رئيس الوزراء العراقي يكشف عن برنامج زيارته إلى أنقرة: الأمن والمياه والمشاريع الاقتصادية
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، إن زيارته المقررة إلى تركيا، يوم غد الثلاثاء، تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت مع التطورات الإيجابية التي تشهدها المنطقة، مؤكدا أهمية التوصل إلى تفاهمات مختلفة بين العراق وتركيا.
وكان مصدر حكومي عراقي قد كشف أمس الأحد، لـ"العربي الجديد"، عن زيارة مقررة للسوداني إلى تركيا، على رأس وفد حكومي رفيع لبحث جملة من الملفات بين البلدين، كما يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن السوداني قوله إن الزيارة سيتم فيها "التركيز مع الجانب التركي على تعزيز العلاقات في كافة المجالات، وخاصة المجال الاقتصادي، لا سيما ونحن نتطلع إلى تنفيذ مشروعات اقتصادية طموحة في قطاعي الطاقة والنقل وتحويل العراق إلى مركز للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا من خلال مشروع ميناء الفاو الكبير، وما يرتبط به من مناطق اقتصادية وتجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحي".
وأكد السوداني أن "هذه المشاريع ستفتح الطريق أمام تحقيق نقلة اقتصادية للعراق، كما ستسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وجيرانه، وعلى رأسهم تركيا من ناحية، وبلدان أوروبا وآسيا من ناحية أخرى".
وأضاف: "سنناقش تفاصيل هذه المشروعات مع المسؤولين الأتراك في إطار مساعينا لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع تركيا التي وصل ميزان العراق التجاري معها إلى نحو 20 مليار دولار، تتمثل في واردات تركية من المنتجات الكيماوية، والبذور والحبوب والبقوليات، والمفروشات والأدوية والمستلزمات الطبية، وصادرات عراقية إلى تركيا تتركز في النفط".
ضبط الحدود والحصص المائية
وبشأن الصعيد الأمني، ذكر السوداني أن ضبط الحدود سيحتل جانبا من المحادثات، وكذلك التعاون المشترك بين العراق وتركيا، خاصة في الجانب الاستخباري وتبادل المعلومات.
وحول الحصص المائية، أكد رئيس الوزراء أن "مشكلة المياه ستحتل حيزا من المناقشات في أنقرة كذلك"، مثمنا "مساعي الجانب التركي في زيادة حصص المياه التي انطلقت من خلف السدود للعراق". وتابع: "سنبحث معهم كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه التي تعد شريان حياة للتنمية والتوسع الزراعي".
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الزيارة الحالية تأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للمنطقة، مشيرًا إلى أن "مشاريع التعاون الاقتصادي التي ننشدها مع أنقرة ستسهم بشكل كبير في خلق فرص العمل في عديد من المحافظات العراقية، وستسرع من وتيرة تحول العراق إلى مركز تجاري يربط القارتين الأوروبية والآسيوية، وسيضع العراق بقوة على خريطة التجارة العالمية".
وتابع: "نضع بالتوازي خططا للتعاون مع تركيا لتعزيز قدراتنا الاقتصادية المشتركة وطبقا لجداول زمنية للمشاريع ذات الأولوية، مع حرصنا على تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة لخدمة الطموحات التنموية". وبين أن "المستقبل القريب سيشهد انخراطا اقتصاديا أكبر مع تركيا ومع كل جيراننا ومنطقتنا، لأن هذا الانخراط والتعاون المشترك هو السبيل الوحيد لتجاوز تبعات الأزمات العالمية والتحديات التي تفرضها علينا في هذا التوقيت الحساس".
وأكد رئيس الوزراء العراقي أن "نهج العراق في الفترة الحالية والمستقبلية يعتمد على تعزيز التعاون مع الأشقاء والجيران على الأصعدة السياسية والتجارية والاقتصادية بهدف توثيق التعاون، بما ينعكس على واقع المواطن العراقي وتوفير احتياجاته".
ومن المقرر أن يرافق رئيس الحكومة العراقية، غدا الثلاثاء، كل من وزراء الخارجية، والموارد المائية، والدفاع، ومستشار الأمن القومي العراقي، إلى جانب مستشارين آخرين، وفقا لما أكدته مصادر في بغداد لـ"العربي الجديد".
وقالت المصادر إنه من المتوقع أن يعقد الجانبان مباحثات متعددة حول الملف الأمني، وعلى وجه التحديد أنشطة حزب العمال الكردستاني شمالي العراق.
وبحث السوداني، يناير/ كانون الثاني الماضي، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي، الملفات المشتركة بين البلدين، مؤكدين التنسيق لملاحقة "الجماعات الإرهابية" في الحدود المشتركة، وخطورة تواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية، بحسب بيان عراقي رسمي.
وتكمن صعوبة إجراء تفاهمات بين حكومة العراق والحكومة التركية بشأن إنهاء تواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني في العراق بعدة عوامل ميدانية عسكرية؛ أبرزها وجوده بمناطق يصعب وصول القوات العراقية إليها، ضمن المثلث العراقي الإيراني التركي الواقع تحت إدارة إقليم كردستان، إلى جانب دعم يتلقاه مسلحو الحزب من فصائل مسلحة توصف عادة أنها حليفة لإيران، خاصة في مناطق سنجار غرب نينوى.
وتسبب تواجد عناصر الحزب الذي تصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية" في الأراضي العراقية بأضرار أمنية واقتصادية على البلد، وقد شهد إقليم كردستان تراجعاً كبيراً بأعداد السياح بسبب تواجد تلك العناصر، فضلاً عن نزوح آلاف العائلات الكردية التي تضررت جراء تحركات الحزب والضربات التركية.