رئيس الوزراء المجري أوربان يزور بكين بعد موسكو وكييف في مهمة سلام

08 يوليو 2024
الرئيس الصيني يعقد محادثات مع أوربان خلال زيارة رسمية للمجر، 9 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **زيارة فيكتور أوربان إلى بكين**: التقى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بالرئيس الصيني شي جين بينغ في زيارة غير معلنة، بعد جولة على كييف وموسكو، وقبل قمة الناتو المرتقبة.

- **مواقف أوربان المثيرة للجدل**: أثار أوربان استياء الأوروبيين بسبب قربه من الكرملين، معارضته للمساعدات الغربية لأوكرانيا، ودعواته لوقف إطلاق النار التي رفضها الرئيس الأوكراني.

- **توافق بين بكين وبودابست**: تتفق بكين وبودابست على تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا، مع الحفاظ على علاقاتهما مع الكرملين، ودعوة أوربان لاستئناف الحوار المباشر بين روسيا وأوكرانيا.

وصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان اليوم الاثنين، إلى بكين في زارة وصفها بـ"مهمة سلام"، التقى خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد جولة على كييف وموسكو. ويقوم أوربان بهذه الزيارة غير المعلنة مسبقاً بعد زيارة لموسكو الجمعة أثارت جدلاً وبحث خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب في أوكرانيا. كما تأتي الزيارة قبل يوم من عقد قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه، إذ من المقرر أن تهيمن الانتكاسات في أوكرانيا على المناقشات.

وأثار رئيس الوزراء المجري الذي تولت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لستة أشهر، استياء شركائه الأوروبيين الذين يقدمون دعماً ثابتاً لكييف وقطعوا الجسور مع روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وأوربان هو الوحيد بين قادة الاتحاد الأوروبي الذي بقي قريباً من الكرملين، ومنع تمرير الحظر الأوروبي الكامل على النفط الروسي وإصرارها على استبعاد نفط الأنابيب منه.

وكتب أوربان على منصة إكس عند وصوله باكراً صباح الاثنين إلى مطار بكين: "مهمة سلام 3.0" من دون أن يذكر أي تفاصيل أخرى، مرفقاً منشوره بصورة تظهره في المطار حيث استقبلته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ. والتقى أوربان قبل الظهر شي جين بينغ، على ما أفادت وكالة الصين الجديدة للأنباء.

وقال شي جين بينغ لأوربان إن على القوى العظمى مساعدة روسيا وأوكرانيا على بدء مفاوضات سلام مباشرة، على ما ذكر تلفزيون "سي سي تي في" الرسمي الصيني. وقال شي: "على الأسرة الدولية أن توفر الظروف والمساعدة للطرفين لاستئناف الحوار المباشر والمفاوضات" مضيفاً: "فقط عندما تمارس القوى العظمى طاقة إيجابية بدلاً من طاقة سلبية، يمكن أن يظهر سريعاً بريق أمل بالتوصل إلى وقف إطلاق نار".

وسبق أن أجرى رئيس الوزراء المجري وشي محادثات خاصة في مايو/أيار الفائت خلال زيارة دولة للرئيس الصيني إلى المجر. وأثنى شي في هذه المناسبة على "شراكة استراتيجية" مثالية داخل الاتحاد الأوروبي، داعياً المجر إلى لعب "دور أكبر في "تطوير العلاقات بين بكين وبروكسل".

رحلات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الدبلوماسية

وثمة توافق بين بكين وبودابست في الملف الأوكراني، إذ يدعو البلدان إلى تسوية سلمية للنزاع مع الحفاظ على علاقاتهما المقربة مع الكرملين. وتقدّم بكين نفسها على أنها طرف محايد في الحرب وتقول إنها لا ترسل مساعدات فتاكة إلى أي من الجانبين، على عكس الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. ومع ذلك، قدمت بكين شريان حياة مهمّاً للاقتصاد الروسي المعزول، مع ازدهار التجارة بين البلدين منذ بدء النزاع.

وفي ختام محادثاته مع أوربان في موسكو، رأى بوتين أن كييف لا تريد النظر في مقترح وقف إطلاق النار الذي تقدم به رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، لأن ذلك سيتطلب إلغاء حالة الحرب وإجراء الانتخابات، وما اعتبره ضعف فرص إعادة انتخاب القيادة الأوكرانية الحالية. وقال بوتين في مؤتمر صحافي: "كما نرى الأمور، بما في ذلك على ضوء ما سمعناه اليوم من السيد رئيس الوزراء، لا تزال كييف غير مستعدة للتخلي عن فكرة القتال حتى النصر".

وقبل بكين وموسكو، زار أوربان في الثاني من يوليو/تموز الحالي كييف، في أول زيارة له إلى هذا البلد منذ اندلاع الحرب، والتقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي. كما أظهرت صفحة أوربان على موقع إنستغرام، اليوم الاثنين، أنه سيزور واشنطن بعد زياراته لكييف وموسكو وبكين.

وخلال لقائه زيلينسكي، دعا أوربان إلى "وقف إطلاق نار"، خلافاً لمواقف الأوكرانيين وحلفائهم الأوروبيين. ورفض الرئيس الأوكراني هذه الفكرة معتبراً أن موسكو ستستغلها لتعزيز موقعها. وتطالب أوكرانيا بالانسحاب الكامل للقوات الروسية من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وبتسديد تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالبلاد منذ بدء الغزو الروسي. وأوكرانيا في حاجة ماسة إلى المساعدة الغربية للتصدي لروسيا، وأعلنت واشنطن، الداعم الأساسي لها، مساعدة إضافية بقيمة 2,3 مليار دولار، ولا سيما لتأمين أنظمة دفاع جوي لكييف. ويعارض رئيس الوزراء المجري هذه المساعدة، خلافاً لموقف شركائه الأوروبيين. وهو عرقل في مطلع السنة تخصيص مساعدة أوروبية بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا، صُودِق عليها لاحقاً بعد تأخير.

(فرانس برس، رويترز العربي الجديد)