دعوة لدعم الصوت العربي والمسلم في انتخابات بريطانيا 2024

18 يونيو 2024
"لا أصوات لمؤيّدي الإبادة الجماعية".. لافتة خلال تظاهرة في لندن، 7 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في مبادرة تاريخية، أكثر من خمسين شخصية بارزة من الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا تدعم حملتي "الصوت العربي" و"الصوت المسلم" لتعزيز التمثيل الفعّال في البرلمان البريطاني قبل الانتخابات في يوليو 2024.
- الحملتان تحثان على المشاركة الانتخابية الفعالة، مع التركيز على دعم المرشحين الذين يتبنون قضايا الجالية مثل وقف إطلاق النار في غزة ودعم ملاحقة مجرمي الحرب.
- تؤكد الحملة على أهمية التضامن والتعاون بين الجاليات لتحقيق تغيير سياسي في بريطانيا، مشددة على أن كل صوت يمكن أن يسهم في تحقيق التمثيل الذي يعكس مصالح وقيم الجالية العربية والمسلمة.

وقّع أكثر من خمسين شخصية بارزة من الجالية العربية نداءً لدعم حملتي "الصوت العربي" و"الصوت المسلم" في انتخابات بريطانيا العامة، المقرّر إجراؤها في الرابع من يوليو/ تموز 2024. ويهدف هذا النداء إلى توحيد الجهود والتعاون لتشكيل صوت مؤثر في انتخابات بريطانيا من خلال مجموعة من الإجراءات المنسقة التي تسعى إلى تحقيق تمثيل فعّال للجالية. 

وفي حديث مع "العربي الجديد"، يوضح رئيس حملة "الصوت العربي" عدنان حميدان، أنّ الهدف من هذا النداء هو إيجاد مجموعة ضغط سياسي قادرة على التأثير في العديد من الدوائر الانتخابية. ويشير إلى أنّ الجالية العربية والمسلمة تشكل ثقلاً سكانياً في ما لا يقل عن 100 دائرة من أصل 650، مؤكداً أنّ استخدام كل فرد حقّه في التصويت يمكن أن يغير المعادلة الانتخابية بشكل كبير.

ويحذّر حميدان من أنّ غياب الناخبين العرب والمسلمين عن صناديق الاقتراع في انتخابات بريطانيا قد يصب في مصلحة المرشحين الأكثر عداوة لقضاياهم. ويشدّد على أهمية الإدلاء بالأصوات والتصويت للمرشحين الداعمين للقضايا العادلة، موضحاً أن حملة "الصوت العربي" تضم أكثر من 120 شخصية من مختلف مناطق بريطانيا وأنّها تعمل من خلال فريق تنسيقي منتخب يضم 12 شخصاً، و"تزكي المرشحين بناءً على معايير دقيقة، أهمها تبنيهم لقضايا الجالية، وعلى رأسها وقف إطلاق النار في غزة ودعم المنظمات الدولية في ملاحقة مجرمي الحرب. ما يعني أن الحملة لا تدعم المرشح لكونه عربياً فقط، بل لتبنيه قضايانا، وعلى هذا الأساس اعتذرنا من بعض الشخصيات العربية لصالح شخصيات غير عربية نرى أنها أكثر كفاءة".

من جهته، يؤكد رئيس جمعية المحامين العرب صباح المختار، لـ"العربي الجديد"، أنّ الجالية العربية لم تكن تمارس دورها السياسي بشكل فعّال في الماضي، مشيراً إلى ضرورة التعاون مع الجالية الإسلامية الأكبر حجماً والأكثر خبرة في العمل السياسي. ويلفت إلى أنّ الأحداث الأخيرة في غزة غيّرت المشهد السياسي بشكل كبير، مما دفع العرب في بريطانيا إلى إعادة النظر في موقفهم من المشاركة السياسية وأهمية التعاون مع الأقليات الأخرى.

ويوضح المختار أنّ عدم مشاركة العرب في انتخابات بريطانيا "يعود جزئياً إلى تراكمات وأعباء قادمة من أوطانهم، وإلى عدم فهمهم ربما أهمية التصويت". ويدعو كل عربي إلى "المشاركة في الانتخابات والتصويت للمرشحين الذين يناصرون قضاياهم"، مشدداً على أنّ "الصوت الواحد يصبح فعالاً عندما ينضم إلى أصوات أخرى".

