في الوقت الذي تتواصل فيه أعمال الجولة السادسة لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية اليوم الخميس، أعربت مصادر دبلوماسية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، عن وجود دعم دولي يعطي زخماً للاجتماعات الجارية، في ظل ترقب نتائج ختام الجولة غداً الجمعة، كونها "ستكون مفصلية وهامة"، على حد تعبير هؤلاء.
وأفادت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها والمطلعة على الاجتماعات الجارية في جنيف، أن "الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران، تعقد اليوم، في البعثة الروسية بجنيف، اجتماعا ثلاثيا، كما ستشهد خلال اليوم والغد لقاءات تقنية ثنائية وثلاثية في أماكن متعددة ومختلفة، تبحث سير العملية السياسية الدستورية وتدعمها بشكل كبير".
وأضافت أن "المبعوث الأميركي إيثان غولدريتش، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وسورية، يتابع الاجتماعات، فضلا عن بعثات الدول الأوروبية، وكلها تأمل الخروج بنتيجة إيجابية نهاية الجولة الحالية يوم الجمعة".
وشككت المصادر في إمكانية "حصول خرق كبير في هذه الجولة، بالرغم من تبادل الأوراق بين الأطراف المشكلة للجنة الدستورية وليونة موقف النظام بجلوس الرئيس المشترك أحمد الكزبري مع الرئيس المشارك عن المعارضة هادي البحرة"، مضيفة أن "النتائج هي الأهم، وربما تكون أهم نتيجة التوافق على عقد جولتين مقبلتين، بواقع جولة كل شهر قبيل انتهاء العام الجاري".
وأوضحت المصادر أن "الجانب الروسي يمارس ضغوطا كبيرة على النظام للانخراط الفاعل في العملية السياسية، رغم أنه يحاول الاستفادة من الوضع الأمني الميداني لتعطيل أعمال اللجنة الدستورية"، لافتة إلى أن "تركيا وروسيا تحاولان الخروج بمكاسب في العملية السياسية قدر الإمكان، للحفاظ على المسار السياسي والبناء عليه مستقبلا".
وبحسب المصادر ذاتها، ينتظر أن يصدر بيان من الدول الضامنة بحسب سير المشاورات، حيث يوجد في جنيف المبعوث الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، ورئيس قسم سورية في الخارجية التركية سلجوق أونال، ووفد من إيران.
ورفضت المصادر أن "تعتبر خطوة النظام بقبول الجلوس وتبادل الأوراق أنها تأتي في سياق سياسة الخطوة بخطوة والتطبيع"، معتبرة ذلك "محاولة من قبل الدول الضامنة لتقديم شيء حقيقي للعملية السياسية، إذ كانت تعتبر الجولة الحالية من الفرص الأخيرة لعمل اللجنة الدستورية، ومن الضروري خروج نتائج للبناء عليها مستقبلا".
وتناقش اللجنة الدستورية السورية اليوم، في المقر الأممي بجنيف، ورقة مقدمة من وفد النظام السوري، بعنوان "الإرهاب والتطرف"، وجاءت الورقة التي حصل عليها "العربي الجديد" مكونة من 5 نقاط، وهي على الشكل التالي:
"عنوان المبدأ: الإرهاب والتطرف
- يشكل الإرهاب تهديدا للوطن وللمواطنين تلتزم الدولة بمواجهته، بكافة صوره وأشكاله، وتعقب مصادر تمويله؛ وتعد أي مشاركة فيه أو دعم له بأي شكل كان جريمة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات.
- يشكل رفض الفكر المتطرف والعمل على استئصاله أحد الأعمدة الأساسية في حماية وتعزيز تماسك المجتمع السوري، ويتم إنزال أشد العقوبات، وفقا للقانون، بمن ينتمي لتنظيمات "داعش" و"جبهة النصرة" و"الإخوان المسلمين"، وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى التي تتبنى فكرها الإرهابي المتطرف أو مارست أو تمارس الإرهاب على الأراضي السورية.
- الجيش العربي السوري والقوات المسلحة (قوات النظام السوري) مؤسسات وطنية تحظى بدعم ومؤازرة الشعب، وهي مسؤولة عن الدفاع عن سلامة أرض الوطن وأمنه وسيادته، من كافة أشكال الإرهاب والاحتلال والتدخل والاعتداءات الخارجية.
- تكاتف جهود كافة أبناء الشعب، إلى جانب الجيش العربي السوري والقوات المسلحة، في مواجهة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في أراضي الجمهورية العربية السورية كافة، واجب وطني.
- الشهادة في سبيل الوطن، بما في ذلك في إطار محاربة الاحتلال أو مكافحة الإرهاب قيمة عليا، وتكفل الدولة ذوي الشهداء وفقا للقانون".