- عبلة سعدات تشارك تجربتها المؤلمة بعدم القدرة على الحصول على معلومات عن زوجها الأسير منذ 1967، مؤكدة على أهمية استغلال الدعم العالمي لرفع صوت الأسرى.
- قدورة فارس يدعو إلى انتفاضة شاملة ضد الاحتلال، مؤكداً أن معاناة الأسرى تعكس استمرار النكبة وأن الصراع لن ينتهي إلا بتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، معتبراً الأسرى رموزاً للكفاح.
لم تغب معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76، التي تحل اليوم الثلاثاء في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتبعاتها على الأسرى بتجويعهم وتعذيبهم، واستشهاد عدد منهم نتيجة لتلك السياسات. وعبر كل من أهالي الأسرى الفلسطينيين والمؤسسات العاملة في شؤونهم خلال اليوم الوطني الذي نظموه نصرة لغزة والأسرى، وإحياء لذكرى النكبة في ساحة مركز البيرة الثقافي في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية؛ عن رؤيتهم بأن ما يتعرض له الأسرى من جرائم كبيرة ما هو إلا جزء ومؤشر على ما يعيشه الفلسطينيون من نكبة متجددة.
وقالت عبلة سعدات، زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات لـ"لعربي الجديد"، على هامش الفعاليات، إن "الظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى لم يمروا بها منذ عام 1967"، موضحة أنه لا تصلها أي معلومات عن زوجها، كحال باقي الأسرى الذين لا تصل معلومات عنهم لذويهم. وكشفت سعدات أنها علمت أن زوجها ورفاقه ما زالوا على قيد الحياة فقط عن طريق أسرى خرجوا مؤخراً من سجن ريمون، بعد انتهاء محكوميتهم، أكدوا أنهم بخير. ومع ذلك أكدت أن تبقى قلقة على حياته وحياة باقي رفاقه في الأسر، في ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي، واستشهاد أسرى بشكل متواصل.
ومضت سعدات تقول: "في الآونة الأخيرة خرج بعض الأسرى، واستطعنا من خلالهم معرفة أن أسرانا ما زالوا على قيد الحياة، ولكنهم يصرخون من أجل نجدتهم والوقوف إلى جانبهم وإعلاء صوتهم في العالم، وكما نطالب بوقف إطلاق النار في غزة نطالب بإخراجهم من سجون الاحتلال، يجب أن نستغل الفرصة الجيدة للقضية الفلسطينية في العالم، حيث إن كل العالم يناصر الشعب الفلسطيني، وهذا ناتج عن تضحيات أبناء شعبنا في غزة، يجب أن نستثمر هذه الظروف لرفع صوت الأسرى عالياً من أجل الإفراج عنهم وإعلاء كرامتهم".
وأوضحت سعدات أنه مما وصلها من معلومات، فإن ظروف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال صعبة جداً، "حيث سحبت منهم كل الإنجازات التي حققوها بإضراباتهم عن الطعام منذ عام 1967 ويعيشون بشح الماء، وبلا كهرباء، وبدون ملابس، وبدون تغذية أو كتب، والأكل شحيح" كما تقول، "وحتى السجائر لمن يدخنون غير متوفرة، وكل ما يمكن أن يستفيد منه الأسير ممنوع عنه".
التضامن مع الأسرى الفلسطينيين
بجانب خيمة في ساحة الفعاليات، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس لـ"العربي الجديد" إن "ما يتعرض له الأسرى مؤشر صارخ وواضح على أن الشعب الفلسطيني يعيش نكبة متجددة ما دام الاحتلال قائماً"، مضيفاً "خلاصات ذكرى يوم النكبة تؤكد أن الشعب الفلسطيني بكل كبرياء وعناد وإصرار يواصل مسيرة كفاحه، ويعمق أزمة المشروع الصهيوني على الأرض الفلسطينية". ويرى فارس أن "الاحتلال يستشعر عمق الأزمة، لكنه يظن أن تكرار النكبات على الشعب الفلسطيني، ومواصلة القتل والتدمير وتقويض أسس الحياة في فلسطين، والاعتداء وتنفيذ الجرائم بحق رموز الكفاح وهم الأسرى قد يجدي نفعاً".
وقال فارس: "حين يستهدف الأسرى فذلك أن الاحتلال يعلم أن المناضل قد تحول إلى مصدر إلهام لمن يتبعه من أجيال، وبهذا الإلهام انتقلت الراية من جيل إلى جيل، وهذا يدل على أن هذا الصراع محتدم ولن ينتهي إلا بتلبية حقوق الشعب الفلسطيني ووقف العدوان عليه"، مضيفا: "آن الأوان للحركة الوطنية وعائلات الأسرى وللأسرى المحررين أن ينتفضوا".
ووجه فارس خلال كلمة له نداء لكل الفلسطينيين، وبشكل خاص للأطر المنظمة كالبلديات والأندية والفصائل والتنظيمات والنقابات والشباب في الجامعات، للانتفاض في وجه الاحتلال، للخروج من الأزمة التي تعاني منها الضفة الغربية، والجريمة في غزة، قائلاً: "ليس أمامنا سوى الهروب إلى الأمام بمفاقمة الأزمة، فمفاقمتها تعجل في حلها وتعجل في كسر الاحتلال". وأضاف فارس: "أرجو أن يلبى هذا النداء، وتنظم فعاليات في المدن والمخيمات والأرياف، وليبادر كل من يستطيع، فالشعب الفلسطيني يجب أن يثور في كل مكان، ويجب أن يكون رأس الحربة، وبذلك تكبر كرة الثلج؛ حتى يقتنع العالم أن إسرائيل ومشروعها عبء أخلاقي على العالم، وأن من حق الفلسطينيين تقرير مصيرهم وعودة لاجئيهم".
وحول حلول ذكرى النكبة بهذه الظروف، أشار فارس إلى أن "حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني ومحورها غزة، تعبر عن استمرار معارك الثورة الفلسطينية منذ أن انطلقت، وامتداداً لمعركة الكرامة.. وكل الأعمال الفدائية، وهو ما يعني وجود وعد باستمرار النضال"، مؤكداً أن ذلك هو "ما يفسر التوحّش الإسرائيلي حيث يشعر قادة الاحتلال بحجم أزمتهم ومدى عمقها، ظانين أنه بمزيد من الذبح والقتل يمكن تطويع الشعب الفلسطيني، لكن الحقيقة أنه عصيّ على التطويع ولم يتعايش مع الاحتلال".