- الإعلان يعكس الإحباط والضغوط الكبيرة التي يعيشها نحو 80 ألف مستوطن بعيدين عن منازلهم، ويسلط الضوء على الطلب المتزايد لإجراءات جذرية ضد التهديدات الأمنية.
- الاحتجاجات تشمل خططًا لإعلان رمزي لـ"دولة الجليل" في يوم استقلال إسرائيل، مناقصة احتجاجية للبحث عن حكومة ملتزمة، وتظاهرات لرفض التسويات مع حزب الله والمطالبة بحلول عسكرية.
دفع الاستياء الكبير الناجم عن الأوضاع الأمنية، رؤساء المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة الشمالية القريبة من الحدود مع لبنان، إلى التهديد بإعلان "الانفصال عن إسرائيل وإقامة دولة الجليل"، في ظل فشل دولة الاحتلال الإسرائيلي بتوفير الأمن لتلك المناطق المستهدفة يومياً بصواريخ ومسيّرات حزب الله اللبناني، في إطار رده على القصف الإسرائيلي اليومي منذ سبعة أشهر، لمواقع في لبنان.
وعلى الرغم من عدم واقعية الإعلان، واندراجه في إطار الاحتجاج والتعبير عن الغضب، يرى رؤساء سلطات المستوطنات الإسرائيلية الشمالية أن السلطات تتجاهل المنطقة منذ سبعة أشهر، فيما لا يزال نحو 80 ألف مستوطن إسرائيلي بعيدين عن منازلهم ومناطق سكناهم، منذ بداية الحرب، دون أي أفق في العودة، عدا عن عدم حصولهم على الموازنات التي وعدهم بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، للنهوض بالمنطقة الشمالية، وإعادة إعمارها، وتطبيق الخطط التي وُضعت من أجل ذلك، كما يواصل المستوطنون في تلك المناطق مطالبة الحكومة بشن حرب على لبنان لإبعاد حزب الله عن الحدود.
وفي الجلسة التي عقدها أعضاء منتدى خط المواجهة أخيراً، تقرّر الإعلان بحلول ما يسمّى يوم "استقلال" إسرائيل بعد أيام، وهو يوم النكبة بالنسبة للفلسطينيين، عن إقامة "دولة الجليل"، والانفصال أحادي الجانب عن إسرائيل. وستصاحب هذه الخطوة إجراءات أخرى، يخطط أعضاء المنتدى للقيام بها. وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، أقوال لنتنياهو في جلسة للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، في الآونة الأخيرة، حول موعد عودة طلاب المدارس في الشمال إلى مقاعد الدراسة.
وكشفت القناة 12 العبرية في السادس من مايو/ أيار الحالي، أن الوزير بني غانتس سأل إن كان سكان المستوطنات سيعودون في الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل إلى منازلهم لافتتاح العام الدراسي في المدارس، وهو الموعد الرسمي من كل عام لافتتاحها في إسرائيل، ليرد نتنياهو بالقول "ما الذي سيحدث لو عادوا عدة أشهر بعد الأول من سبتمبر؟".
وأثارت أقوال نتنياهو غضباً كبيراً في أوساط المستوطنين ورؤساء السلطات المحلية هناك، والذين قرروا البدء بخطوات "للدفاع" عن مناطقهم. وفي مطلع إبريل/ نيسان نشر "منتدى خط المواجهة"، الذي يضم عدة سلطات محلية، إعلاناً احتجاجياً، عبر منصات مختلفة، أعلن من خلاله عن عطاء عام (مناقصة) للبحث عن حكومة إسرائيل. وجاء في نص "العطاء"، أن "التفاصيل الكاملة للمناقصة تجدونها في الفنادق التي يقيم فيها من تم إخلاؤهم، وفي شقق إيواء النازحين في كل أنحاء البلاد، وعند أصحاب المصالح التجارية التي انهارت في الشمال، وفي المناطق السياحية الميّتة في الشمال، وفي مكاتب السلطات في الشمال".
وذكر "منتدى خط المواجهة"، أن الحكومة التزمت بتحويل 3.5 مليارات شيكل إلى الشمال قبل بضعة أشهر. وأضاف في الهامش: "ضمان العطاء: بمبلغ 3.5 مليارات شيكل". وبالإضافة إلى هذه الخطوة، من المتوقع تنظيم تظاهرات لمستوطني الشمال الذين تركوا بيوتهم في السادس عشر من الشهر الحالي، في القدس المحتلة وحيفا، لمناشدة الحكومة برفض تسوية سياسية مع حزب الله، ومطالبتها بإعادة الأمن من خلال عملية عسكرية. وكُتب في إعلان المنظمين "هذه معركة علينا خوضها معاً. ونضالنا هو من أجل حريتنا وكرامتنا ومستقبل أبنائنا. نحن سكان الشمال لن نسكت".