دعت شخصيات مقدسية، اليوم الجمعة، لمعاقبة مسربي العقارات إلى الجمعيات الاستيطانية، محذرين من خطورة التسريب، فيما حذروا من خطورة تلك الجمعيات الاستيطانية، والتي كان ضحيتها تسريب عقارات للمستوطنين يوم أمس الخميس، في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وندد المشاركون، في خيمة اعتصام أقيمت في حي البستان من أراضي بلدة سلوان، جنوب القدس القديمة، بعمليات التسريب الأخيرة لعقارات في حي بطن الهوى من أراضي بلدة سلوان.
وفي خطبة صلاة الجمعة، التي أقيمت بخيمة الاعتصام في حي البستان، وصف الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، عملية التسريب هذه بأنها جريمة كبرى تفوق في خطورتها جرائم الانقلابات.
وقال صبري: "هذه جرائم تستهدف قلب المجتمع والإضرار به، وتستوجب عقوبة مغلظة بحق المجرمين"، واصفًا ما قاموا به بأنه جرائم يندى لها الجبين.
وخلال خطبته، عرض صبري أمام المصلين وثيقة شرف موقعة من أهالي وجميع عائلات بلدة سلوان، أكدت على براءة أهالي البلدة وعائلاتها من المجرمين، ودعت إلى مقاطعتهم اجتماعيًا.
إلى ذلك، حذر أشرف الأعور، القيادي في حركة "فتح"، من الوسائل والأساليب التي تتبعها جمعيات الاستيطان والسماسرة من أجل الاستيلاء على عقارات وأراضي المواطنين.
وقال الأعور لـ"العربي الجديد": "لطالما حذرنا مواطنينا من هذه الجمعيات ومن ضرورة التيقظ منها، وكأهالي وعائلات بلدة سلوان، نؤكد دوام حرصنا ودفاعنا عن بلدتنا وعن مدينتنا المقدسة، ولا بد في هذا السياق من تبني استراتيجية وطنية تعمل على ردع السماسرة المجرمين، ومقاطعتهم اجتماعياً ونبذهم".
من ناحيته، اتهم فخري أبو دياب المؤسسات الفلسطينية العاملة في القدس بعدم وضع استراتيجية لمكافحة وباء تسريب العقارات.
وقال أبو دياب لـ"العربي الجديد: "هل من يملكون القرار في هذه المؤسسات تبنوا استراتيجية تقوم على الردع، وأن تعمل على توعية المواطنين بأهمية وقيمة القدس وطنياً ودينيًا، وأن تعمل على إنشاء صندوق وطني يتولى شراء العقارات ممن يرغب بعض أصحابها من شرائها؟".
بدوره، هاجم المحامي حمزة قطينة ما تقوم به فئة من المحامين من تسهيل عقد صفقات التسريب للعقارات، وقال لـ"العربي الجديد": "لقد أطلقت جمعيات الاستيطان يدها من خلال هؤلاء المحامين للعبث بملكيات المواطنين لعقاراتهم وأراضيهم، والعجيب أن هذه الجمعيات تنظم عصابات منظمة مكونة من محامين وسماسرة وعملاء مأجورين في سبيل النيل من عقاراتنا، مستخدمة جميع وسائل الترغيب والترهيب؛ ما يتطلب وقفة موحدة أمام هؤلاء".
في الأثناء، تطرق خطيب الجمعة في المسجد الأقصى الشيخ محمد سليم، اليوم، إلى قضية تسريب العقارات في سلوان أمس، وقال: "الخزي لمن باع وسرب عقار، فهو خارج عن ملة المسلمين ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين"، مثمناً دور العشائر والعائلات في بيت المقدس بالتبرؤ من أبنائها ممن سربوا العقارات إلى الاحتلال.
ودعا الشيخ محمد سليم إلى الرباط في رحاب المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، مؤكداً أنه "أقوى سلاح تواجهون به أعداءكم".
وكان نحو 40 ألف مصلٍ أدوا اليوم صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى المبارك، في ظل انتشارٍ لقوات الاحتلال على أبواب البلدة العتيقة من القدس وأبواب المسجد الأقصى المبارك.
وأفادت دائرة أوقاف القدس الإسلامية، بتوافد الآلاف منذ ساعات الصباح من أبناء القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وعدد محدود ممن سمح لهم من أبناء الضفة الغربية بالوصول إلى باحات المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة في رحابه.
وشهدت أسواق البلدة العتيقة من القدس، اليوم، انتعاشاً اقتصادياً خلال توافد المصلين للشراء من أبناء القدس والداخل الفلسطيني المحتل، بعد أن تراجع سوق العمل خلال الأشهر الماضية نتيجة استمرارية الإغلاقات والتضييقات بذريعة انتشار فيروس كورونا، كما ساهمت عدة فعاليات، خلال اليومين الماضيين، في تنشيط الحركة الشرائية ودعم أصحاب محلاتها، إضافة للفعاليات الثقافية والفنية.