استمع إلى الملخص
- **تصعيد التوتر في السويداء**: توعد رئيس الحركة يحيى الحجار العصابات وداعميها، مؤكداً دعم الفصائل التي تحمي السلم الأهلي، ورفض التعديات والاعتقالات التعسفية، مع تهديد مباشر لعصابة سليم حميد.
- **هجمات على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)**: قُتل عنصر من "قسد" وجُرح آخرون في هجمات نفذها مسلحون يُرجح أنهم من تنظيم "داعش" في ريف دير الزور والرقة، مع إحباط عملية تهريب عوائل من التنظيم في مخيم الهول.
أصدرت حركة رجال الكرامة (أكبر فصيل مسلح في محافظة السويداء)، جنوب سورية، بياناً هددت فيه بشن عمليات عسكرية ضد المجموعات المتورطة بأعمال الخطف والنهب في المحافظة. كما قُتل وجُرح عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، من جراء هجوم نفذه مجهولون يُرجح أنهم من خلايا تنظيم "داعش" في ريف دير الزور، بالتزامن مع إصابة عناصر من "قسد" بهجوم مماثل استهدف سيارة عسكرية بريف محافظة الرقة الشمالي.
وأصدرت حركة رجال الكرامة تصريحاً صحافياً عبر موقعها الرسمي على منصة فيسبوك، ليل أمس الاثنين، قالت فيه إنها لن تتردد في شن عمليات عسكرية ضد أي مجموعة تثبت عليها ممارسة الخطف والانتهاكات وسلب أرزاق المواطنين، مذكرة بالعملية التي نفذتها في بلدة عريقة بريف المحافظة الغربي في السابع من يوليو/تموز الماضي، وأدت الى مقتل علاء الجبر، أحد متزعمي العصابات الخطيرة، وفرار أعضاء العصابة من البلدة، بعد استعادة الأموال والأملاك المسروقة وإعادتها لأصحابها.
وحذرت الحركة في بيانها الجهات التي تحاول إعادة إحياء العصابات منذ انتفاضة الجبل على عصابة راجي فلحوط، في 26 يوليو/تموز 2022، واصفةً إياها باللاوطنية، وأنها "تضمر الشر لأهل المحافظة"، مطالبة الجهات المسؤولة بـ"التفكر بأخطاء الماضي قبل الشروع بنصب الحواجز ونقاط التفتيش".
وجاء التصريح بعد يوم على كلمة يحيى الحجار، رئيس حركة رجال الكرامة، التي توعّد فيها العصابات وداعميها دون أن يسميهم، وقال في لقاء مع عدد من الأهالي إن الحركة تراقب وتسمع عن تشكيل فصائل جديدة في المحافظة، مشيراً إلى أنه إذا كانت هذه الفصائل لحماية الأرض والعرض فالحركة معها، أما إن كانت "للتشبيح على الأهالي وللزعرنة" فالحركة ستكون ضدها مهما كانت الجهة التي تدعمها وتسلحها، مهدداً بحملة عسكرية ضد هذه المجموعات في حال ثبت أنها تستهدف السلم الأهلي، معتبراً أن ظاهرة إعادة تشكيل الفصائل الخارجة عن الأعراف والتقاليد والمخالفة لتوصيات المرجعيات الدينية والروحية في السويداء مرفوضة مهما كانت الجهة التي تسلح هذه التشكيلات وتقف خلفها وتزود أفرادها بالبطاقات (الأمنية).
وكانت الحركة قد استعرضت، مساء أمس الاثنين، عددا من مسلحيها في شوارع مدينة السويداء، ثم اتجهت إلى الحاجز الذي أنشأته الأجهزة الأمنية في مدخل مدينة السويداء الشمالي حاملة رسالة من الحركة للجهات الأمنية مفادها رفض الحركة أي تعديات على المارة أو اعتقالات تعسفية أو توقيفات، وخاصة المطلوبين للخدمتين الاحتياطية والإلزامية. من جهته، أصدر تجمع أحرار جبل العرب بياناً مكتوباً، أمس الاثنين، بيّن فيه أن معظم الفصائل المحلية في السويداء "حسمت الأمر بضرورة التصعيد واقتلاع الحاجز الأمني، ولم يوقفها عن هذا التصعيد إلا طلب من الرئاسة الروحية بالاستمهال وإعطاء الفرصة للمرجعيات الدينية لإيجاد الحلول".
ورأى الناشط الإعلامي رافد عبد الحق، في حديث لـ"العربي الجديد"، في خطاب الحجار تهديداً مباشراً لعصابة سليم حميد، التي جرى تشكيلها أخيراً في قريتي مفعلة والمشنف، وتحاول التمدد في الريف الشرقي للمحافظة، وذلك بعدما وقفت بسلاحها علناً ضد المحتجين السلميين. وأوضح الناشط أن "الحركة أعطت حميد فرصة للعودة عن خطئه إبان الحملة الشعبية على العصابات عام 2022، وسلم سلاحه حينها وفكك عصابته في بلدة قنوات وتعهد بعدم العودة للممارسات العنفية ضد المجتمع، لكنه ما لبث أن نكث بما تعهد به مع أول فرصة سنحت له بدعم من الفروع الأمنية". وأكد عبد الحق أن "هذا التصريح يلقى تأييداً شعبياً، لما تشكله تلك الجماعات المسلحة من خطر داهم على أهالي المحافظة في حال استعادت نشاطاتها الإجرامية".
