التقى رئيس أركان الجيش الأميركي، الجنرال مارك ميلي، الجمعة، في هلسنكي، الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، ليعرب عن دعم الولايات المتحدة لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، الذي لا تزال تركيا تعارضه.
وقال الجنرال ميلي للصحافيين الذين يرافقونه في جولته: "من الواضح أنه من وجهة نظر عسكرية، فنلندا والسويد، في حال الموافقة على ترشيحهما، ستعززان بشكل كبير القدرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي".
وأوضح أعلى مسؤول عسكري أميركي، أنه جاء "ليبحث السبيل الواجب اتباعها لانضمامهما إلى حلف الأطلسي وعمليات وأنشطة وتدريبات يمكن أن نقوم بها نحن، الولايات المتحدة بصفتنا دولاً أعضاء في حلف الأطلسي، لدعمهما بهدف تحسين مستوى جاهزيتنا والقدرة على العمل المشترك".
ويزور الجنرال ميلي، اليوم السبت، السويد، الدولة الأخرى التي دفعتها الحرب في أوكرانيا إلى التخلي عن عقود من عدم الانحياز لكي تطلب انضمامها إلى حلف الأطلسي.
إذا كان الجيش الفنلندي لا يعد سوى 13 ألف محترف، فإن البلاد التي يبلغ عدد سكانها 5,5 ملايين نسمة ولها حدود بطول 1300 كلم مع روسيا، لديها عدد كبير من الاحتياطي يبلغ 900 ألف، مع جيش في زمن الحرب يمكن أن يصل إلى 280 ألف جندي.
أما السويد، فلديها جيش محترف قوامه 25 ألف عنصر، يضاف إليهم حوالى 30 ألف جندي احتياطي. لكنها على غرار فنلندا لديها منفذ إلى بحر البلطيق يمكن أن يصبح "بحيرة لحلف شمال الأطلسي" خارج المياه الروسية، قبالة جيب كاليننغراد الروسي وسان بطرسبرغ.
وشدد الجنرال ميلي على أن "هذين الجيشين يتلاءمان مع حلف الأطلسي"، مضيفاً: "جنودهما يتكلمون الإنكليزية بشكل جيد جداً. وتكتيكهم وتقنيتهم وإجراءاتهم متوافقة كثيراً مع حلف شمال الأطلسي".
لكن هذين الترشيحين يصطدمان بمعارضة أنقرة التي تأخذ على فنلندا والسويد إيواءهما "إرهابيين" من "حزب العمال الكردستاني" وحلفائهم.
ويسعى البلدان للحصول على ضمانات أمنية قبل الانضمام الرسمي الذي سيضمن لهما دعماً غير مشروط من الحلفاء بموجب المادة الخامسة من المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي، وهي عملية تستغرق عدة أشهر، وقد تؤدي معارضة أنقرة إلى إطالتها.
وفي ظل غياب ضمانة أمنية رسمية، طلب البلدان تعزيز الوجود العسكري الأميركي في بحر البلطيق وشمال أوروبا.
لكن ما يدل على أن الولايات المتحدة لا تزال تحاول الحد من مخاطر توسع النزاع في أوكرانيا إلى دول أوروبية أخرى، أن الجنرال ميلي بقي حذراً حيال الوسائل التي تنوي واشنطن نشرها لثني موسكو عن أي محاولة عدوانية ضد البلدين قبل انضمامهما الرسمي إلى حلف الأطلسي.
وقال: "نضع خططاً، ليس فقط لمواصلة برنامج التدريبات الحالي، لكن أيضاً لتعزيزه بشكل متواضع"، مؤكداً أنه لم يُتَّخَذ أي قرار رسمي بعد.
وإلى جانب الرئيس الفنلندي، أجرى الجنرال ميلي محادثات مع وزير الدفاع أنتي كايكونين، ورئيس هيئة الأركان الجنرال تيمو كيفينين.
أردوغان وستولتنبرغ يبحثان انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي
وفي سياق متصل، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، قضية انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، في اتصال هاتفي.
وذكر بيان دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، الجمعة، أن أردوغان أكد خلال الاتصال أن مخاوف تركيا الأمنية في ما يتعلق بطلبات عضوية السويد وفنلندا تستند إلى أسس عادلة ومشروعة.
وشدد أردوغان على ضرورة تخلي السويد وفنلندا عن دعم الإرهاب، وأن يرفع البلدان العقوبات المفروضة على تركيا، ويُظهرا بشكل صريح وواضح استعدادهما لإبداء التضامن في إطار الحلف.
بدوره، أكد ستولتنبرغ ضرورة تلبية تطلعات تركيا التي وصفها بأنها "حليف مهم".
(فرانس برس، الأناضول)