أعلنت وزارة الخارجية التركية، اليوم الخميس، استدعاء سفراء 9 دول بسبب إغلاق قنصلياتهم لأسباب أمنية.
وقال مصدر بالوزارة، إن أنقرة استدعت سفراء تسع دول من بينها الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا بسبب إغلاقهم مؤقتا لقنصليات بلادهم لأسباب أمنية.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو، الخميس: "بعد التحذير الأمني الأميركي لتركيا، أغلقت بعض القنصليات الأجنبية في إسطنبول، وهذا القرار هو حرب نفسية تُشن ضد تركيا".
وأضاف صويلو، في كلمة له خلال فعالية لقوات الدرك، متسائلاً عن "سر توقيت هذه الخطوة"، مبيناً أنها تتزامن مع إعلان تركيا أهدافها السياحية لعام 2023.
وكشف الوزير التركي عن "وجود تنسيق بين بعض القنصليات الغربية في تركيا، لإغلاقها مؤقتاً بشكل متزامن في آن واحد، وأن بعض هذه القنصليات (لم يسمها) التي علقت أعمالها مؤقتاً، تراسل قنصليات أخرى في أنقرة، مطالبة إياها بحذو حذوها وإغلاق أبوابها أيضاً".
وأوضح أن هذه المستجدات "تتزامن مع إعلان تركيا استقبالها 51.5 مليون سائح في 2022، واعتزامها رفع الرقم إلى 60 مليون زائر بحلول نهاية 2023"، ووصف هذه الخطوات بأنها مؤشرات على "حرب نفسية" ضد تركيا.
وكانت إيطاليا وبلجيكا وسويسرا، قد أعلنت، اليوم الخميس، إغلاق قنصلياتها الدبلوماسية في مدينة إسطنبول لأسباب أمنية، منضمة بذلك إلى هولندا وفرنسا وإنكلترا وألمانيا في إغلاق القنصليات، الأمر الذي اعتبرته الحكومة التركية "حرباً نفسية".
وأعلنت القنصلية الإيطالية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، إغلاق القنصلية في إسطنبول أمام العامة لمدة يوم واحد، مطالبة بالاتصال عبر الهاتف في حال وجود حالة طارئة.
كذلك أعلنت القنصلية البلجيكية بدورها الإغلاق مؤقتاً أمام العامة "لأسباب أمنية"، حتى غد الجمعة، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأعلنت القنصلية السويسرية أيضاً إغلاق عمل القنصلية في إسطنبول "لأسباب أمنية"، حتى إصدار إعلان جديد بشأن إعادة فتحها، وأفادت في بيانها بأن جميع مواعيد الحصول على التأشيرات وأعمال جوازات السفر ستُلغى.
وبعد حادثة الإساءة إلى القرآن الكريم أمام القنصلية التركية في العاصمة السويدية استوكهولم في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، دعت وزارة الخارجية التركية رعاياها في الدول الأوروبية والولايات المتحدة والراغبين في السفر إليها، إلى اتخاذ تدابير الحيطة والحذر على خلفية تصاعد الهجمات ذات "الطابع المعادي للأجانب والعنصري والديني المتعصب".
وأكدت الخارجية التركية، في بيان صدر عنها في 29 يناير/كانون الثاني، رصدها لتصاعد معاداة الإسلام والأجانب والحوادث ذات الطابع العنصري، وكذلك التظاهرات لمجموعات مناصرة لحزب العمال الكردستاني، التي تستهدف تركيا في بعض الدول الأوروبية، وهي ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا والسويد وإيطاليا.
واعتبرت الخارجية أنّ "الأحداث الأخيرة تعكس مدى خطورة مستوى التعصب الديني والكراهية في أوروبا، وأنّ التيارات العنصرية في أوروبا بلغت مستويات تبعث على القلق"، وطالبت رعاياها في الدول الأوروبية ومواطنيها الراغبين في السفر، باتخاذ كل التدابير والابتعاد عن مناطق التظاهرات والتواصل مع السلطات الأمنية المحلية وضبط النفس حيال أي اعتداء محتمل ذي طابع عنصري ومعادٍ للأجانب.
ومن اللافت أن قرارات إغلاق القنصليات للدول الأوروبية جاءت بعد عملية التحذير التركية هذه، ما يبدو كأنها رد بالمثل على تحذير وزارة الخارجية التركية.
وقبل 3 أيام، حذرت السفارة الأميركية في أنقرة مواطنيها من هجمات إرهابية محتملة في تركيا، محددة "الكنائس والكُنُس والبعثات الدبلوماسية في إسطنبول، وخاصة في مناطق بي أوغلو وغالاطة وتقسيم وشارع الاستقلال"، وهي مناطق تشهد وجوداً كثيفاً للبعثات الأجنبية.
الدول الأوروبية أتبعت التحذير الأميركي بإغلاق متزامن للقنصليات، وبدأت مع هولندا في 30 يناير بإغلاق القنصلية مؤقتاً، بحجة "وجود تهديد لاحتمال حصول تظاهرات تستهدف الغرب"، وتبعتها إنكلترا بإصدار تحذير سياحي لمواطنيها وإغلاق القنصلية مؤقتاً أمام العامة.
وأمس الأربعاء، أعلنت القنصلية الألمانية الإغلاق مؤقتاً، ونقلت وسائل إعلام تركية رصد وجود مدرعة تابعة للشرطة أمام القنصلية تكشف رفع الإجراءات الأمنية، مع إعلان ملصق على باب القنصلية إغلاقها مؤقتاً وتحديد مواعيد جديدة للمواطنين.
كذلك أعلنت القنصلية الفرنسية، أمس، إغلاقها القنصلية مؤقتاً، وجاء في إعلانها: "مخاطر حصول هجمات إرهابية في إسطنبول لا تزال مرتفعة، وخاصة في منطقة بي أوغلو وتقسيم وشارع الاستقلال وأماكن العبادة والقنصليات والأماكن السياحية، ولهذا ندعو الفرنسيين المقيمين في تركيا أو الزائرين لها إلى توخي أقصى درجات الحيطة والابتعاد عن الأماكن السياحية والمزدحمة والتجمعات قدر الإمكان".
ونقلت صحيفة خبر تورك، اليوم، عن القنصلية الأميركية بعد التواصل معها "عدم إغلاق القنصلية الأميركية في إسطنبول حتى الآن".
وفي 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استهدف هجوم مسلح شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم السياحية في إسطنبول، وأدى إلى مقتل 6 وجرح 81 آخرين، بينما لقي التفجير إدانة محلية وعربية ودولية، علماً أنه جاء بعد 6 سنوات على آخر هجوم استهدف مدينة إسطنبول وقلبها السياحي الحيوي.
وعقب التفجير بساعات، أعلنت مديرية الأمن في مدينة إسطنبول اعتقال أحلام البشير، مؤكدة أنها تلقت تدريباً في "وحدات حماية الشعب" الكردية كعنصر استخبارات، وهو ما وجه أصابع الاتهام إلى "وحدات حماية الشعب" التي تعتبرها تركيا جناحاً سورياً لحزب "العمال الكردستاني" المصنف على قائمة الإرهاب.