عقد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اجتماعاً مغلقاً مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الذي وصل إلى بغداد، صباح الثلاثاء، في زيارة غير معلنة سابقاً، تستمر يوماً واحداً، يلتقي فيها أيضاً مسؤولين بحكومة إقليم كردستان العراق.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي إن السوداني استقبل أوستن وعقدا اجتماعاً استعرضا فيه "التعاون المشترك بين العراق والولايات المتحدة". وجدد السوداني تأكيده حرص حكومته على "تعزيز العلاقات" مع واشنطن، متحدثاً أيضاً عن نهج حكومته في "اتباع علاقات متوازنة مع المحيط الإقليمي والدولي".
رئيس مجلس الوزراء @mohamedshia يؤكد نهج الحكومة في اتباع علاقات متوازنة مع المحيط الإقليمي والدولي تستند الى المصالح المشتركة واحترام السيادة، مشيرا الى أن استقرار العراق مفتاح لأمن المنطقة واستقرارها.
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) March 7, 2023
جاء ذلك خلال استقباله وزير الدفاع الأمريكي @SecDef والوفد المرافق له. pic.twitter.com/R25P7CjwjY
ووصل أوستن في زيارته الأولى إلى بغداد خلال إدارة الرئيس الأميركي بايدن، ضمن جولة شرق أوسطية يزور فيها عدة بلدان.
وكتب أوستن في تغريدة "هبطنا في بغداد"، مضيفاً "أنا هنا لإعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق، فيما نمضي قدماً نحو عراقٍ أكثر أمناً واستقراراً وسيادةً".
Wheels down in Baghdad. I’m here to reaffirm the U.S.-Iraq strategic partnership as we move toward a more secure, stable, and sovereign Iraq. pic.twitter.com/hJVJjefuyv
— Secretary of Defense Lloyd J. Austin III (@SecDef) March 7, 2023
وتحدث أوستن للصحافيين بعد وصوله إلى مطار بغداد الدولي عن جاهزية القوات الأميركية للبقاء في العراق في حال رغبت الحكومة العراقية في ذلك.
وذكر أن "التحالف عمل مع الحكومة العراقية من أجل القضاء على تنظيم الدولة"، مبيناً أن "العمل العسكري وحده لن يضمن القضاء نهائياً على تنظيم الدولة"، مؤكداً أن "القوات الأميركية جاهزة للبقاء في العراق حسب رغبة الحكومة العراقية". وأضاف "ملتزمون بالقضاء على تنظيم الدولة، وهذا هو هدفنا الوحيد لبقائنا في العراق"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عراقية.
وفي السياق، قال عضو في البرلمان العراقي، عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، لـ"العربي الجديد" إن وضع القوات الأميركية أو عديدها في العراق لن يتغير".
وأضاف، طالباً عدم الإفصاح عن اسمه، في اتصال عبر الهاتف، إن "الزيارة تأكيد على استمرار التعاون، كما طالبت واشنطن إجراء إصلاحات حقيقية في الملف الأمني ومنها إنهاء ظاهرة المدن المنزوعة السكان التي تسيطر عليها، جماعات مسلحة وترفض الانسحاب أو إتاحة الفرصة لأهلها بالعودة، كما تم التطرق لأهمية حسم الخلافات الحالية بين أربيل وبغداد، خاصة في ما يتعلق بموضوع نشر قوات مشتركة في المناطق الساخنة بين كركوك ونينوى على حدود الإقليم".
ولفت إلى أن "أوستن سيتوجه من بغداد إلى أربيل لعقد محادثات مماثلة، كما سيلتقي قيادات ومسؤولين في قوات التحالف الدولي الموجودة في العراق".
وكان أوستن آخر قائد عام للقوات الأميركية في العراق بعد غزو عام 2003.
وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2021، أعلن رئيس الوزراء آنذاك مصطفى الكاظمي انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي، التي قادتها الولايات المتحدة لضرب تنظيم "داعش" في العراق، مؤكداً جاهزية القوات العراقية للدفاع عن البلاد، وأن دور القوات الأميركية أصبح يقتصر على المشورة والتدريب فقط.
وجاء قرار تحويل مهام القوات الأميركية إلى تدريبية، بعد جولات الحوار الاستراتيجي التي انطلقت بين بغداد وواشنطن منذ عام 2020.
ومنذ عامين، كانت الفصائل المسلحة قد صعدت مطالباتها بإخراج القوات الأميركية من العراق، وضغطت لتحقيق هذا الأمر. كذلك نفذت عمليات استهداف للمصالح الأميركية في العراق، إلا أنه وبعد تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، من قبل تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم أغلب تلك الفصائل، توقفت عمليات استهداف المصالح الأميركية في البلاد.