وأضاف القائد، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنّ "مجموعات مقاتلة من التنظيم تسلّلت من حي العمال صعوداً إلى الجبل، الذي يتمركز النظام على امتداده ويقصف أحياء المدينة وأجزاء من الريف، حيث ينصب مدفعيات ثقيلة ويقيم سواتر رمي للدبابات، فكان أن سيطروا على عدة نقاط على الجبل، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر النظام راح ضحيتها العشرات، وغنم خلالها التنظيم أسلحة ثقيلة وآليات عسكرية تابعة للنظام".
ويوضح القائد العسكري أنّ "الهدف من المعركة هو قطع طريق الإمداد عن مطار دير الزور العسكري، حيث يعدّ هذا الجبل هو خط الإمداد الأول من اللواء 137 باتجاه المطار، وبسيطرة عناصر التنظيم على الجزء الأهم منه، يكون طريق الإمداد قد أغلق تماماً، وسيعتمد العناصر داخل المطار على ما تبقى لديهم من ذخيرة، وخصوصاً بعد اقتراب التنظيم من أسوار المطار ونصبهم مضادات طيران بشكل يمنع أي طائرة من الهبوط أو الإقلاع".
وعن المسار المتوقع للمعركة، يكشف المصدر الميداني، لـ"العربي الجديد"، عن نية "داعش" "تثبيت نقاط أساسية على الجبل وفصل مناطق سيطرة النظام عن بعضها البعض، حيث ستكون خلفه منطقة هرابش و"لواء التأمين" و"اللواء 119" و"المطار العسكري"، وسيبدأ عملياته منها، إلى أن ينتهي فيفرغ لما هو أمامه من اللواء 137 والنقاط الأمنية، التي يتمركز فيها النظام وجيش الدفاع الوطني في حيي الجورة والقصور".
وكان "داعش" قد حقق تقدماً كبيراً، ليلة الجمعة، بسيطرته على الجزء الأكبر من قرية الجفرة المتداخلة مع المطار، مُحكِماً بذلك قبضته على الجهة الشمالية الشرقية منه، حيث بدأ بتحصين النقاط التي سيطر عليها، والتي تعتبر خط الدفاع الأول عن المطار، وذلك لفتح طرق للمفخخات، إذ يبعد التنظيم 150 متراً عن أسوار الجهة الشرقية للمطار.
في المقابل، تتوزع مناطق سيطرة النظام ابتداءً من داخل المطار، الذي يحتوي على 2000 عنصر، بحسب تقديرات "داعش"، وعلى سرب طائرات "ميغ 21، وميغ 23"، ومدرجين بطول 3.1 كيلومترات، وأكثر من ست مروحيات.
ويؤكد مقاتلون مرابطون حول المطار أنّ نصف هذه الطائرات جرى إعطابها في مرابضها، إضافة إلى امتداد خط الإمداد الأول وتداخله مع مجموعة من الألوية والقطع العسكرية التابعة للنظام، ممتدة مع المطار باتجاه الغرب، وهي "لواء التأمين" للجاهزية والإمداد، و"الفوج 119" دفاع جوي، إضافة إلى "اللواء 137" مشاة.
بالمقابل، قالت وكالة الانباء الرسمية السورية، "سانا"، إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل ملاحقة التنظيمات الإرهابية التكفيرية في المريعية والجفرة بدير الزور وتقضي على أعداد من الإرهابيين وتصيب آخرين".
وأضافت: "نسورنا البواسل في مطار دير الزور يدعمون أعمال القوات المسلحة ويدمرون رتلاً لما يسمى تنظيم "داعش" الإرهابي مؤلفاً من خمس عربات مدرعة وأربع سيارات مزودة برشاشات ثقيلة".