العدوان الإسرائيلي على نابلس: خمسة شهداء بينهم قيادي في "عرين الأسود" وشهيد سادس في رام الله
استشهد خمسة فلسطينيين، بينهم قيادي في مجموعة "عرين الأسود"، خلال عملية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة في مدينة نابلس، فيما استشهد شاب في قرية النبي صالح شمال غربي رام الله.
واستشهد القائد الميداني وديع الحوح وأصيب عدد آخر من المقاومين بجراح بعد قيام قوات الاحتلال بمحاصرة منزل كانوا يتواجدون فيه في "حوش العطعوط" بالبلدة القديمة، حيث شرعت قوات الاحتلال بقصفه وتفجيره بصواريخ مضادة للدروع وبقنابل متفجرة باستخدام الطائرات.
عاجل| تغطية صحفية: "اســتشــهــاد وديع الحوح أحد قادة مجموعات عريــن الأســود بعد اشتباك مسلح مع الاحتلال خلال العدوان على نابلس". pic.twitter.com/4KqK2otrkx
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 25, 2022
وأسفرت العملية العسكرية التي لم تشهد نابلس مثلها منذ عملية "السور الواقي" عام 2002 عن استشهاد خمسة فلسطينيين: هم الحوح، وحمدي القيّم، وعلي عنتر، وحمدي شرف، ومشعل بغدادي، وإصابة 20 آخرين بجراح، وصفت المصادر الطبية إصابة بعضهم بالخطرة.
قصف مركبة
وقام الاحتلال بقصف مركبة كان يستقلها الشاب القيّم ليتم استخراج جثمانه متفحمًا، فيما تم إطلاق الرصاص على الشابين عنتر وشرف في الأجزاء العلوية من جسديهما، ولاحقاً، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب مشعل زاهي أحمد بغدادي (27 عاماً) متأثراً بإصابته الحرجة.
#مشاهد قاسية.. الهلال الاحمر يؤكد انتشال جثة متفحمة لشهيد من المركبة التي تعرضت للانفجار في رأس العين pic.twitter.com/c2P7Zqi3m7
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) October 24, 2022
وتركزت العملية العسكرية في أطراف البلدة القديمة وأحيائها وتحديدا "حوش العطعوط" و"الياسمينة" وباب الساحة، حيث تحولت هذه الأحياء المكتظة بالسكان وذات الأزقة الضيقة إلى ساحة معركة حقيقية على مدار أربع ساعات.
وتُعتبر العملية العسكرية التي نفذها الاحتلال في مدينة نابلس وشارك فيها مئات من جنود الاحتلال وعشرات من المركبات العسكرية تحت غطاء الطيران الإسرائيلي الأولى من نوعها منذ الانتفاضة الثانية، نظرا لحجم الإمدادات العسكرية والأسلحة المستخدمة إضافة لحجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في البلدة القديمة.
عناصر الأمن الفلسطيني يكشفون تسلل وحدة من القوات الخاصة
وفي بداية الاقتحام، أفشل عناصر من الأمن الفلسطيني تسلل قوات خاصة إسرائيلية إلى مدينة نابلس واشتبكوا معها بالسلاح، ما أسفر عن إصابة عدد من عناصر أمن السلطة بالرصاص وانكشاف أمر القوات الخاصة، التي استأنفت دخولها للبلدة القديمة تحت غطاء إطلاق النار الكثيف من النقطة العسكرية في جبل جرزيم جنوب المدينة لتحويل أنظار المقاومين، فيما استخدمت الطائرات المسيّرة لإلقاء القنابل الغازية صوب المواطنين كغطاء آخر.
عقب هذه الأحداث، نجح جنود الاحتلال في الوصول للبلدة القديمة، وتمكنوا من محاصرة أحد المنازل التي يتواجد فيها بعض عناصر" عرين الأسود" في "حوش العطعوط".
إلى ذلك، كان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قد قال إن الرئيس محمود عباس يجري اتصالات عاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي في نابلس، فيما دعت "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، فجر الثلاثاء، إلى النفير في وجه الاحتلال والاشتباك معه دفاعاً عن نابلس وتصعيداً للمقاومة حتى دحره.
توافد الآلاف إلى وسط نابلس والبلدة القديمة رغم الاشتباكات
ولاحقاً توافد الآلاف من المواطنين إلى مستشفى رفيديا وشكلوا جداراً بشرياً خوفاً من عودة الاحتلال لاعتقال المقاومين المصابين، خاصة مع تداول أنباء غير دقيقة عن نجاح الطواقم الطبية في إنعاش قلب الحوح بعدما أعلن عن استشهاده، حيث بدأت الجماهير الغاضبة تهتف باسمه وباسم الشهداء وتطالب بالثأر.
تغطية صحفية: "هتافات لعــرين الأســود من أمام أحد المشافي بنابلس". pic.twitter.com/R2ReYkQYFM
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 25, 2022
وتزامناً مع العملية العسكرية في نابلس، خرج آلاف المواطنين في مدن رام الله وجنين والخليل وطولكرم وبيت لحم في مسيرات عفوية للتضامن مع نابلس و"عرين الأسود". فيما أعلن مقاومون عن إطلاق النار على الحواجز العسكرية في محيط مدينتي جنين ورام الله.
إضراب شامل وتصعيد على كل الحواجز
إلى ذلك، أعلنت الفصائل الفلسطينية الإضراب الشامل اليوم الثلاثاء. كما أكدت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس أن اليوم الثلاثاء هو يوم غضب وتصعيد على كل الحواجز، حدادا على أرواح الشهداء.
وفي سياق متصل، أعدمت قوات الاحتلال الشاب قصي محمود التميمي (20 عاماً)، بعد إطلاق الرصاص عليه في الصدر مباشرة في قرية النبي صالح شمال رام الله.
جيش الاحتلال: فجّرنا شقة تُستخدم كمختبر لتصنيع العبوات الناسفة
في غضون ذلك، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم بياناً عممه على وسائل الإعلام، قال فيه إن قوات من الجيش والشرطة والمخابرات اقتحمت مدينة نابلس في عملية برية بهدف الوصول إلى شقة تابعة لـ"عرين الأسود" داخل البلدة القديمة، زاعمة تفجير الشقة التي تُستخدم كمختبر لتصنيع العبوات الناسفة.
وقال بيان جيش الاحتلال إن مجموعة "عرين الأسود" مسؤولة عن سلسلة من العمليات ضد الاحتلال ومستوطنيه في الفترة الأخيرة ومن ضمنها عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مصرع جندي إسرائيلي، كما حاول أفراد المجموعة بحسب البيان تنفيذ عمليات لزرع عبوة ناسفة في مستوطنة هار برخا وإلقاء قنبلة باتجاه قوات الجيش قرب البؤرة الاستيطانية حفات جلعاد.
وأقرّ رئيس حكومة الاحتلال يئير لبيد لاحقاً باغتيال الشهيد الحوح في نابلس.