أعلن تنظيم داعش في تسجيل صوتي، اليوم الخميس، مقتل زعميه أبو الحسين القرشي، في اشتباكات مع "هيئة تحرير الشام" في شمال غرب سورية، وتعيين أبو حفص الهاشمي القرشي زعيماً جديداً للتنظيم.
وقال المتحدث باسم "داعش" أبو حذيفة الأنصاري، في تسجيل نشرته حسابات مرتبطة بالتنظيم، إن أبو الحسين القرشي قتل في إحدى بلدات ريف إدلب "إثر محاولة أسره، فاشتبك معهم بسلاحه حتى قتل متأثرا بجراحه" دون أن يحدد التسجيل وقت مقتله.
وأضاف أن عناصر "تحرير الشام" اعتقلوا أيضاً المتحدث السابق باسم التنظيم "أبو عمر المهاجر" مع مجموعة أخرى من عناصر التنظيم.
وفي التسجيل ذاته، أعلن التنظيم تعيين المدعو أبو حفص الهاشمي القرشي خلفاً للزعيم المقتول.
وفي بداية شهر أيار/ مايو الفائت أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحييد زعيم تنظيم داعش، خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية في سورية.
وقال أردوغان خلال مقابلة متلفزة إن "المخابرات التركية كانت تتابع منذ فترة طويلة زعيم (داعش) الملقب بـ(أبو الحسين القرشي)، من الآن فصاعداً سنواصل نضالنا ضد المنظمات الإرهابية دون تمييز".
وكان مصدر مطلع من "الشرطة العسكرية" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، قد قال حينها، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قياديّاً بارزاً في تنظيم داعش فجّر نفسه ليل الجمعة/ السبت الفائت، الساعة الثانية ليلاً، إثر عملية أمنية نفذها جهاز الاستخبارات التركية بالاشتراك مع مجموعات أمنية من (الجيش الوطني السوري) في ناحية جنديرس بريف حلب الشمالي، مؤكداً أن الهدف من العملية كان إلقاء القبض على القيادي، لكنه فجّر نفسه.
وحول أسباب تأخر التنظيم في إعلان مقتل قائده السابق وتعيين بديل له، قال الباحث في مركز جسور للدراسات رشيد حوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، إن التأخير هو نوع من التكتيك الذي يستخدمه التنظيم في مواجهة الخصم، يريد به إيهام الآخرين أنه لا يوجد فقط زعيم، لكن هناك مؤسسات وهياكل وبنى تنظيمية قادرة على إدارة دفة المواجهة مع خصومه، كما أن تأخر الإعلان هو نوع من أنواع التضليل الإعلامي الذي يمارسه التنظيم في حملته لأسباب نفسية تخص مناصريه وخصومه".
وحول المعلومات المتوفرة عن القائد الجديد للتنظيم، أكد حوراني، أنه "قياساً على الزعماء السابقين الذين تولوا قيادة التنظيم بعد مقتل البغدادي، يمكن القول إنه واحد من أكثر المتشددين في التنظيم، ومن المؤمنين إيماناً مطلقاً بنهجه ولديه البرنامج القادر على تسيير دفة التنظيم لتحقيق أهدافه وانتشاره واستمراريته".
ولفت الباحث الى أن "هيئة تحرير الشام" استغلت عناصر تنظيم داعش، لاسيما الفارين منهم، بعد معركة الباغوز، لتبييض صورتها مع التحالف الدولي، موضحا أن الهيئة استقبلت قادة وعناصر التنظيم في إدلب، وفرضت عليهم لاحقاً نوعاً من الإقامة الجبرية، وبدأت التحقيق معهم بشأن المعلومات الخاصة بالتنظيم وأبرز قيادييه وتحركاتهم، وهذه الخطوة ظهرت نتائجها لاحقاً من خلال "التعاون بين الهيئة والتحالف الدولي عبر الضربات الجوية في شمال غرب سورية".
وكان "داعش" أعلن مبايعة أبو الحسين القرشي في رسالة صوتية، نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، بعد إقراره بمقتل زعيمه الثالث منذ تأسيسه، وهو أبو الحسن الهاشمي القرشي، في مواجهات في ضواحي درعا بالجنوب السوري.
و قتل زعيم التنظيم الثاني أبو ابراهيم القرشي بإدلب، في فبراير/شباط 2022، كما قتل أول زعماء التنظيم، أبو بكر البغدادي على يد القوات الأميركية في أكتوبر/تشرين الأول 2019 في مناطق "هيئة تحرير الشام" في محافظة إدلب.
ويرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عباس شريفة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن مقتل ثلاثة من قادة "داعش" خلال بضعة أشهر يؤشر إلى أن "التنظيم وبعد سقوط آخر معاقله في الباغوز عام 2019، فقد السيطرة الهرمية، ولم يعد قادراً على تقديم الحماية الأمنية لقياداته".
وأضاف، أن فقدان التنظيم لأربعة قادة، منذ ذلك العام، "يعني أنه يعاني من أزمة أمنية تتعلق بقدرته على منع الاختراقات أو إخفاء قيادته عن الاستهداف، وعدم قدرته على تبديل الجغرافيا التي تتمركز بها القيادة، مع العلم أن ثلاثة من هؤلاء القادة قتلوا في الشمال الغربي من سورية.