- الزيارة تهدف لاستخدام النفوذ الإيراني لإلغاء قرار المحكمة الاتحادية العراقية حول الانتخابات البرلمانية بالإقليم، والتأثير على قرارات المحكمة لتجاوز الأزمة السياسية.
- قبل زيارة طهران، بحث البارزاني في بغداد مع الأحزاب الشيعية الملف الانتخابي، مع سعيه لتعزيز موقعه السياسي وتحقيق نتائج ناجحة من الزيارة تشمل بحث الاتهامات الإيرانية وتنفيذ الاتفاقيات الأمنية مع بغداد.
وصل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، أمس الأحد، إلى طهران وبدأ اليوم الاثنين، لقاءاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين، في مقدمتهم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وتكتسب الزيارة أهميتها لكونها تأتي في ظل توتر العلاقات بين إيران والإقليم في الآونة الأخيرة، على خلفية تعرض عاصمته أربيل لهجمات من الحرس الثوري الإيراني، الذي قال إنها استهدفت "مركز تجسس" للموساد الإيراني، وسط نفي بغداد وأربيل لذلك.
أهداف زيارة رئيس إقليم كردستان
وعن أهداف زيارة البارزاني إلى إيران، يقول الخبير الكردي الإيراني صلاح الدين خديو لـ"العربي الجديد" إن أهم تلك الأهداف، هو بذل مساع لاستخدام النفوذ الإيراني في العراق لإلغاء قرار المحكمة الاتحادية العراقية بشأن إجراء الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق في 10 يونيو/حزيران المقبل.
ويضيف خديو أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يسعى جادّاً إلى إرجاء الانتخابات التشريعية على أمل انتهاء المهلة القانونية للجنة الانتخابات العراقية، التي لأول مرة خلال العقود الأخيرة بعد عام 2003 أوكلت إليها مسؤولية الرقابة على الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق.
ويوضح الخبير الكردي الإيراني أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يسعى إلى التأثير على قرارات المحكمة الاتحادية لتجاوز أكبر أزمة يشهدها الحزب خلال العقود الثلاثة الأخيرة، المتمثلة في موضوع الانتخابات البرلمانية، الذي سبق أن أعلن أنه سيقاطع هذه الانتخابات اعتراضاً على قرار للمحكمة الاتحادية العراقية بشأن قانون الانتخابات.
وكانت المحكمة الاتحادية العليا وهي أعلى سلطة قضائية في العراق، قد أصدرت في تاريخ 21 شباط/فبراير قراراً حدّدت فيه عدد أعضاء برلمان الإقليم بمئة عضو بدل 111، وتسليم المفوضية العليا للانتخابات إدارة انتخابات الإقليم بديلاً من هيئة أخرى محلية في إقليم كردستان العراق.
وتعقيباً على هذا القرار، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم الذي يتولى رئاسة حكومة الإقليم وفي الوقت نفسه يملك الغالبية في البرلمان الحالي، في بيان "عدم الاشتراك في انتخاب يجري خلافاً للقانون والدستور وتحت مظلة نظام انتخابي مفروض".
مباحثات سبقت زيارة طهران
ويشير الخبير الإيراني صلاح الدين خديو في حديثه مع "العربي الجديد" إلى مباحثات البارزاني في بغداد قبيل زيارته إلى طهران، خاصة مع الأحزاب الشيعية المؤثرة، وقال إن تلك المباحثات كانت بمثابة جس النبض لمواقفها بشأن الملف الانتخابي البرلماني في الإقليم والخلاف بشأنه مع المحكمة الاتحادية.
ويتحدث خديو عن أن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان يعتمد على أنقرة في مواجهة بغداد وطهران، لكنه يبدو أنه وصل إلى قناعة بأن الاعتماد على تركيا وحدها لا يكفي وأنه ينبغي تحسين علاقات الإقليم مع إيران بموازاة الحفاظ على العلاقات الجيدة مع تركيا.
وشهدت العلاقات بين الحزب وإيران تذبذبات في السنوات الأخيرة رغم أنها كانت "طيبة وجيدة سابقا"، وفق خديو.
استقواء بإيران لمواجهة المنافسين
ويعزو خديو الهدف الآخر للزيارة إلى مساع نيجيرفان البارزاني لتعزيز موقعه السياسي داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني في خضم التنافس مع تيار مسرور البارزاني رئيس وزراء الإقليم.
ويوضح أن من شأن وجود "نتائج ناجحة" للزيارة ونسج علاقات جيدة مع طهران تعزيز موقع نيجيرفان البارزاني داخل الحزب، مشيراً إلى أن الزيارة لها أجندة وعناوين أخرى مثل بحث اتهامات إيرانية، يواجهها الإقليم بشأن حضور أجهزة استخبارات إسرائيلية فيه، فضلاً عن تنفيذ الاتفاقية الأمنية المبرمة مع بغداد وأربيل بشأن إنهاء وجود أحزاب المعارضة الكردية الإيرانية ونشاطها.
وبشأن امتيازات يمكن أن يقدمها الحزب لإيران لقاء تدخلها في العراق لمصلحته بشأن إرجاء الانتخابات البرلمانية في الإقليم، يقول الخبير الإيراني خديو لـ"العربي الجديد" إن مطالب يمكن أن تطرحها طهران هي إنهاء التوجه المعادي لها في وسائل إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهي الأكثر تأثيراً ونفوذاً في الإقليم بين وسائل الإعلام، فضلاً عن دفعها إلى مقاطعة الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة وممارسة المزيد من الضغط على هذه الأحزاب وتوثيق العلاقات مع أجهزة الأمن التابعة للحزب في الإقليم.