رسائل إماراتية لعباس... و"حماس" تحمّل الوفد المصري مطالبها

19 اغسطس 2020
تظاهرة ضد التطبيع في غزة (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية وفلسطينية فحوى الرسائل المتبادلة خلال الزيارات المكوكية للوفد الأمني المصري بين رام والله والقدس المحتلة وغزة، خلال اليومين الماضيين، لوقف تحوّل الأوضاع في قطاع غزة إلى مواجهة عسكرية شاملة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال. وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن الوفد الأمني الذي قاده وكيل جهاز المخابرات العامة، اللواء أيمن عبد البديع، بمشاركة مسؤول ملف فلسطين في الجهاز، اللواء أحمد عبد الخالق، حمل مجموعة من المطالب من جانب قيادات حركة "حماس" بقطاع غزة، لنقلها إلى سلطات الاحتلال. وأوضحت أن الحركة تمسكت بتنفيذ تفاهمات الوساطة المصرية السابقة، التي ما زالت إسرائيل تتحايل على تنفيذها منذ فترة طويلة على الرغم من الوساطات المصرية المتكررة، والضغط على الفصائل لمنع التصعيد ضد الاحتلال. وأوضحت المصادر المصرية أن "حماس" أبلغت الوفد الأمني أنها بصدد إعادة مسيرات العودة في الفترة المقبلة، طالما أن الاحتلال لم يلتزم بالتفاهمات، مشيرة إلى أنه لن يكون هناك توقف لعمليات إطلاق البالونات الحارقة، والحراك الليلي عند السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة شرقي القطاع من دون تحقيق نتائج ملموسة. وأضافت المصادر "رسائل الحركة لسلطات الاحتلال تضمنت ضرورة فتح معبر كرم أبو سالم، على مدار اليوم من دون توقف، وزيادة عدد تصاريح الدخول التي تُمنح للعمال الفلسطينيين من القطاع إلى 100 ألف تصريح، مع سماح الاحتلال بالتصدير والاستيراد من قطاع غزة". وتابعت: "شملت المطالب الحمساوية، توسيع مساحة الصيد إلى 20 ميلاً، وسرعة المصادقة على تنفيذ مشاريع بنى تحتية في قطاعي المياه والكهرباء، إضافة إلى السماح بزيادة المعونة القطرية لتصل إلى 200 مليون دولار بدلاً من 100 مليون دولار".

"حماس" بصدد إعادة مسيرات العودة إن لم تُنفّذ التفاهمات
 

من جهته، كشف مصدر فلسطيني أن الأوضاع الحياتية في القطاع على وشك الانفجار في وجه الجميع، مضيفاً أن المماطلة الدائمة والمستمرة للاحتلال نهج له وهدفه الرئيسي تفجير الوضع من الداخل، وإثارة أهالي القطاع ضد حركة "حماس". لذلك فإن الحركة هذه المرة، بالتشاور مع باقي الفصائل، متمسكة بالتنفيذ العاجل للتفاهمات أو إعلان إسقاطها، حتى يتسنى إعداد خطة التعامل مع الأوضاع الراهنة. وبحسب المصدر، فإن الوفد المصري نقل للحركة تجديد الجانب الإسرائيلي، لتحذيره، بشأن إمكانية معاودة سياسة الاغتيالات مجدداً بحق عدد من قيادات الحركة، الذين يصفهم بأنهم وراء تأجيج الأوضاع، من وقت لآخر، لافتاً إلى أن القائمة التي حددها الجانب الإسرائيلي جاء على قمتها زعيم الحركة في غزة، يحيى السنوار، ومروان عيسى المعروف برئيس أركان كتائب القسام الذراع العسكرية للحركة. وهو ما استقبلته الحركة بتحذير مقابل، بأنه حال حدوث ذلك سيكون بمثابة قطع خط الرجعة أو الاتفاق، وأن "حماس" لديها في جعبتها ما من شأنه أن يجعل إسرائيل تندم على خطوة مثل هذه حال حدوثها. يأتي هذا فيما كشف المصدر الفلسطيني عن تحركات يقوم بها المسؤول الأمني المطرود من الحركة محمد دحلان، المستشار الأمني لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ومساعده سمير المشهراوي من أجل إقناع حركة "حماس" وقيادات في حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية، بمنع الإساءة إلى دولة الإمارات وقادتها في أعقاب الاتفاق مع إسرائيل. وكشفت مصادر خاصة أن دحلان نصح قادة الإمارات بضرورة الدعوة للقاء فلسطيني ــ فلسطيني على أراضيها خلال الفترة المقبلة، ضمن مجموعة من الخطوات لتمرير الخطوة الإماراتية الإسرائيلية والحد من تداعياتها، لتسهيل الأمر بالنسبة لعدد من الدول التي من المقرر أن تلحق بالخطوة الإماراتية. وأكدت المصادر أن الإمارات تسعى للترويج أنها حصلت من الاحتلال الإسرائيلي على مجموعة من الامتيازات، وما يمكن تسميته بتنازلات مرحلية للفلسطينيين، تمر من خلالها هي فقط، من أجل تحسين صورتها في أعقاب الاتفاق، لافتة في الوقت ذاته إلى أن قائمة الدول التي من المقرر أن تلحق بالإمارات خلال الفترة القريبة المقبلة، تشمل كلاً من موريتانيا، والسودان، والبحرين. وكشفت المصادر أن رسالة طمأنة من ولي عهد أبوظبي وصلت إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال الأيام القليلة الماضية مفادها أن الإمارات لا تعمل على إعاقته لصالح رجلها محمد دحلان، وأنها في إطار ذلك تسعى لترتيب زيارة له إلى أبوظبي ولقاء بن زايد، ضمن محاولات أوسع لتجميع المكونات الفلسطينية على أراضيها خلال الفترة المقبلة.

المساهمون