وصلت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، مساء اليوم الأحد، إلى الجزائر، في زيارة عمل هي الأولى لها خارج البلاد منذ توليها منصبها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكرت رئاسة الوزراء الجزائرية، في بيان، أن ميلوني جاءت "على رأس وفد وزاري هام"، في زيارة تأتي بعد ستة أشهر من القمة الجزائرية-الإيطالية التي ترأسها سابقا ماريو دراغي مع الرئيس عبد المجيد تبون، في تموز/يوليو، وجرى خلالها الاتفاق على زيادة إمدادات الغاز الجزائري إلى روما.
وأصبحت الجزائر المزود الرئيسي لروما بالغاز، وذلك عبر خط أنابيب "ترانسميد" الذي يربط الجزائر بإيطاليا، عبر تونس، متخطية روسيا بعد غزو أوكرانيا.
وظهر في الصور التي نشرتها رئاسة الوزراء الجزائرية خلال استقبال ميلوني من طرف نظيرها أيمن بن عبد الرحمان، ووزير الطاقة محمد عرقاب، والمدير التنفيذي لشركة النفط والغاز "سوناطراك" توفيق حكار، إلى جانب وزير الخارجية رمطان لعمامرة.
وحضر الاستقبال أيضاً وزير الصناعة أحمد زغدار، الذي وقع في أكتوبر مع مجموعة "ستالنتيس"، المالك لعلامة فيات الإيطالية، اتفاقاً لإقامة مصنع في الجزائر.
ومن المتوقع أن يتم خلال هذه الزيارة التوقيع على جملة من الاتفاقيات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والهجرة والأمن، استمراراً لجهود تعزيز العلاقات الجزائرية-الايطالية التي تشهد تطوراً منذ تبادل الزيارات بين الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إلى الجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، والرئيس عبد المجيد تبون إلى روما في مايو/أيار 2022.
وتعد زيارة ميلوني الثالثة من نوعها لرئيس حكومة إيطاليا إلى الجزائر في ظرف سنة واحدة، إذ سبق ذلك زيارة لرئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي خلال شهري أبريل/نيسان ثم في يوليو/تموز 2022.
كما من المتوقع أن يتم خلال الزيارة بحث ملف التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، حيث تعد الجزائر الممون الرئيس لإيطاليا من الغاز بنسبة 40 في المائة من احتياجاتها، حيث رفعت الجزائر من إمداداتها بأزيد من 25 مليار متر مكعب مع نهاية سنة 2022.
وفي منتصف شهر أكتوبر، وقّع البلدان على اتفاقية إطار لصنع السيارات من علامة "فيات" عبر تنفيذ مشروع إنتاج السيارات في منطقة وهران غربي الجزائر، بعد أكثر من خمسة وثلاثين عاماً من تعطيل هذا المشروع.
وفي سياق التعاون، من المقرر التوقيع، غداً الاثنين، على اتفاق تعاون أمني، يشمل مجالات تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، كما سيكون ملف محاربة الهجرة غير النظامية ضمن أجندة النقاشات بين رئيسة الحكومة الإيطالية والمسؤولين الجزائريين.
ويترقب أن يتم تحيين متابعة الاتفاق الجزائري- الإيطالي بشأن حركة الأشخاص وقضية الهجرة غير النظامية.
كذلك، ستشمل الزيارة عقد لقاءات مع رجال الأعمال الإيطاليين الموجودين في الجزائر، كما ستحيّي ميلوني طاقم سفينة تابعة للبحرية راسية في ميناء الجزائر العاصمة، بالإضافة إلى تكريم شخصية إنريكو ماتي، مع توقف رمزي في الحديقة المركزية التي تحمل اسم رائد الأعمال الإيطالي في قلب العاصمة الجزائرية، التي افتتحها الرئيس الإيطالي سيرجو ماتّاريلا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وماتي شخصية اقتصادية وأب الصناعات النفطية في إيطاليا، وهو صديق الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، ويعد رمزا للتعاون الاقتصادي بين الجزائر وإيطاليا، وقد منحته أخيرا الجزائر وسام أصدقاء الثورة، وتقرر أن تحمل الحديقة المركزية في العاصمة اسمه.
وتراهن الجزائر، بحسب تصريحات سابقة للرئيس تبون، على الاستفادة من التجربة الإيطالية في مجال المؤسسات المصغرة والناشئة، والصناعة ونقل التكنولوجيا.