وكان الحجار، الذي تعرض لحادث سير قبل حوالي عامين، قد غاب لأشهر طويلة عن الواجهة ولم يظهر إلا بعد انطلاق الحراك الثوري في السويداء وبلقاءات مقتصرة جمعته بالرئاسة الروحية، فيما لم تشارك الحركة في الحراك الشعبي، بحجة أنها فصيل مسلح، ولكنها أبدت تأييدها للحراك ومساندتها لأهدافه. وكانت حركة رجال الكرامة قد شاركت بقوة في الانتفاضة الشعبية التي أطاحت عصابة "قوات الفجر" التي كان يقودها راجي فلحوط، وهي أبرز العصابات المسلحة التي سيطرت على المحافظة بشكل كبير منذ العام 2020، بدعم من فرع الأمن العسكري في السويداء.
وفي شارع السويداء تستمر الانتفاضة في عامها الثاني محاولة من خلال الهيئة العامة الممثلة للحراك الاستمرار في الاعتصام والمحافظة على السلمية وعدم جر الحراك للعسكرة. وقال الناشط المدني تركي عزام لـ"العربي الجديد"، إنه "بكل تأكيد نجد في الفصائل المسلحة ومنها حركة رجال الكرامة صمام الأمان للحراك الشعبي، ولكن لا يمكن التحكم بمواقفها وردود فعلها تجاه أي موقف أو نزاع مع الجهات الأمنية، ولكن نذكر جميعاً كيف اقتلع الشيخ الشهيد وحيد البلعوس (مؤسس حركة رجال الكرامة)، حاجز المخابرات الجوية في مدخل مدينة السويداء الغربي عام 2014 دون أن تسقط نقطة دم واحدة"، مشيراً إلى أن الظروف ومراكز القوى والتأثير عليها اختلفت منذ ذلك الوقت "وربما نحتاج الآن الى كثير من الحكمة والتعقل لمعالجة التحديات التي تزداد يوماً بعد يوم".
ويذكر أن تعزيزات عسكرية كبيرة للنظام السوري كانت قد وصلت، مساء السبت الماضي، إلى ما يعرف بحاجز العنقود في مدخل مدينة السويداء لإعادة تفعيله، ما شكل صدمة كبيرة لأهالي المحافظة الذين يعلمون أن وجوده هو لفرض إرادة النظام السوري، وكبح جماح الحراك السلمي الرافض للعسكرة، ولهذا فإن الشغل الشاغل لغالبية السكان إزالته بأي طريقة أو وضع حد نهائي لعمله دون تصعيد. وكان النظام قد أنشأ الحاجز في 24 يونيو/ حزيران الماضي وأوقف العمل به نتيجة احتجاجات أهلية وصدامات أدت حينها لسحب الآليات الثقيلة منه، والاتفاق على نقله من مكانه وتحويله إلى مقر عسكري عادي.
قتلى وجرحى من "قسد"
وفي شرق سورية، قال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن عنصراً من "قسد" قُتل، ليل أمس الاثنين، بالإضافة إلى جرح عنصرين آخرين من جراء هجوم نفذه مُسلحون مجهولين، يُرجح أنهم تابعون لـ"داعش"، استهدف نقطة عسكرية في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي في شرق سورية. وأكد العكيدي أن "قسد" نفذت حملة دهم عقب الهجوم بساعة اعتقلت فيها ثلاثة أشخاص من الحي الذي وقع فيه الهجوم، وتزامن ذلك مع استنفار أمني في المنطقة خشية وقوع هجوم مزدوج يُسفر عن المزيد من القتلى والجرحى.
إلى ذلك، أُصيب عنصران من "قسد" بجروح متوسطة وخطيرة بعد منتصف ليل الاثنين من جراء هجوم نفذه مُسلحون مجهولون بالأسلحة الرشاشة استهدف سيارة عسكرية على طريق بلدة الهيشة بريف محافظة الرقة الشمالي، شمال شرق سورية. وكثف تنظيم "داعش" هجماته خلال العام الجاري 2024 ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بأرياف دير الزور والحسكة والرقة، شرق وشمال شرق سورية، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى دون التمكن من كبح نشاط التنظيم على الرغم من تنفيذ عشرات العمليات الأمنية من قبل "قسد"، بالاشتراك مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
في غضون ذلك، قال الناشط خالد الحسكاوي في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، أحبطت، فجر اليوم الثلاثاء، عملية تهريب عوائل من تنظيم "داعش" المحتجزين داخل مخيم الهول في ريف محافظة الحسكة الشرقي في شمال شرق سورية، مضيفاً أن "الأسايش" أحبطت عملية تهريب العوائل من القطاع الخامس داخل المخيم باستخدام طائرات الدرون، تلاها انتشار أمني على أسوار المخيم، مع احتجاز العوائل التي كانت تخطط للهروب من المخيم.