على خلاف ما كان متوقعا أحجم تنظيم "داعش"، في الإصدار الجديد لصحيفة "النبأ" الناطقة باسمه عن التعليق على العملية الأميركية التي أودت بزعيمه أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الأسبوع الماضي في بلدة أطمة شمال غربي سورية، فيما أفاد خبراء ومسؤولون بأن التنظيم يواجه صعوبات في التواصل بين قياداته الحالية.
وتعول السلطات العراقية في بغداد، والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على العملية في إضعاف التنظيم الذي نجح في الآونة الأخيرة في شن هجمات إرهابية عديدة بالعراق، الأمر الذي خلف عددا من الضحايا بين المدنيين وقوات الأمن العراقية.
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، نشرت قنوات تابعة للتنظيم الإرهابي على تطبيق "تلغرام"، العدد الجديد لصحيفة "النبأ" الناطقة باسمه والتي يصدرها منذ ما يزيد عن 5 سنوات بشكل أسبوعي، دون أن تكون فيها أي إشارة إلى مقتل زعيمه أو إلى العملية في بلدة أطمة السورية.
واكتفى الإصدار الجديد بنشر عمليات إرهابية تبناها التنظيم في كل من العراق، وسورية، ومصر، وأفغانستان، وباكستان، والكونغو، ونيجيريا، ومناطق أفريقية أخرى، موردًا عدد هؤلاء الضحايا.
وقال مسؤول أمني عراقي في قيادة العمليات المشتركة بالعاصمة بغداد لـ"العربي الجديد"، إن دوائر أمنية واستخبارية في بغداد، تعكف على دراسة أبرز الأسماء الإرهابية التي قد تخلف زعيم التنظيم السابق، مرجحا استمرار التنظيم في استخدام أسماء وهمية في إعلان زعيمه الجديد، وهو ما يصفه بأنه "يصعّب مهمة رأس التنظيم الجديد بشكل أكبر".
وأضاف: "نعتقد أنه سيكون عراقيا أيضا وهناك عدة أسماء مرشحة في هذا الإطار. نعتقد أن أغلبها ليست داخل العراق". وتابع: "تنظيم (داعش) يستغل الفوضى وتضارب المصالح الموجودة بين القوى الفاعلة في الشمال والشمال الشرقي السوري، إضافة إلى الفساد المستشري داخل (قسد) وقوات النظام، لذا سنبقي على حالة التأهب مستمرة على حدودنا الغربية والغربية الشمالية مع سورية، تحسبا من هجمات انتقامية ردا على مصرع زعيم التنظيم".
أسباب التأخير
ورجح اعتراف التنظيم بمقتل زعيمه مع مبايعة شخص آخر في مرة واحدة، وذلك بحسب أبجديات الجماعات الإرهابية المتطرفة ومن خلال تجارب سابقة مماثلة، وفقا لقوله، فيما بيّن أن التحالف الدولي لم يزود العراق بأي معلومات جديدة بشأن عملية أطمة أو حول ما صادره من معلومات وأجهزة كانت بمنزل زعيم التنظيم حتى الآن.
من جهته، قال الخبير الأمني العراقي رائد الحامد لـ"العربي الجديد"، إن التنظيم أعلن عن اختيار خليفة لأبو بكر البغدادي بعد أربعة أيام من مقتله نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2019، كما جرى اختيار البغدادي ذاته بعد أقل من 48 ساعة من مقتل أبو عمر البغدادي مؤسس "داعش" عام 2010، إلا أن التنظيم لا يزال يلتزم الصمت حول مقتل زعيمه دون أن يعلن عن زعيم جديد.
يؤكد خبير أمني أن العراقي بشار خطاب الصميدعي المعروف بحجي زيد الصميدعي، مشرف القضاء والهيئة الشرعية بالتنظيم حاليا، هو الأوفر حظًا لقيادة التنظيم
صفات "الزعيم الجديد"
ورجح أن يكون زعيم التنظيم الجديد عراقيًا مع احتفاظه بنفس اللقب "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي" دون ذكر اسمه الحقيقي، باعتبار أن معظم قيادات الصف الأول في التنظيم هي من العراقيين.
ووفقا للحامد وهو باحث متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن هناك أسماء كثيرة طرحت خلال الأيام الماضية باعتبارها لمرشحين لخلافة قرداش، مؤكدًا أن الأمير الجديد يجب أن يكون هاشميا قريشيا من نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وله مؤهلات بالعلم الشرعي ويتمتع بصحة عقلية وبدنية، وذلك حسب أدبيات التنظيم.
وقال: "قد يكون الاسم المرتقب من الصف الثاني في التنظيم نظرًا لاعتقال وقتل كثير من القيادات".
وعن أبرز أسماء المرشحين لخلافة قرداش، قال الحامد إنه يجري تداول عدد من الأسماء بعضها غير دقيق مثل اسم أبو حمزة القريشي المتحدث الحالي باسم التنظيم، الذي لا يعرف أحد هويته، إضافة إلى اسم نافع حمد شياع، الذي يجري تعريفه على أنه من الجزيرة العربية، كذلك شقيق أبو بكر البغدادي، (جمعة عواد البدري) الذي يشار له حاليا بغير دقة على أنه رئيس مجلس الشورى، كما يجري تداول اسم جبار سلمان، المعروف باسم (أبو ياسر العيساوي)، مع أن بغداد أعلنت مقتله في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن الحامد يؤكد عدم دقة التصريحات العراقية حول قتل زعماء التنظيم.
ويؤكد الحامد أن الأوفر حظا هو العراقي بشار خطاب الصميدعي المعروف بحجي زيد الصميدعي، وهو مشرف القضاء والهيئة الشرعية بالتنظيم حاليا، إضافة إلى أن عشيرته من القبائل التي يمتد نسبها إلى آل البيت.
ويختم بالقول: "أعتقد أن التأخير في الإعلان عن خليفة جديد، يأتي بسبب صعوبة في التواصل بين أعضاء مجلس الشورى في التنظيم، لذا فإن مسألة اختيار جديد تأخذ وقتا أطول، إذ يعتمد التنظيم على رسائل خطية مشفرة أو شفوية ويتجنب التواصل الإلكتروني تماما".