لوّح رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق، غادي أيزنكوت، بالدعوة إلى خروج مليون إسرائيلي، احتجاجا على طريقة تشكيل الحكومة الجديدة بزعامة بنيامين نتنياهو.
وقال أيزنكوت إن نتنياهو "ألحق ضررا جسيما بالأعراف الإسرائيلية"، حاثا على تدشين "حركة احتجاج جماهيري غير مسبوقة" لمواجهة الخطوات التي تخطط الحكومة اليمينية القادمة للإقدام عليها.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرنوت"، عرضت مقتطفات منها في عددها الصادر اليوم الخميس، وستنشرها كاملة غدا الجمعة، شدد أيزنكوت، الذي يشغل في الكنيست الجديد مقعدا عن حزب "المعسكر الرسمي" المعارض، على أنه في حال لم يتراجع نتنياهو عن مخططه للمسّ بصلاحيات المحكمة العليا، وأصرّ على تنفيذ "الإصلاحات" التي وعد بها، فإنه يتوجب حشد حركة احتجاج واسعة النطاق.
وقال: "إذا تسبب نتنياهو في الإضرار بالمصالح الوطنية لدولة إسرائيل، وفي حال أضرّ بالديمقراطية الإسرائيلية والتعليم الرسمي والجيش... فإن الطريقة الوحيدة لمواجهة ذلك ستتمثل في الدفع بمليون متظاهر إلى الشوارع".
وشدد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق على أنه "قلق على استمرار وجود إسرائيل كدولة موحدة وديمقراطية" بسبب أنماط سلوك نتنياهو، مشيرا إلى أن سياساته وفّرت ظروفا مكّنت إيران من تطوير برنامجها النووي.
وهاجم أيزنكوت عضو الكنيست الكهاني المتطرف، إيتمار بن غفير، المرشح لتولي حقيبة وزير "الأمن القومي" (وفق المسمى الجديد لوزارة الأمن الداخلي)، محذرا من تداعيات تدخّله في شؤون الجيش، مشيرا إلى أن هذا الواقع يمكن أن يدفع الشباب الإسرائيلي إلى عدم الخدمة في الوحدات المقاتلة في الجيش.
وفي سياق متصل، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن كلا من حزبي "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو و"الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلال سموتريتش قد توصلا إلى اتفاق يقضي بربط البؤر الاستيطانية التي دشنها المستوطنون اليهود في الضفة الغربية بالكهرباء والماء، وذلك بدون إذن الحكومة والجيش، على أن يتم تشريعها بشكل نهائي في غضون عام.
وذكرت القناة أن الخلاف الوحيد الذي تبقّى بين الجانبين يتمثل في طابع الحقيبة التي سيحصل عليها سموتريتش بعد أن يمضي عامين في منصب وزير المالية، مشيرة إلى أن الخلاف يتمحور حول منحه وزارة التعليم أو الداخلية.
يذكر أن نتنياهو اتفق مع سموتريتش على أن يتولى الأخير منصب وزير المالية لمدة عامين، يخلفه فيها بعده الحاخام آريي درعي، زعيم حركة "شاس"، الذي سيتولى في العامين الأولين من عمر الحكومة منصبي وزير الداخلية ووزير الصحة.
في الأثناء، ذكرت قناة "12" الليلة الماضية أن غضبا يتفاعل في أروقة وزارة التعليم، إثر الاتفاق الذي توصل إليه "الليكود" وحزب "نوعم" الديني المتطرف بقيادة آفي معوز، والذي يمنح الأخير صلاحية الإشراف على البرامج غير المنهجية ضمن العملية التعليمية.
وأشارت القناة إلى أن معوز الذي سيتولى منصب نائب وزير في ديوان نتنياهو سيكون مسؤولا أيضا عن هوية الأشخاص الذين يمكن للمدارس والمؤسسات التعليمية أن تستضيفهم لإلقاء كلمات أمام الطلاب.
وحسب الاتفاق بين "الليكود" و"نوعم"، فإن معوز سيكون مسؤولا عن "إدارة الهوية اليهودية" التي تُعنى بضمان تنفيذ المناشط التعليمية والثقافية والاجتماعية التي تعزز "الهوية اليهودية".
يشار إلى أن معوز سبق أن دعا إلى إلغاء 3000 برنامج تعليمي، بحجة أن دولا أجنبية أسهمت في تحديدها، فضلا عن دعوته إلى سن تشريع لمنع المثليين من تنظيم مسيراتهم السنوية.