استبعد نائب رئيس البرلمان العراقي، بشير الحداد، اليوم السبت، الذهاب باتجاه تأجيل الانتخابات التشريعية في البلاد، المقرر أن تجري في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، مؤكداً أن التوجه العام السائد حالياً هو إجراء الانتخابات في موعدها.
يجري ذلك مع تصاعد التشكيك السياسي في قدرة الحكومة على إجراء الانتخابات، في ظل أوضاع أمنية وسياسية مرتبكة تمرّ بها البلاد.
وقال الحداد في حديث لصحيفة "الصباح"، الرسمية، إنه "حتى الآن التوجه السائد لدى الحكومة والمفوضية هو الاستعداد لإجراء الانتخابات في تشرين الأول من هذا العام واستبعاد فرضية التأجيل"، موضحاً أن أغلب الأطراف السياسية مع إجراء الانتخابات في موعدها، ولم يطلب أي طرف تأجيلها، والجميع متفقون على أن تهيئة بيئة مناسبة من أمن انتخابي وشفافية ومشاركة واسعة هي مهمة الجميع، وينبغي أن تلتزم الحكومة توفيرها لضمان إجراء انتخابات ناجحة.
وأضاف في هذا السياق: "كما لم يقدم لغاية الآن طلب رسمي إلى البرلمان لتعديل قانون الانتخابات، رغم التصريحات الإعلامية الكثيرة من قبل بعض الأفراد والأطراف للمطالبة بذلك"، مضيفاً: "حال طلب الحكومة أو رئاسة الجمهورية ذلك من خلال مشروع قانون للتعديل، أو تقديم طلب من قبل عشرة نواب، أو إحدى اللجان المختصة، بحسب المادة الـ 60 من الدستور، فإن المجلس يمضي بالإجراءات التشريعية".
وأشار الحداد إلى أن البرلمان أدى ما عليه من مهام والتزامات لإجراء الانتخابات المبكرة، بعد أن شرع المجلس قانوني "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وانتخابات مجلس النواب"، وعالج إشكالية المحكمة الاتحادية بتعديل قانونها، لافتاً إلى أن "تحديد موعد الانتخابات أو تأجيله ليس من مهام مجلس النواب، بل من صلاحيات الحكومة، بالتنسيق مع مفوضية الانتخابات".
من جانبه، أكد مسؤول حكومي عراقي عدم وجود أي مسوغ لتأجيل الانتخابات من موعدها المحدد، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن الحديث عن ذلك من قبل بعض الأطراف في وسائل الإعلام يهدف إلى إرباك الأوضاع قبل الانتخابات التي لم يبقَ على موعدها سوى أربعة أشهر ونصف.
وبيّن المسؤول أن المدة الباقية للانتخابات غير كافية لإجراء أي تعديلات على قانون الانتخابات، أو التغيير في إجراءات المفوضية واستعداداتها، مشيراً إلى وجود إصرار حكومي على إجراء الانتخابات في موعدها.
وحذّر عضو البرلمان السابق، رعد الماس، من خطورة الذهاب باتجاه تأجيل الانتخابات، موضحاً في تصريح صحافي أن ذلك يمكن أن يدخل البلاد في نفق مظلم، وعواقب وخيمة في ظل تراكم الأزمات.
ولفت الماس إلى أن محاولات التأجيل ستؤدي إلى إرباك المشهد السياسي، مبيناً أن أغلب القوى السياسية أصبحت تدرك حجم المخاطر الناجمة عن التأجيل.
وشدد على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني قبل موعد الانتخابات، من أجل توفير الطمأنينة للناخبين والمرشحين، مؤكداً أن ذلك سيضمن مشاركة شعبية أوسع.
ودعا رئيس ائتلاف "النصر"، حيدر العبادي، الجمعة، إلى إجراء الانتخابات في موعدها، وتوفير الأجواء التي تمهد لانتخابات نزيهة دون ضغوط وتزوير لإرادة الناخب.
وأوضح العبادي خلال لقائه مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أن البلاد تمرّ بتحديات عدة، مبيناً أنه يجب أن تكون هناك معالجات حقيقية لهذه التحديات وفقاً لخطط معدة.
وأكد ضرورة مساهمة بعثة الأمم المتحدة في العراق بالمراقبة الفعلية للانتخابات من أجل طمأنة المواطنين، مشيراً إلى أن ذلك سيشجعهم على الإدلاء بأصواتهم.