دعت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، اليوم الخميس، إلى الإضراب العام في كافة البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، غداً الجمعة، احتجاجاً على تصاعد جرائم القتل في المجتمع العربي، بعد مقتل 5 فلسطينيين في جرائم إطلاق نار في البلدات العربية، في ظل اتهامات لأجهزة الأمن الإسرائيلية بالتورط في تصاعد الجريمة من خلال غض النظر عنها.
وقالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في بيانها، إنّ هذه الدعوة تأتي "رداً على المجزرة الإجرامية التي وقعت في قرية يافة الناصرة عصر اليوم الخميس، مع استمرار جرائم القتل وإطلاق النيران التي تحصد القتلى والجرحى، وسط تقاعس سلطوي مقصود وممنهج".
وحذرت لجنة المتابعة من استغلال استفحال الجريمة لأهداف سياسية سلطوية، مثل إدخال جهاز (الشاباك) في المجتمعات العربية تحت غطاء معالجة الجريمة، خصوصاً أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن بعد وقوع الجريمة نيته "توجيه جهاز الشاباك إلى التحقيق في الحادثة".
ودعت لجنة المتابعة إلى تنظيم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية في جميع أنحاء البلاد، محلياً ومناطقياً، مساء اليوم الخميس ويوم غدٍ الجمعة ويوم السبت القادم، وقررت أيضاً تقديم موعد المظاهرة القطرية، التي تمّ إقرارها سابقاً، الى أقرب وقت ممكن، بحيث يجري الإعلان عن ذلك قريباً"، بالإضافة إلى خطوات تصعيدية أخرى ستعلن عنها في وقت لاحق.
وفي هذا السياق، أكدت لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، أنّه "إزاء غياب الأمن والأمان في المجتمع العربي والشعور العام بالتوتّر والخوف بين أبناء الجماهير العربية في البلاد، وعدم قيام مؤسسات الدولة بواجباتها ومسؤولياتها بشكل جدي وعملي في مواجهة تزايد مظاهر وظواهر العنف والجريمة، فقد بات علينا تصعيد نضالنا ومواجهتنا لهذا (الواقع) الذي يُمارس ويُفرض في المجتمع العربي أكثر مما مضى، مما يستدعي تصويب جميع مشاعر الغضب والتوتّر بالاتجاه الصحيح، لا سيِّما أننا نعتقد أنّ هذه القضية في جوهرها هي معركة سياسية، وأنّ المُؤسسة الاسرائيلية لا تتعامل معنا كمواطنين وأصحاب حقوق".
وأوضح البيان أنّ "الأدوات القانونية موجودة في حال أرادت الحكومة وأذرعها اجتثاث ظاهرة الجريمة كلياً من مجتمعنا".
وحمّل البيان "المؤسسة الاسرائيلية كامل المسؤولية عن الاستفحال المفزع للجريمة في مجتمعنا، بوصفها الجهة الرسمية التي تتحمل المسؤولية الرسمية وصاحبة القدرة على اجتثاث هذه الظاهرة الرهيبة".
وقتل 5 أشخاص، اليوم الخميس، خلال جريمة إطلاق نار في بلدة يافة الناصرة الملاصقة لمدينة الناصرة، فيما أصيبت طفلة (3 سنوات) ورجل (30 عاماً) في جريمة إطلاق نار أخرى في كفر كنا.
ووصلت الطفلة والرجل المصابان لتلقي العلاج في مشفى بوريا في مدينة العفولة وهما في حالة خطرة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وصول قائد الشرطة يعقوب شبتاي، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلى موقع الجريمة.
ومنذ بداية العام وصل عدد القتلى بسبب جرائم العنف في الداخل الفلسطيني إلى 92 شخصاً، منهم 6 نساء وطفلان.
وعقب جريمة إطلاق النار، ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في فيديو مسجل عبر "فيسبوك"، أنّ حكومته عازمة على "وقف سلسلة جرائم القتل"، مشيراً إلى إدخال المخابرات الإسرائيلية في مساعدة الشرطة لحل أزمة العنف".
وأضاف: "أقمت هذا الأسبوع جلسات مع عناصر من أجهزة الأمن والشرطة والمخابرات الإسرائيلية والقضاء، وسأستمر في عقد جلسات في الأسبوع القادم حتى نصل إلى الحل في أسرع وقت".