- فرنسيس ناشد بشكل عاجل التراجع عن قرار إسرائيل بمنع إرسال قوافل غذائية إلى شمال غزة، مؤكدًا على الحاجة الماسة لزيادة وصول المساعدات الإنسانية وضمانها دون انقطاع، والدعوة لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.
- نائب السفير الروسي ونائب المندوب الدائم للصين دافعا عن استخدام الفيتو ضد المشروع الأمريكي، معتبرين أنه يمنح إسرائيل تفويضًا مطلقًا لمواصلة عملياتها، بينما أكد مندوب فلسطين على ضرورة وقف التجويع كوسيلة حرب ودعم الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرنسيس، اليوم الاثنين، إن الحرب الإسرائيلية على غزة "وصمة عار على جبين إنسانيتنا المشتركة، صراع لم يسبق أن رأينا له مثيلا له في حدته، ووحشيته، ونطاقه، على حد تعبير منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث"، مشيرا إلى أنه "قُتل في غضون ستة أشهر أكثر من 32500 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأكثر من 75 ألف جريح، و1.7 مليون شخص نزحوا داخلياً وأغلبهم اضطر للنزوح أكثر من مرة، علاوة على ذلك، هناك أكثر من 1.1 مليون شخص في المرحلة الخامسة الكارثية من انعدام الأمن الغذائي، غزة تُدفع نحو المجاعة؛ مجاعة تمكن الوقاية منها بالكامل".
وجاءت تصريحات فرنسيس خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لنقاش استخدام كل من روسيا والصين حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أميركي حول غزة في 22 مارس/ آذار الماضي. ويأتي اجتماع اليوم في سياق قرار اعتمدته الجمعية العامة في 26 إبريل/ نيسان 2022، وبموجبه تجتمع الجمعية العامة خلال 10 أيام عمل من استخدام أي من الدول دائمة العضوية (روسيا والصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا) الفيتو في مجلس الأمن لمناقشة دواعي استخدامها الفيتو وشرح موقفها. كما يسمح الاجتماع للدول الأعضاء في الأمم المتحدة وغير الأعضاء في مجلس الأمن، أيضاً بشرح مواقفها من المشروع أو استخدام الفيتو.
وأشار رئيس الجمعية العامة خلال النقاش إلى قتل إسرائيل (دون أن يسميها) 173 من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول؛ موضحاً أنه "أكبر عدد من موظفي الأمم المتحدة الذين قتلوا في أي صراع وفي أي مكان". كما توقف عند قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإبلاغها الأمم المتحدة، في 24 مارس/ آذار، بأنها "لن توافق بعد الآن على إرسال قوافل غذائية تابعة لأونروا إلى شمال غزة، قائلاً: "لكي نكون واضحين: فإن هذا يشكل عرقلة متعمدة للمساعدات المنقذة للحياة، ولا يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة، المزيد من الوفيات التي يمكن منعها".
وناشد فرنسيس سلطات الاحتلال الإسرائيلي وبشكل عاجل "التراجع عن هذا القرار"، مشيراً إلى أنه بالمعدل "تدخل 159 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميًا، وهو أقل بكثير من القدرة التشغيلية والضرورة الإنسانية بالفعل، بالنظر إلى أن هناك حاجة إلى 500 شاحنة من الإمدادات الإنسانية لخدمة المحتاجين". وأكد أنه مع انتشار الجوع، وتزايد التقارير عن وفاة الأطفال نتيجة لذلك، يتعين على إسرائيل أن تعمل بشكل عاجل ومتزايد على توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية وضمانها والحفاظ عليها من دون انقطاع. وشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والإفراج عن المحتجزين من دون شروط والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية من دون شروط وعوائق.
من جهته، قال نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي إن بلاده استخدمت الفيتو برفقة الصين ضد مشروع القرار الأميركي لأن "هدفه كان إعطاء إسرائيل تفويضا مطلقا لكي تواصل عملياتها غير الإنسانية، والتي تتعارض مع القانون الدولي الإنساني، ولم يكن هدفه إنهاء الأعمال العدائية". وشدد على أن مشروع القرار لم يتضمن "طلباً مباشراً أو دعوة لوقف إطلاق النار، بل منح ترخيصاً فريداً لمواصلة قتل الفلسطينيين". وأكد بوليانسكي أن استخدام بلاده والصين الفيتو جاء كجزء من تحمل "المسؤولية كأعضاء دائمين لصون الأمن والسلم الدوليين، ولهذا السبب، فإن آلية حق النقض تهدف إلى منع تنفيذ المبادرات الخطيرة لمجلس الأمن".
وشدد على أن المسودة الأميركية كانت ستسمح لإسرائيل بالاستمرار بعملياتها العسكرية في المستقبل، بما فيها شن حملة عسكرية على رفح. وفيما وصف ما تقوم به الولايات المتحدة بالمشين، عبر بوليانسكي عن تأييد بلاده مبادرة "استئناف النظر بطلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة".
أما نائب المندوب الدائم للصين داي بينغ، فتحدث في مداخلته عن أن عمليات القتل والأعمال الوحشية التي تنتهك القانون الدولي كانت ستستمر في غزة لو جرى تبني مشروع القرار الأميركي. وشدد على أن استخدام بلاده الفيتو يأتي في سياق "دعم العدالة ومقاصد ميثاق الأمم ا لمتحدة ومسؤولية سلطة مجلس الأمن، مع الأخذ بعين الاعتبار موقف الدول العربية من مشروع القرار". ولفت إلى استخدام الولايات المتحدة أربع مرات الفيتو ضد مشاريع قرارات حول غزة طالبت بهدن أو وقف لإطلاق النار. وشدد أيضاً على أن استخدام الفيتو ضد المشروع الأميركي مهد الطريق لاعتماد القرار 2728 بعدها بأيام، والذي طالب بوقف لإطلاق النار في غزة. ووجه داي بينغ انتقادات شديدة لتصريحات السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد بعد تنبي القرار 2728، التي أشارت فيها إلى أن القرار "غير ملزم".
من جانبه، أشار مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إلى قرار الجمعية العامة الذي تبنته بعد قرابة ثلاثة أسابيع من بدء الحرب على غزة، والذي طالبت من خلاله بهدن إنسانية. وأشار إلى أن الأغلبية الساحقة من الدول في الجمعية العامة أيدت القرار، في حين استغرق مجلس الأمن قرابة ستة أشهر لاتخاذ قرار يطالب بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان. وشدد على ضرورة وقف استخدام التجويع ضد الفلسطينيين كوسيلة حرب ومحاصرة الفلسطينيين والقتل والتهجير للمدنيين منهم.
وقال منصور: "إن الإفلات من العقاب يقتل الأطفال والنساء والرجال ويحرمهم من الحياة"، مشدداً على أن إفلات إسرائيل من العقاب أدى إلى استمرارها بما تقوم به. وطالب بوقف تسليح إسرائيل وإقامة العلاقات التجارية مع الشركات التي لها فروع في المستوطنات. كما أكد ضرورة دعم الطلب الفلسطيني كدولة دائمة العضوية في الأمم المتحدة.