي من طراز (بي أم بي 1) معرفة كيفية استخدام دبابة (ماردير)، التي تطالب أوكرانيا بمائة قطعة منها، في أقل من أسبوع".

ورغم الإعلان عن مخطط التبادل، تستمر الانتقادات للمستشار أولاف شولتز من شركاء الحكومة الاتحادية ومن الحزب "المسيحي الديمقراطي" المعارض. واعتبر السياسي في "المسيحي الديمقراطي" يوهان فاديفول أن "التبادل غير كاف، ويقدم كعذر تلو آخر".

كما برزت داخل حزب شولتز أصوات مؤيدة لتسليم الأسلحة الثقيلة لكييف، بينها لرئيس لجنة الشؤون الخارجية ميشائيل روث. أما لارس كلينغبايل، زعيم الحزب "الاشتراكي الديمقراطي"، فاعتبر أن خطوات شولتز مدروسة وحاسمة ومتسقة، مؤكدًا أن حزبه يعتقد أن تزويد كييف بالأسلحة الثقيلة "سيؤدي إلى تصعيد الصراع وجعل ألمانيا هدفا للأنشطة الروسية".

المساهمون