أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، أهمية تطوير العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأميركية بشتى المجالات، وألا تقتصر على الجانب الأمني فقط، مؤكداً أن زيارته للبيت الأبيض ستجرى خلال العام الحالي.
جاء ذلك في مقابلة للسوداني أجرتها معه محطة "سي.إن.إن" الأميركية على هامش مشاركته في الدورة الـ 78 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن "وزارتي الخارجية العراقية والأميركية ترتبان موعداً في هذا العام، لتلبية دعوة الرئيس الأميركي لنا لزيارة واشنطن"، مبيناً أن "أحد أهم المواضيع التي يجب مناقشتها في الزيارة هو اتفاقية الإطار الاستراتيجي".
وأضاف أن "الاتفاقية بحاجة إلى تفعيل بين البلدين، خصوصاً أن هناك رغبة جادة بتطوير هذه العلاقة، التي يجب ألا تقتصر على الجانب الأمني، رغم أهميته"، مستدركاً بالقول "لكن هناك حاجة إلى تفعيل الملفات والمجالات الأخرى، وهي مهمة اليوم. العراق بلد يمتلك موارد اقتصادية كبيرة، وهو بلد مؤثر في سوق الطاقة، وهناك فرص كثيرة ممكن أن تكون مجالات لعمل الشركات الأميركية في مختلف القطاعات الاقتصادية، والخدمية، والعمرانية في العراق".
وشدد على أن "ما يهمنا هو الوضع الأمني، وعلاقتنا مع التحالف الدولي في العراق"، مؤكداً أن "العراق لا يحتاج إلى قوات قتالية، سواء كانت من الولايات المتحدة أو من باقي دول التحالف الدولي"، مشيراً إلى أن القوات الأمنية العراقية وصلت اليوم إلى مرحلة متقدمة من الجاهزية، والإمكانية، والمقدرة على المحافظة على استقرار الأمن، وتعقب خلايا "داعش" التي تمثل مجاميع تطارد في الصحاري، والجبال، والكهوف، وليس لها أي مكان، ولا تهدد كيان الدولة".
وتلقى السوداني، دعوة رسمية من الرئيس الأميركي جو بايدن لزيارة البيت الأبيض، وذلك بعد أشهر من الجدل المتواصل داخل العراق، حول إرجاء واشنطن الزيارة التي تأخرت "كثيراً" منذ تولي السوداني منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتُعتبر زيارة السوداني المرتقبة إلى واشنطن، إجراءً بروتوكولياً اعتاد عليه جميع رؤساء الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، في الأشهر الأولى لتسلمهم السلطة. إلا أن زيارة السوداني، بصفته رئيساً لحكومة منبثقة عن تحالف سياسي أعلن في أكثر من مناسبة مناهضته للولايات المتحدة، والعمل على إزاحة وجودها العسكري من البلاد، قد تُخرجها من سياقها المعتاد هذه المرة، خصوصاً أن ملفات السوداني، التي يريد حملها إلى واشنطن، لن تكون مقبولة أميركياً.
يجري ذلك في وقت تشهد فيه الساحة العراقية حالة من الهدوء الأمني غير المسبوق بين الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، والقوات الأميركية في العراق، بعد توقّف عمليات القصف واستهداف المصالح الأميركية منذ ما يزيد على 10 أشهر. وتُعَدّ فترة التهدئة هذه الأطول منذ مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع يناير/ كانون الثاني 2020.
وقبل تشكيل حكومة السوداني في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كانت القواعد والمعسكرات التي تضم القوات الأميركية في العراق، تتعرض دائماً لعمليات قصف من قبل فصائل مسلحة تُعرّف عن نفسها بمصطلح "فصائل المقاومة الإسلامية"، بواسطة طائرات مسيّرة أو صواريخ كاتيوشا، إضافة إلى استهداف أرتال الدعم اللوجستي التابعة لقوات التحالف الدولي.