ويقول المختار إنّه "مع اقتراب موعد انتخابات بريطانيا لا بدّ من النظر إلى تصريحات السياسيين، ومن بينهم رئيس حزب العمّال كير ستارمر، الذي صرّح علناً تأييده لقطع إسرائيل الماء والكهرباء والدواء عن غزة. ومن هنا ابتعد الكثير من أبناء الجالية العربية عن دعم هذا الحزب وبدأ الاهتمام العربي بهذه الانتخابات، إذ أيقن العرب أهمية العمل مع الأقليات الأخرى"، لافتاً إلى أنّ "الأقرب لنا في الوقت الراهن هي الأقليات المسلمة ليس من الجانب الديني وإنّما من الجانب والموقف السياسي". كذلك، يدعم المختار، "كل عربي للمشاركة في الانتخابات والتصويت للمرشّح العربي أو المسلم الذي يناصر قضايانا، وللنواب الذي وقفوا معنا ومعاقبة النواب المعادين لقضايانا بحرمانهم من أصواتنا".

أما مؤسس مؤسسة قرطبة في لندن أنس التكريتي، فيشدد بدوره على أهمية الجهود المبذولة لتنظيم الصوت العربي في انتخابات بريطانيا وضرورة أن تكون تركيبة البرلمان البريطاني في السنوات المقبلة غير معادية للمصالح العربية، مشيراً إلى أنّ المواقف السياسية تجاه غزة والدعم المستمر لإسرائيل "هي من أهم القضايا التي تهم الجالية العربية". ويتابع، أنّ المشاركة في الانتخابات "هي خطوة أساسية لتحقيق التغيير المطلوب، والامتناع عن التصويت يضر بمصالح المجتمع العربي؛ وأبرزها ما يحدث في غزة والموقف من جريمة الإبادة الجماعية والدعم المستمر لإسرائيل وللحركة الصهيونية رضوخاً في الكثير من الأحيان وبشكل سافر لإملاءات اللوبي الصهيوني في بريطانيا". ويشير أيضاً إلى القضايا الأخرى التي تمس الحياة اليومية لعرب بريطانيا، وفي طليعتها الخدمات الصحية وخدمات التعليم وتكاليف المعيشة.

ويلفت التكريتي إلى أنّ الدعوات للامتناع عن التصويت "تضرّ بالمجتمع العربي، حتى لو كانت تبرر ذلك بفساد الجميع وعدم القدرة على تغيير السياسات الكبرى"، مشيراً إلى "مشكلة وجود أكثر من مرشح في دائرة واحدة يدعمون مصالح العرب، مما يؤدي إلى انقسام الأصوات، وهو ما يصبّ في مصلحة مرشحي الأحزاب الكبرى أو المرشحين المعادين للصوت العربي".

ونبّه الموقعون على النداء إلى أهمية انتخاب ودعم المرشح الذي تزكيه حملة "الصوت العربي" بالتنسيق مع حملة "الصوت المسلم"، وذلك لضمان تحقيق تمثيل فعال ومؤثر. وأكدوا على ضرورة معرفة الناخبين بأسماء المرشحين المعتمدين لدى الحملتين حسب مناطقهم الانتخابية عبر الرابط الآتي هنا.

والنقاط الرئيسة الواردة في النداء:

  • انتخاب المرشح المزكّى ودعمه: يُختار المرشحون وفقًا لاعتبارات دقيقة تتماشى مع أهداف الحملتين، ويمكن للناخبين معرفة المرشح المناسب عبر الرابط المذكور.
  • الانسحاب الفوري للمرشحين غير المعتمدين: دعوة جميع المرشحين غير المعتمدين للانسحاب الفوري لمصلحة المرشحين المعتمدين، لتجنب تشتيت الأصوات.
  • تبني الحملات الانتخابية: حث الناخبين على تبني الحملات الانتخابية للمرشحين المعتمدين والتضامن معهم، ودعوة المعارف في الدوائر الانتخابية للتصويت لهؤلاء المرشحين.
  • ممارسة حق الانتخاب: التأكيد على ضرورة ممارسة حق الانتخاب، سواء بالحضور الشخصي أو عبر الطرق الأخرى التي يتيحها القانون البريطاني.
  • رفض التغيب عن التصويت: التحذير من أن عدم ممارسة حق الانتخاب يعني دعم المرشح الأكثر سوءًا بطريقة غير مباشرة.

وأشار النداء إلى أن أولوية تبني وقف الإبادة في غزة لا تعني بالضرورة إهمال القضايا المحلية. وأخذت الحملة بعين الاعتبار جميع القضايا قبل دعم أي مرشح، وذلك لضمان تحقيق توازن بين الاهتمام بالقضايا الدولية والمحلية.

ودعت حملتا "الصوت العربي" و"الصوت المسلم" لدعمهما في انتخابات بريطانيا العامة، من خلال التوقيع على الرابط التالي: اضغط هنا. ومن بين الشخصيات العربية في بريطانيا الداعمة للحملتين؛ محمد كزبر نائب رئيس المجلس الإسلامي البريطاني، ومصطفى رجب رئيس الكيانات المصرية في أوروبا، ورياض مشارقة رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، ومحمد الحاج علي رئيس الجمعية السورية الويلزية، وزاهر البيراوي رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا.

المساهمون