يصل رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي، غداً الأحد إلى الجزائر، في زيارة هي الثانية له منذ إبريل/ نيسان الماضي، للمشاركة في اجتماع اللجنة المشتركة العليا، مناصفة مع رئيس الحكومة الجزائرية أيمن بن عبد الرحمن، في خضم تطور لافت للعلاقات الجزائرية الإيطالية على الصعيد السياسي والاقتصادي، وخاصة في مجال الطاقة.
وأفادت وكالة "نوفا" الايطالية للأنباء، بأن دراغي سيلتقي أيضا الرئيس عبد المجيد تبون، وسيكون معه خلال الزيارة وزراء الداخلية والخارجية والعدل والبيئة والنقل، كما سيشرف على مؤتمر لرجال الأعمال الجزائريين والإيطاليين، قبل أن يحضر حفل التوقيع على عدد من الاتفاقات القطاعية غدا الأحد.
وستكون الزيارة مناسبة لعقد اجتماعات ثنائية بين وزيري خارجية الجزائر رمطان لعمامرة وايطاليا لويجي دي مايو، لبحث عدد من الملفات السياسية والقضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة في ليبيا، كما سيعقد لقاء بين وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود ونظيرته الإيطالية لوتشانا لامور جيزي، لبحث ملف التنسيق الأمني والتعاون في مجال محاربة الهجرة الغير شرعية.
وتعد زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى الجزائر، الثانية من نوعها في ظرف ثلاثة أشهر، إذ كان قد زار الجزائر في السادس من شهر إبريل/ نيسان الماضي، سبقتها زيارة وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، ضمن صعود لافت للتحالف والشراكة السياسية والاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا، خاصة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إيطاليا في 26 مايو/ أيار الماضي، والتي دامت يومين، تلبية لدعوة وجهها له الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، والذي كان نفسه قد زار الجزائر شهر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
تعد زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى الجزائر، الثانية من نوعها في ظرف ثلاثة أشهر
ويبرر الجانب الجزائري حماسه لرفع أعلى مستويات التعاون مع إيطاليا، باعتبارات سياسية تخص المواقف الإيطالية المنسجمة مع المواقف الجزائرية في بعض القضايا الإقليمية، ومبررات اقتصادية، لكون الاقتصاد الجزائري يشبه الاقتصاد الإيطالي المبني على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وسعي الجزائر لنقل تجربة إنشاء المؤسسات الصغيرة والناشئة، إضافة إلى أسباب تاريخية تخص وقوف إيطاليا مع الجزائر في الظروف الصعبة.
وكان الرئيس تبون قد أكد في وقت سابق أن إيطاليا هي الدولة الوحيدة التي لم توقف رحلات طائراتها إلى الجزائر، خلال الأزمة الأمنية في التسعينيات.
وتأتي زيارة رئيس الحكومة الإيطالية، مباشرة بعد إعلان الجزائر أمس الجمعة رفع إجمالي صادراتها من الغاز إلى إيطاليا إلى 25 مليار متر مكعب، بعد اتفاق بزيادة تدفقات الغاز الجزائري إلى إيطاليا أربعة مليارات متر مكعب، على خلفية تحسن كبير للعلاقات الجزائرية الإيطالية، وتعزيز التعاون الجزائري في مجال الطاقة في الفترة الأخيرة بشكل كبير، وفقا لاتفاق وقع بين مجمع سوناطراك والمجمع الإيطالي إيني في 11 إبريل الماضي.
وترتكز الجزائر في زيادة تدفقاتها من الغاز إلى إيطاليا على الاكتشافات الأخيرة لحقول الغاز جنوبي الجزائر، حيث كان المدير العام لمجمع سوناطراك التوفيق حكار، قد أعلن أنه سيبدأ في إنتاجها اعتبارا من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل وذلك بفضل التجهيزات الموجودة.