دعا عدد من النشطاء السياسيين في مصر، إلى تحويل النجاحات التي حقتتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى مكاسب وانتصارات سياسية. وأعربوا عن تأييدهم لرفض فصائل المقاومة "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، لمبادرة وقف إطلاق النار التي أعلنتها وزارة الخارجية المصرية، الإثنين الماضي.
وقال أحد مؤسسي حزب "التيار المصري"، محمد القصاص، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "المقاومة هي البوصلة ومن المؤكد أن رفضها جاء عن قناعة بعد تأخر رد الفعل الرسمي العربي والمصري على المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق سكان القطاع، ما أسفر عن استشهاد 223 فلسطينياً، وإصابة 1575 آخرين".
وأكد القصاص، أن "بيان الخارجية المصرية ضعيف جداً ولا يرقى إلى المستوى المطلوب، إذ ساوى بين العدوان الإسرائيلي الغاشم وبين حق المقاومة في الرد"، مشدداً على أنه "كان على الدبلوماسية المصرية أن تكون أكثر إيجابية".
وأوضح أن المبادرة "لم تنص على إطلاق سراح 57 فلسطينياً كان قد أفرج عنهم في إطار صفقة التبادل في العام 2011 بالجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، ثم أعادت إسرائيل اعتقالهم مجدداً".
وشدد على "حق فصائل المقاومة، في التمسك بمطلب تفعيل تفاهمات 2012 (بين اسرائيل وحماس) التي تشمل فتح معابر القطاع، وحق الصيادين الفلسطينيين في الصيد حتى مسافة 12 ميلاً من شواطئ غزة إضافة إلى ترتيبات تتعلق بالمناطق الحدودية بين القطاع وإسرائيل".
وأشار إلى ضرورة "إضافة بند يضمن عدم تدخل إسرائيل في الشأن الداخلي الفلسطيني، ولا سيما أنها تحاول جاهدة إفشال المصالحة الفلسطينية التي تمت قبل أسابيع من العدوان".
من جهته، قال القيادي في جبهة "طريق الثورة"، رامي شعث، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "أُفضل ترك إدارة تفاصيل المعركة لأهلها، وأتفهم تماماً موقف المقاومة الرافض للمبادرة والتي ظهر جلياً سعيها إلى إضعاف المقاومة التي أبهرتنا جميعاً بأدائها الميداني والإعلامي الذي تطور بدرجة كبيرة".
وأكد شعث "حق المقاومة في تحويل النجاحات التي حققتها على الأرض إلى مكاسب وانتصارات سياسية، الأمر الذي افتقدته المبادرة المصرية".
وحول ما نشرته صحيفة "هآرتس" عن مشاركة إسرائيل في صياغة المبادرة المصرية، والاتصال الهاتفي بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قال شعث "إذا تأكدت صحة هذه المعلومات، فهذا أمر كارثي".
وأضاف "جميعنا ندرك ضعف موقف الدولة المصرية إزاء المذابح، فهي تصرّ على إغلاق المعابر في وجه الفلسطينيين، وسمحت بمرور 11 فلسطينياً فقط من بين أكثر من 1500 مصاب جراء العدوان".
بدوره، أعرب القيادي في حركة "الاشتراكيون الثوريون"، هيثم محمدين، عن تأييد الحركة "للتعديلات التي حددتها فصائل المقاومة قبل قبول المبادرة"، مندداً "بإصرار إسرائيل على المبادرة المصرية، الأمر الذي يؤكد أنها الوسيط المفضل لديها".
وفي السياق، أعلن القيادي في حركة "شباب 6 أبريل" ــ جبهة أحمد ماهر، زيزو عبده، عن "تسيير قافلة إغاثة إنسانية أعدتها اللجنة الشعبية لدعم فلسطين إلى قطاع غزة في غضون أسبوع".