عبّر معارضون سعوديون، الجمعة، عن غضبهم من التقارير التي تحدثت عن خطط الرئيس الأميركي جو بايدن لإجراء أول زيارة رئاسية للسعودية، من دون أي إشارة إلى طلب الولايات المتحدة إجراء تحسينات على مستوى حقوق الإنسان في المملكة، أو المساءلة في قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، مقابل هذه الزيارة.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أكثر ما أثار انزعاج المعارضين، المعلومات عن أن بايدن، الذي تعهّد بجعل السعودية دولة "منبوذة" خلال حملته الرئاسية وسوّق لكون رئاسته تركّز على حقوق الإنسان، سيلتقي على الأرجح وليّ العهد محمد بن سلمان، مهندس حملة قمع المعارضين، والرجل الذي قالت وكالة الاستخبارات الأميركية إنه أمر على الأرجح بقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول قبل 4 سنوات.
Most galling, Saudi activists said, was the notion that Biden — who vowed to make the kingdom a “pariah” state — would probably meet with Crown Prince Mohammed bin Salman. https://t.co/TrSadR6jTL
— The Washington Post (@washingtonpost) June 3, 2022
وفي هذا السياق، كتب عبد الله العودة، نجل الأكاديمي والمعتقل السعودي سلمان العودة، عبر "تويتر" إن الناشطين السعوديين الذين تضرروا من محمد بن سلمان يشعرون بأنهم تعرضوا للخيانة من قبل بايدن.
We as Saudi activists harmed by MbS feel betrayed by Biden.
— د. عبدالله العودة (@aalodah) June 2, 2022
Shaking hands with the same person who killed our friend #khashoggi, arrested our loved ones and tortured them, banned many of our family members from travel in order to blackmail us, and harass us here in the US?! https://t.co/A0tqERZgLV
وأكد ثلاثة مسؤولين في الإدارة الأميركية لـ"واشنطن بوست" أن بايدن يخطط لزيارة السعودية هذا الشهر، فيما قال الأخير أمس الجمعة للمراسلين إنه ليست لديه أي خطط مباشرة لزيارة السعودية في الوقت الحالي، لكن الأمر محتمل.
وفي هذا السياق، نقلت "واشنطن بوست" عن نجل ضابط الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، خالد، قوله إن هذه الزيارة سترسل إشارة قوية إلى بن سلمان مفادها: "بغضّ النظر عمّن هو في البيت الأبيض، لن يكترث أحد لرذائلك إذا كان بإمكانك خفض أسعار النفط"، لافتاً إلى أن الرسالة من الزيارة، هي أن بن سلمان يمكنه الإفلات من الكثير من الأمور، ليس فقط مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بل حتى مع إدارة ديمقراطية تعهدت ووعدت بجعله "منبوذاً".
من جهتها، أشارت رئيسة قسم التواصل في مؤسسة "القسط" لحقوق الإنسان، لينا الهذلول، وهي شقيقة الناشطة السعودية لجين الهذلول التي أُطلق سراحها العام الماضي، إلى أن الزيارة المخطط لها "قصيرة البصيرة" إذا لم يثر بايدن قضايا مثل منع شقيقتها من السفر، أو المطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وقالت إن السعودية ما زالت تحتاج إلى دعم الولايات المتحدة، ما يمنح إدارة بايدن القدرة على الإصرار على تحسين وضع حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن أكثر ما يثير القلق، خطط بايدن المزعومة للقاء بن سلمان بعد أن وعد بنبذ السعوديين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، قائلة: "هذا هو الجزء الذي أدهشني، أنه مستعد لمصافحة محمد بن سلمان بعد كلّ هذه الوعود".